صوت الضالع / ذياب الحسيني .
ما زالت مخيلتي حتى اللحظة لم تستوعب رحيلك يا رفيق النضال و الحقيقة و الكلمة في الميدان و ملبي نداء الواجب في كل السهول و الجبال و وادي عومران، يا زميل العدسة و المهنة و القلم و السلاح، ثق بأننا سنواصل المشوار الذي بدأناه معاً، حتى تحقيق الهدف المنشود، أو يتوفانا الله ، وثق ايضاً بأن المراحل العصيبة تصنع معادن الرجال، وكذلك رحيل العظماء امثالك في مواطن الشرف و البطولة و الدفاع المكاسب الجنوبية .
زميلي العزيز و صديقي الحميم عبدالكريم العبادي، يا خالدً في الوجدان و يا مقدام أم المعارك في الميدان و مزلزل عروش الطغيان، يا مزمجلاً أفزع ببأسه وفود القاعدة و الارهاب و اعداء الإسلام في كل ساحات الوغى كان أخرها وادي عومران،
نعم اخي العزيز عبدالكريم العبادي أن رحيلك أدمى قلوبنا وجعًا وتدمع العين خزنً عليك ويكتب الحزن على ورق الفراق وخطوط الجراح يجف حبره من عينهِ الدامعة تنحني احرف الابجدية و تسقط الكلمات من على ضفاف الألباب وتتباعد الجُمل و تتناثر الأحرف و الرثاء منذُ الصدمة المفجعة مغرب البارحة فور خبر استشهادك ايها المشبع بالوطنية و الرجولة و الكفاح و يا رمز الوفاء و عنوان التحدي و الصمود و الاباء .
أننا منذُ بارحة خبر استشهادك وأنت تتقدم الصفوف الأولى برفقة طلائع القوات الجنوبية تحت قيادة العميد ابو مشعل الكازمي، في وادي عومران، بعبوة ناسفة، زرعتها قوى الارهاب التطرف، صدمنا من هول الفاجعة وفوجئنا فلم تستوعب عقولنا الأمر حتى اللحظة، وبرحيلك نكون و الوسط الإعلامي الحربي و العسكري الجنوبي قد خسر أحد أنبل و أرجل و اشرف واشجع و أبرز منتسبي قطاع الإعلام الحربي الجنوبي، مناضلاً ومقاتلاً مقدامًا شرسًا يتقدم الصفوف الأولى لخطوط الموت الأمامية لممارسة مهامة بكل شجاعةً واقتدار .
وبهذا المصاب الجلل فاننا نتقدم بخالص العزاء و عظيم المواساة لكافة افراد اسرته الكريمة وللوسط الصحفي الجنوبي ولقواتنا المسلحة الجنوبية – سائلين الله العلي القدير أن يتغمد الشهيد الزميل العبّادي بواسع الرحمة و عظيم المغفرة و أن يسكنهُ فسيح جناته، ويُلهم أهلهُ و ذويه جميل الصبر و السلوان .
إنا لله و إنا إليه راجعون .
الأسيف : ذياب الحسيني .
