اخبار محلية

عمال الأجر اليومي في مزارع أبين : بين مطرقة الأجور الزهيدة وسندان الجوع والمرض .

صوت الضالع / أبين / نظير كندح و عبدالرب راوح

تقع قرية “الديو” في ريف مديرية خنفر بمحافظة أبين بالقرب من مزارع “مشروع تطوير زراعة الموز” الحكومي سابقاً الذي دشن العمل به في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أبان حكم الرئيس الشهيد أبو المساكين/ سالم ربيع علي _ طيب الله ثراه _ في سبعينيات القرن المنصرم كأحد أهم المشاريع الهادفة للنهوض بقطاع الزراعة في البلاد.

والتحق حينها للعمل بالمشروع الكثيرين من أبناء القرية قبل أن يتم تسريح معظمهم عن العمل عقب قيام الوحدة مطلع التسعينات، وأعيدت الأراضي إلى ملاكها وازدهرت الزراعة على يد رجال الأعمال والمستثمرين وتراجعت معها الحالة المعيشية للسكان الذين يعمل معظمهم منذ ذلك الحين لدى ملاك المزارع الخاصة بأجور زهيدة جداً.

وفي ظل التدهور الاقتصادي الغير مسبوق الذي تعيشه البلاد وما رافقه من ترد في الأوضاع المعيشية تبدو حالة الفقر في الأرياف أكثر مأساوية، ما ينذر بخطر داهم يحيق بتلك الطبقة الإجتماعية المسحوقة تحت حوافر الفقر والظلم والتهميش!

حيث تكابد المئات من الأسر العاملة بالأجر اليومي، شضف العيش بين مطرقة الغلاء وسندان تدني الأجور، ينهش الجوع والمرض تلك الفئة المسحوقة.!

*مركز ( أبين ) الإعلامي* رصد حياة عمال وعاملات المزارع بمنطقة الديو _ صباح اليوم السبت _ وتلمس معاناتهم عن كثب، تنتشر الامراض الخبيثة والمزمنة بين أهالي قرية “الديو” التي لايتعدى دخل العامل والعاملة فيها دولاراً واحداً.!

“نجيبة كليب” إمراة على مشارف العقد الرابع رغم إصابتها بمرض القلب إلا أنها تكد بالعمل في المزارع الخاصة مقابل (1500) ريال يمني مبلغ زهيد يكاد لايفي باشباع بطنها وحدها فكيف سيمكنها من اطعام الافواه العديدة التي تتنظرها في المنزل.!

تقول “نجيبة” أصيب زوجي بالشلل نتيجة انزلاق في فقرات عموده الفقري أثناء عمله بجني وتحميل محصول الفلفل الحار في إحدى المزارع ومنذ ذلك الحين وهو طريح الفراش غير قادر على العمل.!

وتضيف بنبرة باكية : ” لا أستطيع أن أطعم اطفالي الخمسة وأنا مضطرة للخروج للعمل بعد تعرض زوجي للاعاقة لإعالة أسرتي رغم مرضي الذي لولا تكفل أحد فاعلي الخير بتكاليف عملية صمام القلب لي لكانت حالتي الصحية الان متدهورة إن لم أكن في عداد الموتى. 

وتردف بالقول : “ارتفاع الأسعار حال دون قدرتي على شراء الدواء الذي ارتفع سعره من 6 ألف إلى 10 الاف ريال يمني علاج عشرة أيام فقط، لذلك فإني اتحمل الألام والجوع واعمل من أجل لقمة حاف أسد بها رمق أولادي !”.

فريق *مركز ( أبين ) الإعلامي* إنتقل من مواقع العمل في المزارع الى قرية الديو وكانت الصدمة عندما اطلعنا على الحالة المآساوية التي تعيشها الأسر حيث وجدنا الامراض المزمنة والخبيثة قد استوطنت معظم الأسر فيما تعيش تلك الاسر حياة قاسية في ضروف غاية في الصعوبة منازل مهدمة لاتقي في شتاء ولا تحمي من صيف.

نناشد ذوو القلوب الرحيمة وعلى رأسهم ملاك المزارع للنظر بعين الانسانية تجاه هذه الشريحة التي تعد العماد الرئيسي لعملية الانتاج الزراعي واعطاءهم الأجر الذي يستحقونه كما نناشد الجهات المختصة والمنظمات المانحة التدخل للمساعدة ومد يد العون للمسحوقين من أبناء قرية الديو.!

*حفظ الله (أبين) من كل مكروه*

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى