نادي شباب الفجر الجديد رخمة حديث الذكريات
كتب : حسين أحمد الكلدي
كان لمرحلة بدايات العام 68م التي كانت من أصعب المراحل التي مرت بها منطقتي الصغيرة (رخمة يافع رصُد) والتي تعتبر جزء من جسم الوطن الكبير الذي ولدت فيه ومثلها مناطق آخرى مشابهة لها في ربوعه باكمله فذلك كان إمتداد لنظام مستعمر دام 128 عام أطر خلال بقاءه كل أنواع العبودية والظلم فبعد إن تحررة البلاد من ذلك الطغيان بفضل التضحيات الجسيمة التي قدمها الآباء للتخلص منه بعدها ظهر في تلك المرحلة جيل من الشباب الطموح المتعطش للحرية والعمل ومتحمس للحياة والعطاء وحمل على عاتقه مسئوليات جسام كبيرة أكبر من إمكانياته حيث قاموا بأعمال نبيلة في تاسيس اللبنة الأولى لمرحلة كانت العزايم والهمم عالية على المستوى المجتمعي الذي سرعان ما تقبل التطوير والتنوير جنبً إلى جنب بروح واحدة قوية وإيمان صادق منه بالتغيير حيث كانوا جميعاً يعملون ويطورون ويطوعون الحياة الريفية الصعبة في شتى المجالات بابسط الادوات وأبسط الإمكانات لتحقيق أعظم الإنجازات لكي ينهض المجتمع من براثن الفقر المدقع والبؤس والجهل والمرض والثارات القبليه والتفرقة العنصرية تخيل أنها لاتوجد أبسط المقومات للحياة الطبيعية في ذلك الوقت لاصحة لاتعليم لاطرقات ولا مواد غذائية أو استهلاكية كان المجتمع يعتمد على انتاجه البسيط من الزراعة الموسمية الذي لاتكفيه ابداً وكان العمل في ذلك الوقت عملاً طوعياً خالصاً شاقاً كله يصب في تحقيق إنجازات عملاقه ملموسة على الأرض من قبل هولاء الشباب والعمل كان بالتكليف للذين عملوا على تأسيس أول لبنة لنادي شباب الفجر الجديد( رخمة ) في منطقتي ثم انطلقوا إلى آفاق ارحب وكانت أولى الخطوات لهم هي مرحلة تطوير الإنسان وكان اولوياتهم الأولى الإهتمام بالتعليم والتطوير الفكري وذلك في نشر الوعي وثقافة التسامح والعمل الجماعي التطوعي المشترك في كل المجالات وكان العمل من قبل الجميع الزامي على محو الامية التي كانت متفشية في (95%) بين أفراد المجتمع وكانت أولى الخطوات هي بناء المدارس والأسواق وشق الطرقات بالاداوات الشعبية البدائية البسيطة المتعارف عليها وبالتعاون الجماهيري المنقطع النظير كان التوفيق حليف تلك المرحلة وتحققة إنجازات عظيمة وبنيت المدارس والمستشفيات وشقت الطرق وقامت ثورة في حركة الإقتصاد والتجارة التي كانت غير متواجده قبل ذلك في الريف وكله بجهد جماهيري خالص منها قيام التعاونيات الاستهلاكية بالراسمال الجماهيري المحدود وبذلك كسر الاحتكار وتوفرت كل السلع بأسعار زهيدة وكانت في متناول كل فئات الشعب وتم بناء نظام زراعي شامل للمزارعين وتطوير الإنتاج في كل المناطق القريبة والبعيدة وبفضل العمل المشترك تحرر كل المجتمع من الأمية وانخراط بعد ذلك هولاء الشباب الافذاذ في الوظائف الحكومية في التعليم وفي الصحة وفي الجيش وفي التجارة وكانوا قادة نموذجيين زادوا من تسارع وتيرة التطور والإنتاج في مواقعهم التي شغلوها حيث وصلوا إلى أعلى المراتب العليا ولكن عندما حصل الزلزال الكبير الذي زلزل أركان الأمة تراجعت عجلة التطوير البطيئة وعجلة الإقتصاد وتلاشت كل الإنجازات لتلك المرحلة بغمضة عين في كل الجوانب بسبب الأقصاء القسري لهولاء الشباب وتفتيت منظومة الدولة الوليدة وأول المتضررين هو التعليم والتطوير المعرفي والإبداع والتسامح وعاد الفقر والجهل والثارات القبلية والتفرقة العنصرية من بوابات اوسع وكل ذلك بفضل تغيير المبادي في المساواة وتغيير المنظور الفكري العام الموالي لبعض الأنظمة والتحالفات والولاءت للعائلات والأفراد المتحكمة في مفاصل الدولة وانتشر الجهل والتهميش في كل الجوانب بشكل مخيف لا أحد يتصور إن الشعب الذي قهر الأمية وتحرر منها في السبعينات والثمانينات يعيش اليوم الغالبية العظمى من ابنائه من الجيل الجديد وفي القرن العشرين اميين مشردين في كل أرجاء العالم ويرزح معظمه تحت وطاءة الجهل والفقر المدقع وهذا شيء مخيف يفزع حاضر ومستقبل هذه الأمة إن هذه المرحلة هي من أصعب المراحل التي مر بها هذا الشعب الصبور المكابد في تاريخه القديم والحديث لكن أتمنى إن تكون هذه المرحلة هي آخر المراحل والفترات الصعبة لهذه الأمة القوية الصابرة .