اخبـار دوليـة

الاحتكاك في البحر الأحمر.. مسرحية أمريكية حوثية لتبرير وجود الأساطيل

صوت الضالع/ متابعات
تثير العلاقة بين الولايات المتحدة والحوثي في اليمن مجموعة من الاستفسارات والتساؤلات حول دوافع أمريكا في التعامل مع هذه الجماعة المتمردة. ويبدو أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة ليس دعم الحوثي بشكل مباشر، وإنما إنشاء قوى موازية في المناطق ذات الحساسية والمصالح الأمريكية. يهدف ذلك إلى تعكير ميزان القوة في هذه المناطق وضمان وجود جدل وتناقض في الأجندة الحوثية التي لا يمكن التوافق عليها.

وكانت ميليشيا الحوثي أعلنت مقتل وفقدان 10 من عناصرها على يد البحرية الأمريكية في أول احتكاك مباشر بين الطرفين بالبحر الأحمر، بعد أيام من التهديدات المتبادلة، وهو ما يفتح باب الجدل والتساؤل حول خيارات الطرفين في تصعيد الموقف في واحد من أهم الممرات المائية عالمياً.

وقالت البحرية الأمريكية، الأحد، إنها استجابت لنداء استغاثة من سفينة الشحن “MAERSK HANGZHOU” اقتربت منها 4 زوارق حوثية في محاولة لاختطافها بعد ساعات من استهدافها بصاروخ بحري، وإن مروحيات تابعة للبحرية أطلقت على الزوارق الحوثية ما أدى إلى إغراق ثلاثة من القوارب الصغيرة الأربعة، وقتل أفراد الطاقم، وفر القارب الرابع من المنطقة.

وقال مراقبون أن المسرحية التي حاكها الاميركيان باستخدام الحوثي ما هي الا مبرر لوجود وضع الأساطيل الامريكية البحرية في البحر الأحمر، اذ ان الحوثي ورغم خطاباته الرنانة بتهديد امريكا حيث وانه يفتقر للعتاد والعدة أمام دولة عظمى يوضح مدى حجم المسرحية..

التأثير على المنطقة

بعد الانقلاب الحوثي على النظام السابق، أصبح واضحًا أن الحوثي سيكون القوة الرائدة في تسوية الأوضاع وتحقيق السيطرة الكاملة على اليمن. وتشير الأدلة إلى أن الحوثي ليس سوى أداة تستخدمها الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة. وقد تم تطبيق نفس النهج في الدول الأخرى مثل ليبيا ومصر وسوريا والعراق، حيث تم استغلال التوترات المحلية لتحقيق مصالح الولايات المتحدة.

استراتيجية الفوضى

تعتمد الولايات المتحدة على استراتيجية الفوضى الخلاقة في المنطقة، حيث تحاول إبقاء الاستقرار بعيدًا عن المناطق التي تهمها مصالحها. يسهل ذلك على الولايات المتحدة عزل الأطراف المتحاربة والتفاوض معها بشكل منفصل لتحقيق مصالحها في اتجاهات مختلفة.

تسبب تمكين الحوثيين والشيعة في العراق وسوريا ولبنان في قتل وتهجير الملايين من السنة وتعزيز نفوذ إيران في المنطقة. ورغم ذلك، تواصل الولايات المتحدة وبريطانيا ضغط التحالف العربي لوقف الحرب ضد الحوثي. يثار سؤال حول سبب إصرار الولايات المتحدة على إشراك الحوثي في عملية سياسية تفاوضية شاملة وإلغاء تصنيفه كمنظمة إرهابية. ويعزى ذلك إلى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تروج لمصالحها الاستراتيجية، وتعتبر الحوثي خطرًا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر حسب ادعائها.

يظهر جلياً أن الولايات المتحدة تستخدم الحوثي كوسيلة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة. وعلى الرغم من أنها قد تبدي اهتمامًا بالاستقرار والأمن الإقليمي، إلا أنها تستفيد من الاضطرابات والتوترات لتعزيز تأثيرها وتحقيق مصالحها. وتتسبب هذه الاستراتيجية في زيادة الانقسامات والصراعات في المنطقة وتهدد استقرارها.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى