صوت الضالع / تريم / نظير كندح
قادتنا الصدف الطيبة لزيارة مدينة العلم والعلماء تريم “الغناء” ذات (360) مسجد معقل الأسرة العلوية المباركة ومهبطها بعد أن يممت كل وجهة في هجرات مباركة من بلاد الحجاز والعراقين تفادياً للانجرار في أتون الصراع المبكر على الحكم مطلع القرن الثاني الهجري .
وأصبحت “تريم” بفضل القادمين إليها من آل البيت مباركةً، غناء، زاهية، وتحولت منذ أن وطئتها أقدامهم لواحدة من أبرز مدن العلم وقبلة تهوي إليها قوافل الطلاب والباحثين والرواد من مختلف أرجاء اليمن والجزيرة .
وعلى مدى قرون طويلة ظلت “تريم” منارة الصحراء التي تشع بنور العلم والعلماء في مختلف العلوم الشرعية والوضعية ، إذ بدأت منها هجرات داخلية غطت معظم المحافظات المجاورة لحضرموت بما فيها مناطق أبين وعدن ولحج وحتى تعز واب وغيرها التي هاجر إليها العلماء العلويون برفقة أسرهم للاستقرار ولأداء مهمتهم السامية في نشر العلم بين السكان وتفقيههم بأمور دينهم .
كانت “أحور” بمحافظة أبين إحدى تلك المناطق التي قصدها علماء آل البيت الكرام وفيها ولد العلامة والمفكر الاسلامي الحبيب/ أبوبكر بن علي المشهور وقضى فيها شطراً من حياته الحافلة بالخير والعطاء .
تاريخ مدينة “تريم” الطويل وحركة أهلها يتبادر لذهنك سريعاً وأنت تقف متأملاً أمام ضريح الحبيب/ أبوبكر المشهور في مقبرة “زنبل” بتريم التي أحب أن يضم ترابها المبارك جثمانه الشريف دون غيرها من بقاع اليمن .
وكان له ما أراد إذ شيعته “رحمة الله عليه” الحشود من العلماء والمريدين الذين توافدوا إلى موطن أجداده وموئلهم في وادي الأحقاف، وعلى خطأ أجداده أستطاع العلامة الحبيب/ أبوبكر المشهور _ رحمه الله _ أن يترك أثره كواحد من أبراز العلماء والمفكرين المسلمين خلال القرنين المنصرم والحالي، تاركاً خلفه رصيداً زاخراً في الفكر الإسلامي والفقة والتراجم والتاريخ والآدب والشعر .
عاش حاملاً لقضايا أمته مصلحاً ساعياً للتقارب بين المسلمين .
مرت أمامي سريعاً قصيدته المعبرة في رثاء مؤسس حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” الشهيد المجاهد الشيخ/ أحمد ياسين التي يقول فيها :
“الويل للصهيون
للبنتاجون
للمجنون
مسخ الدجل ، والقابيل
والشيطان
ثالوث الوبا
ياسين مقتول الحياة
مجدداً روح الإبا
عصر الشعوب أطل من خلف الخبا
هتكت مساحيق الصداقة ..
والصفاقة .. ياسماسرة الهبا
فلتهنئي روح الشهيد
( حماس ) نهج قد ربا
صدق النبأ
ولكل وعد حده
والسيف حده ما نبا
وعد الخلاص تقرَّبا
صدق النبا…”
فقلت سلاماّ على روحيكما في الخالدين، ثم ترحمت “بصمت” على شهداء غزة، قبل أن أغادر المكان مودعاً وأمامي من التساؤلات ماالله به عليم.!
زر الذهاب إلى الأعلى