صوت الضالع / متابعات
تتواصل الابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لليوم ال69 على التوالي، حيث ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجازر جديدة بحق أبناء القطاع غ، مع تواصل قصفها المكثف على شمال ووسط وجنوب القطاع المحاصر.
ووصل إلى مستشفيات القطاع في الساعات الأخيرة، جثامين 196 شهيدا ونحو 500 جريح، من مناطق عدة، ليرتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى أكثر من 18600 شهيد، ونحو 50600 جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وما يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات.
واستشهد 20 مواطنا على الأقل، وأصيب آخرون، في غارات شنها طيران الاحتلال على منازل المواطنين في رفح، جنوب القطاع، كما استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون في غارات إسرائيلية على منازل المواطنين جنوب دير البلح، وسط القطاع.
واستشهد مواطنان وأصيب آخرون، في قصف طيران الاحتلال لمبنى يأوي نازحين، غالبيتهم من ذوي الإعاقة، غرب مخيم النصيرات، وسط القطاع. كما قصف طيران الاحتلال شقة سكنية في أبراج الصالحي بمحيط النادي الأهلي في المخيم، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات.
واستشهد 6 مواطنين وأصيب العشرات في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة. كما أصيب عدد من المواطنين في قصف طيران الاحتلال لمنزل عائلة نايف بشارع دير اللاتين خلف مستشفى الأهلي العربي “المعمداني” في غزة
واستشهد مواطن في غارة إسرائيلية قرب مسجد السوسي في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. كما قصف طيران الاحتلال منزلا في حي الدرج، ما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى.
واستشهد طفل وأصيب آخرون غالبيتهم أطفال، في قصف طيران الاحتلال لمنزل في إسكان الأوروبي شرق خان يونس، جنوب القطاع.
وقصف طيران الاحتلال مركزا صحيا تابعا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في مخيم جباليا شمال القطاع. كما أصيب عدد من المواطنين في غارة إسرائيلية استهدفت مسجد المصباح المنير في جباليا.
وأعلن عن استشهاد ثلاثة صحفيين هم: أحمد أبو عبسة، حنان عياد، ونرمين قواس، جراء قصف طيران الاحتلال لمنازلهم، في حين نجت مجموعة من الصحفيين من قصف طيران الاحتلال للمركز الصحي في مخيم جباليا.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو، الأوضاع المأساوية التي يعيشها المواطنون في قطاع غزة، جراء المنخفض الجوي والأمطار الغزيرة التي تحولت إلى فيضانات وسيول في عدة مناطق وأغرقت خيام النازحين، مع تواصل العدوان الإسرائيلي وما خلّفه من دمار كبير في البنى التحتية.
وتواجه طواقم الإسعاف والإنقاذ، صعوبات بالغة في الوصول إلى الجرحى وانتشال جثامين الشهداء، خاصة في شمال ووسط القطاع.
نتنياهو يعلن مواصلة الحرب على قطاع غزة حتى القضاء على حركة حماس
أعلن رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مواصلة الحرب في قطاع غزة، حتى “القضاء” على حركة حماس، التي تتولى السلطة في غزة منذ العام 2007.
وتوجّه نتنياهو إلى لواء سلاح المدرعات الذي يقاتل في قطاع غزّة بالقول “أريدكم أن تستمروا حتى آخر جندي .. سنستمر حتى النهاية، حتى النصر، حتى إبادة حماس”. على حدّ تعبيره.
وقال نتنياهو: “أقول ذلك في ظل الألم الشديد .. ولكن أيضًا في ظل الضغوط الدولية”.
خلافات تكتيكية بين واشنطن وإسرائيل بشأن إدارة الحرب في غزة
لا تعتزم الولايات المتحدة مراجعة دعمها للكيان الصهيوني في عدوانه على غزة، لكنها تشعر بغضب متزايد إزاء طريقة إدارة الحرب في قطاع غزة، إلى حد إظهار خلافاتها علناً مع حكومة بنيامين نتانياهو اليمينية، من خلال حديثه عن “القصف العشوائي” و”التآكل” المحتمل للدعم الدولي للكيان، كشف الرئيس الأميركي عن إحباطه المتزايد تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بل إن إدارته بدأت تحث على وضع “جدول زمني” لاستمرار العمليات العسكرية المكثّفة.
وتتزايد التحذيرات للكيان منذ عدة أسابيع، فقد تحدث مسؤولون أميركيون رفيعون مثل نائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن عن مقتل عدد “مرتفع للغاية” من المدنيين الفلسطينيين وحتى عن “فجوة” بين الالتزامات والواقع في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان هجمي منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر، توقف فقط خلال هدنة إنسانية قصيرة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.
لخص وزير الحرب الأميركي لويد أوستن مؤخراً المعضلة قائلا “في هذا النوع من القتال، يكون مركز الثقل هو السكان المدنيون. وإذا دفعتهم إلى أحضان العدو، فإنك تستبدل نصرا تكتيكيا بهزيمة استراتيجية”.
لكن واشنطن، الحليف الدبلوماسي والعسكري الرئيسي للكيان، امتنعت عن انتقاد حليفها بشكل مباشر وعلني، كما رفضت الدعوات لوقف إطلاق النار حتى استبعاد حماس من المشهد، وذلك رغم الضغوط الدولية. في الواقع، تبدو الولايات المتحدة معزولة بعض الشيء في دعمها للدولة الصهيونية، كما يتضح من تصويت الغالبية الساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء لصالح وقف إطلاق النار.
جدول زمني
منذ بدء العدوان، حاولت الولايات المتحدة التأثير على حليفتها للسماح بإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان غزة وكذلك خلال المفاوضات بشأن إطلاق سراح رهائن، أو حتى تشجيعها على تبني استراتيجية عسكرية أكثر “استهدافا”. وفي السر، لا يخفي الدبلوماسيون الأميركيون استياءهم من سلوك الكيان الإسرائيلي الحربي.
فقد طلبت واشنطن من تل أبيب مثلا ألا “تكرر” في جنوب غزة السيناريو الذي حدث في شمال القطاع قبل الهدنة الإنسانية التي استمرت سبعة أيام في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. وفي مؤشر على الضغط المستمر الذي تمارسه على تل أبيب، سيقوم مستشار الأمن القومي جيك ساليفان بزيارة الكيان الصهيوني يومي الخميس والجمعة، حسب ما أعلنت واشنطن.
وقال ساليفان لصحيفة وول ستريت جورنال الثلاثاء “من الواضح أنني سأتناول مسألة الجدول الزمني وكيف ينظرون إليه (الإسرائيليون)”، مقترحا الانتقال “إلى مرحلة مختلفة عن العمليات عالية الكثافة التي نشهدها اليوم”. واستقبل بايدن للمرة الأولى الأربعاء في البيت الأبيض عائلات رهائن أميركيين تحتجزهم حماس في غزة، بحسب مسؤول كبير.
نقطة تحول؟
هل يشكل كل ذلك نقطة تحول في الموقف الأميركي؟
يرى مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية جيمس رايان أن “هذا له علاقة كبيرة بالوضع السياسي الداخلي”، في ظل حملة الرئيس الديموقراطي للفوز بولاية جديدة في تشرين الثاني/نوفمبر 2024. يتابع الخبير “هناك ضغوط كبيرة على إدارة بايدن من داخل حزبه ومن قاعدته”. لكنه يضيف أن “هذا يعكس أيضا اعترافا ضمنيا” بمحدودية قدرة الولايات المتحدة على التأثير على الحكومة الإسرائيلية الأكثر يمينية في تاريخ البلاد.
يتعلق أكبر الخلافات بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية بما سيحدث بعد الحرب. تشدد واشنطن على ضرورة إحياء حل الدولتين، وهو ما ترفضه تل أبيب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الأربعاء “نعتقد أن السلطة الفلسطينية هي ممثلة الشعب الفلسطيني، وأن سلطة فلسطينية يتم تجديدها وإصلاحها وإعادة تنظيمها هي السبيل للمضي قدما نحو إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة”.
المصدر: قناة المنار + وكالات فلسطينية