خروجاً منّي على التّقاليد و(البرتوكولات) البالية الهزيلة للاحتفاء باللّغة العربيّة فيما يُسمّى باليوم العالميّ لها، وجنوحاً –بإصرار منّي- عن التّوقّف عند سبب اختيار هذا اليوم بعينه للاحتفاء بها، وقطيعة مقصودة منّي –مع سبق الإصرار والتّرصّد والتّبرّؤ- على تكرار ما يكرّره المكرّرون في هذه الذّكرى المزعومة في كلمات بوقيّة لا قيمة لها، فإنّني أرى أنّ نتوّقف جليّاً عند مطلب اللّغة العربيّة منّا، بدل أن ننبريّ للاحتفاء بها خبط عشواء جرياً على عادتنا العربيّة الفارغة في التّطبيل والتّزمير ما دام الحفل والجمهور يطلبون ذلك، حتى ولو كان الاحتفاء على جثّة معذّبة بالهجر والنّكران والصّدود.
في كلّ عام تُقام –على سبيل التّسابق والرّياء والتّكاذب- النّدوات والاحتفاليّات والاجتماعات والفعاليّات هنا وهناك وبعيداً وقريباً في تهريج اسمه الاحتفاء بيوم اللّغة العربيّة، وتحضر الأسماء ذاتها من (الأموات الأحياء) لتعتلي المنابر ذاتها لتقول الكلام عينه، وتنعقد الحفلات ذاتها في الأماكن عينها بالحضور نفسه لاحتفاء مزوّر باللّغة العربيّة، وتكون النّتيجة: بطونٌ نالتْ أرزاقها من أجور النّدوات والحفلات ومتنفّعون بالفعاليّات وكثير من التّوصيات المستهلكة والكلام الزّائف ذاته، ثم ينفضّ الجميع (المحتفلون) بعد أن أثبتوا –وفق زعمهم- بالحجة الدّامغة عليهم لا علينا أنّهم أنصار اللّغة العربيّة، فيقضي كلّ وطره من هذه الفعاليّات؛ فالهياكل اللّغويّة على شكل بشر نخرين تعود إلى مراقدها، أعني مكاتبها وبيوتها، والمتنفّعون قد سطوا على ما استطاعوا السّطو عليه ممّا أُنفق على هذه الفعاليّات من مال ووقت وحشد، والذين جاؤوا لأجل وجبات الغداء أو العشاء أو الشّاي المنعقدة بسخاء على هامش هذه الفعاليّات قد ملؤوا بطونهم الجائعة دائماً وأبداً، والقائمون على الفعاليّات الاحتفاليّة من أفراد ومؤسّسات ودول قد حقّقوا ما يصبون إليه من تغطيات إعلاميّة وحضور مزعوم، بعد أن فرحوا بكلماتهم التي ألقوها على منابر اللّغة العربيّة بعد أن كتبها لهم كتبتهم المأجورون، ثم أخذ الجميع صوراً تذكاريّة مهندمة، ونزلتْ صور الاحتفائيّات بالألوان في افتتاحيّات الصّفحات الثّقافيّة، وازدانتْ بها المواقع الالكترونيّة الإخباريّة، لا سيما الرّسميّة أو المؤسسّاتية منها ذات الطّابع الحصريّ، وانتهى الأمر، وفرح الجميع بأرزاقهم القليلة وخيباتهم العريضة، إلّا اللّغة العربيّة التي سئمتْ من هذه الاحتفاليّات البالية، ولم تطرب لقصائد الشّعويرين والشعرورين الذين ترنّموا بها بشعر مصنوع متكلّف، وما بالتْ بما قاله القائلون، ولا حنّتْ إلى ما ذكره الذّاكرون.
إذن، اسمحوا لي أن أقول إنّ اللّغة العربيّة لا تحتاج إلى احتفالات وأهازيج وحفلات غذاء وعشاء و(دفاتر تقويم) سنويّ توزّع على روحها، كما توزّع كتب الأذكار على أرواح الموتى في دور العزاء وحفلات التّأبين وعند شواهد القبور، كما هي لا تحفل بالوجوه الصّدئة التي تنعاها كلّ عام على شكل احتفاء بها، كما لا تبالي بالصّور التّذكاريّة وقصائد المناسبات وجماهير النّائمين والجوعى والمتنفّعين والموظّفين في المؤّسسات التي تعتاش على اللّغة العربيّة؛ فجميعها لا تستطيع أن تقبّلها قبلة الحياة، كما أنّ أيّاً من هذه الحشود المهرولة وراء منبر أو دعوة سفر أو صرف مياومات احتفاء لا تستطيع أن تقدّم للّغة العربيّة ساعة حياة مشرّفة تبتغيها.
اللّغة العربيّة لا تحتاج إلى ذلك كلّه، بل هي في حاجة إلى بندقيّة ومصنع وورثة باريّن بها، وتفصيل الأمر ليس بالمعادلة المستحيلة، ولا بالفكرة الملغزة، ولا بالطّلب المستحيل، إلّا أنّه طلب عزيز مُبتغى، وهو يحتاج -دون شكّ- إلى وعي حقيقيّ ونيّة مخلصة وعمل دؤوب وإدارة ناجحة.
الكثير ممّن يزعمون أنّهم من سدنة اللّغة العربيّة والمنظّرين لها يرون –لجهلهم- أنّ اللّغة العربيّة سوف تستحضر هيمنتها وقوّتها وحضورها واستمراريّتها من حفلاتهم السّنويّة التّأبينيّة المفرغة من المضمون والرّؤية، كما يحاولون أن يقنعوا الجماهير المهتمّة بالأمر أنّ الحضور الهزيل الذي يحضر هذه الفعاليّات هو مجدُ اللّغة العربيّة ونصيرها الأعظم، إلّا أنّ هذا الوهم الواهن سرعان ما يتبخّر بعد انتهاء حفلة الغداء التي ينال كلّ حاضر بعدها نصيبه من الصّور التّذكاريّة ومطويّة الاحتفاليّة مشفوعة بحقيبة جلديّة خاصّة بها قد حُفر عليها اسم الاحتفاليّة وسنة انعقادها ومكانه بعد أن تُدسّ فيها بعض الأوراق المروّسة باسم الاحتفاليّة وقلم حبر أوحد وشارة مشاركة ملوّنة برّاقة، ثم ينفضّ الجميع، وتظلّ اللّغة العربيّة وحيدة قطيعة، تنتظر ميلاداً حقيقيّاً جديداً لها.
ميلاد اللّغة العربيّة من جديد لن يكون إلّا بتكرار ميلادها الأوّل؛ لتحّقّق وجوداً حقيقيّاً يماثل دورات الخلود الأسطوريّة؛ إذ يُولد طائر الفينيق مرّة تلو أخرى من رماد رفاته، ولا يموت أبداً، إنّما يكرّر حياة تلو حياة، بموته مرّة تلو أخرى.
اللّغة العربيّة لم تُولد حقيقة إلّا بقوّة السّيف العربيّ الإسلاميّ في ظلّ الدّولة الإسلاميّة الوليدة، ومن ثمّ الامبراطوريّة الإسلاميّة القويّة المهيمنة، فتحوّلتْ من لغة أعاريب ضائعين في صحارى الوهم إلى لغة الإسلام والعروبّة والقوّة والتّوسّع والفتوحات والامبراطوريّة العربيّة الإسلاميّة العظيمة التي كانتْ في عصور زهوها هي الأقوى في زحام الحضارات الإنسانيّة، وهي لغة الأقوياء والمسيطرين، فباتتْ بذلك لغة الجميع أرادوا ذلك أم أبوا.
عندها كُتبتْ العلوم جميعاً باللّغة العربيّة، وتعلّمها الجميع في ظلّ هذه الامبراطوريّة لتشملهم معارف ووظائف وخدمات وعلوم هذه الحضارة، وأصبحتْ في مجدها وقوّتها، ولما وهن العرب، وانفضّت حضارتهم، وتقوّض سلطانهم اندثرت اللّغة العربيّة بقدر اندثارهم، وتقهقرتْ بقدر تقهقرهم.
لا جدوى من اعتراف أيّ مؤسسّة عالميّة بلغتنا العربيّة، ولا معنى لاستجداء ذلك منهم، ولا فضل منشود في ذلك، ولا فرح مجتلب بهذا الأمر؛ فما النُصر الكاسح في أن تُغدو اللغة العربيّة لغة معتمدة للعمل في الأمم المتّحدة أو اليونسكو أو في غيرها في محافل الدّنيا، والعربيّ ذاته متقهقر ومدفوع عن الأبواب، ومتراجع اختياراً إلى الخلف؟!
اللّغة العربيّة تحتاج إلى بندقيّة وقوّة في أيدي أهلها لتقوى بقوّتهم، وتُعزّ بعزّتهم، وتُكرّم بكرامتهم؛ عندها سوف تكون لغة عالميّة بحقّ، وستعود قوّتها لها، دون احتفاءات تأبينيّة سخيفة لا تؤكّد سوى تسليم أهلها بأنّها تحتضر، وتموت!
ما معنى الاحتفال باللّغة العربيّة والعرب والمسلمون في كلّ مكان ممّن حملتْ أجوافهم اللّغة العربيّة بشكل أو بآخر من ضعف إلى آخر، ومن ذلّ إلى أشدّ، ومن خزيّ إلى مخازٍ إلّا من رحم ربي؟!
كيف يمكن للغة العربيّة أن تصبح لغة حياة وحضارة وجمال وانتصار، وأهلها في هزيمة وضعف؟! كيف يمكن أن تنتصر اللّغة العربيّة وأهلها يتركون مجاهدي غزّة ومواطنيها في مرمى توحّش الصّهاينة ومن والاهم من الظّلاميين؟
كيف يمكن للّغة العربيّة أن تزهو بأهلها، وأهل غزّة يهتفون: واعرباه! ولا يسمعون صوتاً يقول لهم: لبيّك فلسطين، لبيّك غزّة، إلّا القليل من أشراف العروبة والإسلام والإنسانيّة، في حين يغطّ الجميع في سبات اختياريّ اسمه: الصّمت والمراقبة والانتظار والخوف والتّصهين.
سحقاً للّغة العربيّة ولأهلها ولمريديها ولاحتفاءات المحتفين بها ما لم تهبّ اللّغة العربيّة لتدعو إلى الجهاد وإلى نصرة فلسطين وتحريرها من الصّهاينة المحتلّين، لا معنى للعربيّة إنّ لم تكن لغة ثورتنا ورفضنا وعزّنا وكرامتنا، لا حياة لها ولأبنائها إنْ لم تُسطّر بها سطور النّضال والجهاد والكرامة والقوّة، ولا معنى لقصائدها وكلماتها إنْ لم تبعث فينا الحياة والعزّة والنّجدة.
إنْ لم تستطيعوا أيّها المحتفون الكرام أن تفعلوا ذلك كلّه؛ فلا تحتفلوا باللّغة العربيّة، رجاءً حافظوا على القليل الباقي من أمواه وجوهكم المسكوبة حدّ الفضيحة، ولا تشاركوا في حمل نعش اللّغة العربيّة؛ فالأموات الشّرفاء يجب حملهم على أكتاف البررة، لا على أكتاف الجبناء والفسقة.
لا تصّدّقوا يا سادة يا كرام، أنّ حفلاً ما سوف يحيي العربيّة، وأنّ خطيباً ما سوف يبعث العربيّة، وأنّ قصيدة مناسبات مهترئة مصنوعة على عجل سوف تفتح الصّدور والقلوب والمجالس للغتنا المنكوبة بنا.
لا يمكن أنّ يفرض اللّغة العربيّة، وأن يحميها، وأن يزيّنها سوى قوّة حقيقيّة تفرض احترامها ووجودها بمقدار وجود أهلها وتحقّقهم، أما رفع رايات اللّغة العربيّة فوق منصّات الخطباء في المحافل العربيّة والمستعربة فهو تهريج لا يعني أيّ شيء؛ فلغز قوّة أيّ لغة واستمراريّتها ومجدها هو في قوّة حضارة أهلها؛ فلا قيمة للّغة في ذاتها مهما توافرتْ عليه من جماليّات مفترضّة؛ فاللّغات جميعها قد استطاعتْ أن تقوم بوظائفها التّواصليّة والجماليّة بدليل وجودها وحياتها وديمومتها.
إنّما الفيصل في قوّة حياة اللّغات هو قوّة أهلها وسطوتهم واقتدارهم؛ فاللّغة العربيّة لم تصبح لغة الحضارة إلّا عندما تحضّر أهلها، ولم تصبح قويّة إلّا بقوّة أهلها، تماماً كما هو حال اللّغات الأخرى السّائدة في كوكب الأرض الآن التي ما أصبحتْ قويّة إلّا بقوّة أهلها، فلا تفسير جماليّ أو تواصليّ مقنع أبداً لانتشار هذه اللّغات، مثل: الانجليزيّة والفرنسيّة والإسبانيّة والرّوسيّة والفارسيّة والرّوسيّة والصّينيّة إلّا بقوّة أهلها، وهيمنتهم بشكل أو بآخر، ولو كان ذلك بالاستعمار والاحتلال الصّريح المسلّح أو المتشكّل على أشكال مختلفة، على رأسها قوتا البندقيّة والمصنع.
هذا الكلام يقودنا مباشرة من البندقيّة إلى المصنع؛ فاللّغة العربيّة -شأنها شأن أيّ لغة أخرى- تحتاج إلى منتج حضاريّ لتهيمن، أيّ تحتاج إلى تقدّم علميّ في الأشكال والمناحي جميعها، عندها سوف تحلّ اللّغة العربيّة في مكانها المرجوّ لها، وتصبح لغة الثّقافة والحضارة والتّواصل والعلم، وتخرج من مدفنها الأحمق التّاريخيّ بوصفها لغة رومانسيّة مكانها دواوين الشّعر وصدور العشّاق وآهات المخذولين، لتغدو لغة حضارة ومنتج يواكب نتاجات هذه الحضارة والحضارات المجايلة لها؛ وبهذا تسود اللّغة العربيّة، وتشتهر، وتقوى، وتعيد سنّتها الأولى، عندما أصبحتْ بالعلم والمنتج الحضاريّ هي لغة الحضارة والهيمنة والتّواصل الحضاري في عصور طويلة؛ فما كان لطالب علم أو متعلّم أو عالم أو باغي مجد أو وظيفة أو حضور أن يدرك حاجته ومبتغاه في العلم والحياة والتّحقّق دون أن يتقن اللّغة العربيّة، وما كان لمتأدّب أن يطّلع على علوم الغابرين وابتكارات المعاصرين إلّا إنْ أتقن اللّغة العربيّة التي هي بطبيعة الحال حاملة الحضارة وأداة إنجازها ونقلها؛ لذلك أتقن الجميع -من أهل الصّفوة والعلم والتّطلّع في العصور الذّهبيّة للامبراطوريّة الإسلاميّة- اللّغة العربيّة، بل وتفوّق البعض منهم على أهلها ذاتهم، وحملوا لواءها بإخلاص واقتدار، وشاركوا في كتابة إرثها ومجدها، وخطّوا أسماءهم في أسفارها بحروف من نور وخلود وعزّة.
الصّراع الوجوديّ الآن للغات وأهلها وللحضارات جميعها ليس في التّباري بحفلات الشّاي والغداء على هامش الهتاف لحياة اللّغة العربيّة، أو لحياة غيرها من اللّغات؛ فهذا محض صراخ أطفال حمقى لا يدركون كنه ما يدور حولهم من حقائق، بل الفيصل الآن للقوّة الماديّة والعلميّة والمعنويّة؛ فالأمّة التي تمسك بيمنها ببندقيّة تصون بها عرضها وشرفها وكرامتها وعزّتها، وتمسك في يسراها أدوات الحضارة والعلم والإنجاز هي مَنْ ستُهب الحياة لها وللغتها، أمّا أصحاب الحفلات المهترئة والاجتماعات المملّة ووجبات الغداء والعشاء وقصائد المناسبات وهواة الصّور الجماعيّة في مقدّمة الصّفحات الثّقافيّة في الصّحف فلن يحصلوا على أكثر من ممّا حصلوا عليه من احتفاءاتهم الفارغة، ولن يزيدوا اللّغة العربيّة سوى ضعفاً وخذلاناً وتهميشاً لها، وأكبر دليل على ذلك أنّ الكثير من الدّول المحتفية بالعربيّة أفراداً وجماعات قد هجرت العربيّة منذ زمن، ودفعتها إلى أروقة القاعات القديمة والأقسام الأكاديميّة الواهية، وقلّصتها في وظائف شرفيّة سخيفة لا قيمة لها، وحصرتها في جهود مزوّرة مبثوثة هنا وهناك يتكسّب منها المتكسّبون، ويستفيد منها المستفيدون، في حين أن الدّول والأفراد لا سيما النّشء العربيّ يتشدّقون –بفخر وتيه- باللّغات الأجنبيّة، ويتنكّرون مرّة تلو لأخرى للّغة العربيّة، حتى باتت الكثير من المدن العربيّة هجيناً قبيحاً من اللّغات الغريبة المهاجرة إلينا، فسيطرتْ على اللّغة العربيّة وعلى أهلها، وطردتْ اللّغة العربيّة إلى أضيق دوائر التّواصل والتّخاطب والاهتمام؛ فبات العربيّ -على حين جهل- يتحدّث باللّغة الوافدة التي يحاول أن يقصر نفسه عليها، ويزدري اللّغة العربيّة، ويهجرها دون عودة، في حين تقيم دولته الحفلات السّنويّة على شرف لغته العربيّة التي تناضل بإصرار كي لا تلفظ أنفاسها الأخيرة في صدور أبنائها العاقين الذين يبحثون عن أنفاسهم في لغات أخرى جذبتهم بقوّة أهلها وسطوتهم الصّناعيّة والحضاريّة.
خلاصة القول: إنْ اجتمعت البندقيّة والمصنع للّغة العربيّة فهي تملك -دون شكّ- أبناء بررة بها، يخلصون له، ويدافعون عنها، ويهبون لها أسباب الحياة والبقاء، وبهم وبجهودهم يكون الخلود لها؛ فلغةٌ تملك البندقيّة والمصنع والأبناء الأوفياء لها لهي لغةٌ جديرة بالحياة والخلود والازدهار، ولكم أيّها المحتفلون الخواء والهراء ما دامت فهومكم لدعم للّغة العربيّة تنحصر في مجرّد حفل غداء وحقيبة مشاركة وقلم رخيص وحفنة أوراق وصورة تذكاريّة لا قيمة لها.
اللّغة العربيّة –شأنها في ذلك شأن أيّ لغة أخرى- تريد بندقيّة ومصنعاً وأبناء بررة وحياة واستمراراً وقوّة، ولا تريد احتفالات، وأخال أنّ اللّغة العربيّة تريد الآن –بإصرار- غزّة وأهلها وجهادها المقدّس وصمودها الأسطوريّ، ولكم فتات الموائد جميعها دون منازع