اخبـار دوليـة

وائل الدحدوح : ليس هناك ألم أشد من ألم الفقد فكيف إذا كان الفقد الولد البكر فلذة الكبد فحمزة ليس بضعة مني ولكن كان كلّي وروح الروح(نحن مشبعون بالإنسانية وهم مشبعون بالقتل والحقد

صوت الضالع / متابعات

“ليس هناك ألم أشد من ألم الفقد، فكيف إذا كان الفقد الولد البكر فلذة الكبد، فحمزة ليس بضعة مني ولكن كان كلّي وروح الروح، وعندما نبكي ونحزن فالرسول صلى الله عليه وسلم بكى وحزن، وهذه هي دموع الحزن والفراق، ونحن مشبعون بالإنسانية وهم مشبعون بالقتل والحقد، ولذلك نحن نبكي ونسكب الدموع لكنها دموع الإنسانية ودموع الكرم والشهامة، وليست دموع الجزع والخوف والاستكانة، وهذا يدفعنا إلى القول بأننا ماضون وسوف نعمل ونظهر على الهواء مباشرة ولا شيء  نخجل منه”، هذه رسالة الصحفى وائل الدحدوح بعد استشهاد نجله الصحفى حمزة، وهو الذى ابتلى باستشهاد زوجته وعدد من أبنائه 25 أكتوبر 2023 في مأساة إنسانية كبيرة.

حقيقة رسالة الصحفى وائل الدحدوح موجعة ومؤلمة لكل من لديه قلب وعقل لكنها تكشف دلالات مهمة، أعتقد أن أولها أن وائل الدحدوح نموذج للنضال والجهاد الإعلامى الحقيقى الذى يدفع حياته وحياة أسرته ثمنا رسالته وللحقيقة حتى يراها العالم كله، أما الأمر الآخر تواطئ المجتمع الدولى مع ما يحدث من جرائم إبادة في حق الفلسطينيين رغم التشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان متناسين أن ما تفعله إسرائيل وصمة عار لا يمحوها أي شيء وستسجل في التاريخ على أننا أمام حضارة لا تعرف إلا الزيف والتضليل وازدواجية المعايير.

وأيا كان الأمر فإن الكلمة أقوى من الرصاص، فلما لا؟ وقد تم استهداف 109 صحفيين في غزة واستهداف أكثر من 50 مقرا إعلاميا في غزة، خلاف استهداف عائلات الصحفيين ومطاردتهم في المدن الفلسطينية والتنكيل بهم وترهيبهم وترويعهم في مشاهد عدوانية غاشمة، تؤكد أن ما يحدث من استهداف الصحففيين ما هو إلا هولوكوست ضد الحقيقة في ظل استهداف  الصحفيين الفلسطينيين وعائلاتهم والتي تتحول يوميا إلى قصص مؤلمة تتكرر دون أفق لنهاية الاستهداف المُمنهج في ظل استمرار الوحشية الإسرائيلية والتواطؤ الغربي من قبل المجتمع الدولى.

وهو ما يدفعنا أن نتساءل، لماذا لم يتم وصف ما يحدث في غزة على أنه هولوكوست ويكون عنوانا رئيسيا في تغطيتنا الصحفية والإعلامية وتوظيفه في المسارات السياسية والدبلوماسية لتكريسه وترسيخه، ونحن هنا لا نكذب ولا نضلل وإنما ما يحدث من جرائم قتل وحرق ودمار وعدوان وتجويع وتشريد في قطاع لا يتعدى 350 كيلو متر يقطنه 2 مليون 300 ألف فلسطيني كارثة إنسانية الكل يعترف بها بدءا من الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء لمنظمات حقوقية وإنسانية رغم محاربة ومواجهة شرسة من الولايات المتحدة وإسرائيل لهذه المواقف.

نهاية القول، إن وائل الدحدوح رغم مُصابه الأليم نموذج فريد في التضحية والشرف الوطنى والإعلامى، وذلك بإصراره على مواصلة مُهمته ورسالته الوطنية والمهنية، فهؤلاء هم الفلسطينيون الذين يعلمون العالم كله.. كيف يكون الفداء؟ وكيف تكون التضحية؟ وكيف يكون الدفاع على الأوطان؟

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى