مقالات وتحليلات

نازح بدرجة وزير ..!

كتب : ناصر التميمي

في كل البلدان العربية والإسلامية وشعوب العالم الأخرى ، عندما تجتاح أي منطقة الحرب ينزح أهلها تحديدا إلى مناطق أخرى أكثر أمانا ،إلا في العربية اليمنية الذين لم يفهموا معنى النزوح المتعارف عليه عالميا ،فبعد عاصفة الحزم نزح الملايين من أبناء العربية اليمنية إلى الجنوب ،والطامة الكبرى أن أغلب النازحين الذي وصلوا إلى الجنوب نزحوا من مناطق آمنة لم تصل إليها الحرب قط إلى الجنوب العربي ، مما سبب مشاكل اقتصادية في الخدمات كالمياه والكهرباء والتعليم والصحة ،ناهيك عن انتشار الممنوعات كالمخدرات والخمور وغيرها.

نحن كجنوبيين نعلم أن موجة النزوح التي مازالت مستمرة إلى الجنوب لن تتوقف على المنظور القريب لأن لها أهداف خبيثة يريدون تحقيقها،والتي تقف خلفها القوى اليمنية وبعض الدول المعادية لقضية الشعب ،والهدف هو سياسي من أجل إغراق البلاد في مستنقع الفوضى والاحتراب حتى تسنح لهم الفرصة لينقضوا عليه من كل الاتجاهات لإعادته إلى زريبة باب اليمن مرة أخرى ،فالقوى المعادية في العربية اليمنية استخدمت كثيرا من الأوراق لتركيع أبناء الجنوب ، منها الحرب العسكرية والأعمال الإرهابية ففشلت ،واليوم سلكت طرقا أخرى أهمها هذه الحرب الاقتصادية وحرب الخدمات وظاهرة النزوح الممنهج المدعوم والممول لتحقيق كثير من المآرب التي تريدها هذه القوى بعد أن أثبتت فشلها في الجانب العسكري .

لقد دفعت القوى اليمنية بالملايين من اليمنيين إلى الجنوب العربي في خطوة أعدها مراقبون للشأن السياسي الجنوبي بأنها الأخطر على مستقبل قضية شعب الجنوب ،والتي يسعون من ورائها إلى إحداث تغيير ديموغرافي في التركيبة السكانية للجنوب ،ناهيك عن بعض الأعمال الشيطانية الأخرى التي يعاني منها وطننا الحبيب جراء موجة النزوح اليمني المشبوه والغير مبرر تحديدا في هذه الظروف بعد أن شارفت الحرب على وضع أوزارها ،لاسيما وأن أغلب النازحين يأتون من مناطق ليس فيها أي حرب ،وهذا أمر خطير وله تداعيات على الجنوب سياسية واجتماعية واقتصادية وعسكرية خاصة في هذا الوضع الذي نعيشه في ووطننا بسبب كثرة الأعداء الذين ينظرون للجنوب بنظرة الحقد الدفين وأنه الفرع الذي عاد إلى الأصل، حسبما يزعمون دعاة اليمننة المفروضة علينا بقوة السلاح .

هنام الكثير من المراقبين والمحللين يرون أن النازحين من أبناء العربية اليمنية هم قنبلة موقوتة زرعت بين أوساط الجنوبيين في مختلف المحافظات لاسيما المدن الرئيسية مثل عدن، وزنجبار والمكلا ووادي حضرموت ،وعتق والغيظة، وحديبو والضالع ،وهذا لا خلاف حوله فعلاً هم نار تحت الرماد ستنفجر متى أراد اللاعب المحلي والدولي تحريكهم، ناهيك عن اللاجئين الأفارقة الذين تكتظ بهم شوارع وأزقة العاصمة عدن ،وهذا له مخاطر على مستقبل قضية شعبنا ، وله أكثر من دلالة وعلامة استفهام على هذا العدد الكبير الذي زج به لجنوبنا الحبيب ،الكل يدرك أن ذلك تقف خلفه القوى المعادية التي تتربص بالجنوب وتريد التهام المجلس الانتقالي بأي طريقة ،لكنها لن تستطيع مهما عملت وخططت، فالفشل مصيرها ،لأن الجنوبيين قد حددوا هدفهم ووحدوا صفوفهم خلف المجلس الانتقالي، وأغلقوا كل المنافذ التي قد تمر عبرها هذه القوى المعادية .

ملف النزوح هو من أخطر الملفات التي ستواجه الجنوب ،فيما إذا تم استفتاء شعب الجنوب في أي مرحلة من المراحل في المستقبل ،فهذا الكم الكبير من النازحين اليمنيين الذين يحملون هويات على أنهم من أصول جنوبية ،بحاجة إلى معالجة سريعة وجذرية من قيادتنا السياسية ،وأن لا تغفل كثيرا عن هذا الملف لأنه الأخطر على مستقبلنا كجنوبيين ،وأن تضعه ضمن أولوياتها في أي تسوية سياسية قادمة وأن يبقى النازح نازحا حتى وإن كان مسؤولا ،لأننا نحن في الجنوب قد ذقنا المرارة منهم إبان دولة الجنوب السابقة ،وفي ظل الوحدة المذبوحة سقونا كؤوس القهر والحرمان ،ودمروا كل شيء جميل كان موجودا في وطننا الغالي بحجج واهية ،وحرموا أجيالنا من العيش الكريم وسلبوا البسمة من شفاه أطفالنا وشفطوا ثرواتنا باسم الوطن والوحدة أو الموت .

الشيء الذي يثير الدهشة والاستغراب هو الاهتمام الكبير الذي يحظى به النازحون ومايحصلون عليه من حقوق ورواتب مغرية وبالدولار من المنظمات الدولية ،ناهيك عن مايقدم لهم من مستحقات ورعاية وعطايا واهتمام كبير جدا من القوى اليمنية في الرئاسي وحكومة المناصفة ويأكل من أفضل الأطعمة، ويمتلك أفخم الموديلات من السيارات ويسكن في أرقى القصور ، ويلبس من آخر الموضات ، ويمتلكون جوالات متطورة جدا ، بالإضافة إلى مخططات الاستيطان الجماعي لهم في بعض المحافظات والمبالغ المهولة التي يدفعونها لاستئجار شقة معينة والتي تصل أحيانا إلى 700 ريال سعودي ،بالله عليكم ياجماعة هل هؤلاء نازحون بالمفهوم المتعارف عليه في قانون النزوح ؟ وهذا له تفسير واحد فقط أن هناك قوى محلية وإقليمية ودولية تقف خلفهم ،وهي من تقدم لهم التسهيلات وتدفع لهم الأموال ،تخيلوا صاحب الأرض غير قادر على استئجار شقة لأولاده ،بينما الغرباء القادمون من وراء الحدود والذين يحملون صفة نازح يمني يحظون بامتيازات كبيرة وعلى حساب شعبنا المغلوب على أمره ،وكلها من ثروة جنوبنا الحبيب المستحوذ عليها عصابات الاحتلال اليمني التي تستخدم المال السياسي لتركيع هذا الشعب الصامد والصابر على نار الحاجة والعوز وجحيم الفقر الذي وصل إلى كل بيت ،نحن لم نر نازحا يترك بلده ثم يعود إليها في المناسبات الدينية والعودة إلى بلد النزوح إلا في قانون العربية اليمنية الذين اتخذوا من صفة النزوح غطاء سياسيا لجني الأموال وإضافة عبء على شعب الجنوب الذي يعاني من أزمات متعمدة في الخدمات والرواتب .

على قيادتنا السياسية في المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بسيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي إعادة النظر في ملف النزوح الممنهج والغير مبرر إلى بلدنا ووضع حد لهذه الأمواج البشرية التي تتدفق إلى الجنوب باستمرار دون حسيب ولا رقيب ،ووضع

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى