مقالات وتحليلات

ليتهم كالوطن..

الكاتب : سهير بشناق

بالحياة لا يقاس الحب وعمقه إلا بقدرته على البقاء والاستمرار.. ان يكبر في ثنايا النفس والروح مهما امتدت سنوات العمر ومهما أصابنا من تعب ووجع.

تعلمنا الحياة مرارا أن صدق الحب هو ما يبقيه مضيئا بعمرنا يبقينا دوما مع من نحب بالرغم من اننا قد نتملك ما يدفعنا للرحيل من قسوة او مراحل من عدم تفهم لما يمر بنا ولكننا نبقى فقط لاجل صدق وعمق الحب.

وبكل ما يحمله الحب من معاني بالعمر يبقي ما نشهده اليوم من حب اهل غزة لوطنهم وانتمائهم وتحملهم كل وجع ذاك الحب الذي افقدهم ابناءهم وازواجهم واشقاءهم واصدقاءهم ولا يزالون يمتلكون من الحب الكثير لتراب وطنهم الذي يبقيهم ينتظرون ويقامون ويتالمون ويعيشون حزن وقهر الفقد لمن يحبون ولا يتنازلون عن ذاك الحب ولو لمرة واحدة.

ليت كل الذين بأيامنا «كالوطن» وقلوبهم تدرك كيف يكون الحب الحقيقي كقلوب أهل غزة كقلب الأم التي تفقد ابناءها ولا تزال بكل ما تملك من وجع لا تغادر أرضها.

كقلب طفل فقد والده ولا يحلم الا بان يكبر على ارض وطنه لان احلامه لا تزهو وتكبر الا ان زرعت بتراب وطنه.

كقلب طفلة ستعود لصفها وهي تعلم ان مكان صديقتها فارغ لن يملأه سوى حكاياتهم واحلامهم سويه وحزن سيرافقها في كل مره تقوى على ان تحلم من جديد دونها.

تلك هي القلوب التي قد تختصر معنى الحب الذي إن لم يكن كالعمر فهو ليس حبا.. وإن لم يهزم أمام كل وجع لن يكون حبا.

ليت من يمروا بايامنا نحبهم «كحب وطن»

لا ننهزم أمامه مهما نال الوجع منا..

حب يبقينا على قيد الحياة لا نتنازل عنه ولا نبحث ابدا عن خيارات اخرى لأننا نعلم جيدا أن وجودنا لا يكتمل إلا به ولا مكان بالعالم يستع لنا سوى ذاك الحب.

ليتهم كالوطن وكقلوب أهل غزة.. فنحن نحتاج بالحياه لمثل هذا الحب وهذا الصدق والنقاء والارادة

وفي كل مرة «يعلو» بها شهيدا ويتوقف قلب عن الخفقان تكبر الحياة بارواحهم مرات ومرات وكأن الحب الذي يسري بدمائهم لوطنهم حكايه لا تنتهي وروايه لا تعرف نهايات وفصلها الاخير حروف هؤلاء الشهداء وامكانهم الفارغه واحلام لا تنتهي لانها تحيا بحب مختلف لا يشبه شيء بالحياة.

فحب اهل غزة لوطنهم وصمودهم هو حقيقه لحب لا يعترف بالنهايات ابدا.

ليتهم كالوطن…

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى