مقالات وتحليلات

للأصوات الناعقة .. كيف استطاع الانتقالي الجنوبي أن يعصف برأس الإخوان (العجوز الأحمر) من أعلى هرم الدولة وفرض أمر الواقع

كتب / مهيب الجحافي

في الأمس كانوا يخوفوننا بالعجوز علي محسن الأحمر .. وكانوا يستهترون بقيادتنا الانتقالية .. وها نحن اليوم نرد عليهم حتى وأن جاء ردنا متأخراً إلا أنه الوقت المناسب للرد ..

أعتقد أن الجميع يعرف تلك الأصوات الناشزة والخزعبلات التي كانت تنعق بها وكانت تملأ حياتنا بضجيجها .. حين كانت تخوفنا بالعجوز علي محسن الأحمر، وأن معه مئات الآلاف من المقاتلين .. وأنهم قادرون أن يجتاحوا الجنوب بساعة .. وطرد قيادة الانتقالي الفاشلة من عدن .. لكونهم قوة كبيرة عدة وعتادا والانتقالي لا يساوي شيئاً أمامهم .. وكنا كلما حاولنا الرد عليهم غلبونا بردهم .. وها هو اليوم الذي انتظرناه بفارق الصبر لنحتفل فيه .. ونعرفهم أين هو العجوز علي محسن الأحمر ؟!.. وأين هو الرئيس الزُبيدي؟ الزبيدي عالي في القمة…. وأين الأحمر؟ إنه خارج الوطن ..

لقد قالوا أن العجوز علي محسن الأحمر، قوة ضاربة لا تقهر .. وصاحب نفوذ كبير في الدولة .. ويمتلك القرار السياسي والإداري .. وقادر أن يحتل الجنوب بثواني .. لكننا نقول لهم أين هو اليوم هذا الكائن المتوحش الذي تخوفون به أنفسكم ليل نهار؟ .. لماذا بهذه السرعة اختفى من المشهد السياسي ولم يصمد لحظة واحدة، ألم يغادر صنعاء بالعباءة، لو كان صاحب قوة عسكرية ضاربة كما تزعمون، لاستطاع أن يصد الحوثيين، ويرد هجومهم على صنعاء ومنزله بأيامٌ معدودة، أما الجنوب فلم ولن يتجرأ عليها مثله.. لقد أثبت فشله وضعفه في مواجهة الحوثي والدفاع عن عرضه أولا، فأنى له مواجهة الانتقالي الذي أخرجه من الساحتين السياسية والعسكرية حافي القدمين .. وجعله منبوذًا في الشتات يكافح الموت جراء هزائمه النكراء التي تلقاها على يد الانتقالي البطل ..

نقول لكم اليوم .. إن كان الانتقالي فاشلا كما تزعمون .. فلم صمد أمام تلك التحديات والظروف والمحن والشدائد؟ هزمها وانتصر لقضية شعبه بقوته، وشجاعته، وبسالته وإقدامه .. ولم استطاع العصف بأعداء الجنوب والقضية؟ .. والإطاحة برأس الإخوان الأحمر من هرم الدولة .. وطرد أدواته السياسية ومليشياته العسكرية من أرض الجنوب ..

نعم .. فإن كان الانتقالي ضعيف كما تدعون حقًا .. فلما وصل إلى رأس الدولة .. وفرض ثلاثة من قيادته السياسية البارزة في مجلس القيادة الرئاسي بقيادة الرئيس الزبيدي والنائبين البحسني والمحرمي .. وكذا الدخول في شراكة بحكومة المناصفة بين الجنوب والشمال .. وتعيين وزراء جنوبيين ومحافظين ومدراء أمن لمحافظات الجنوب من قبله .. وإذا كان ضعيف حقًا لكان اليوم مسلوب القرار ولا يستطيع فرض أي شخص جنوبي في الحكومة .. لكنه كان ظائما صاحب القرار، وبطلا للمرحلة .. وقد أثبت بطولاته في جميع التحديات وعلى جميع الأصعدة .. وما ذكرناه في السياق الأعلى إلا خير شاهد على بطولاته وشجاعته وقوته في مواجهة التحديات وعكسها لصالح قضيتنا الجنوبية .. وهذا لم يتأتى إلا بإرادة رجال أشداء وصادقين لا ضعفاء ..

البعض قد يعجبون من ما حققه الانتقالي من انتصارات ومكتسبات عظيمة .. وكيف استطاع العصف برأس الإخوان (الأحمر) من هرم الدولة .. وهو كان صاحب قوة ونفوذ ضاربين لا يستهان بهما.. لكونه يعد نائب الرئيس هادي .. وهو ليس كأي نائب له اختصاصاته ومهامه الوطنية المحصورة .. بل كانت له الصلاحيات الواسعة فهو الرئيس بحد ذاته .. وهادي مجرد صنم لا يهش ولا ينهش .. وهذا لا يخفيى على أحد كيف كان الأحمر مسيطر على قرار الرئيس هادي .. وكيف كان يلعب بالبلاد .. لكن المشكلة تكمن ليس في القوة والمال والإمكانات المتوفرة .. إنما تكمن بالإرادة والعزيمة والإصرار والتضحية والبذل والصمود .. ومع ذلك لا غرابة من أن يسقط “الأحمر الإخواني” من المشهد السياسي لأنه يحمل مشاريع حزبية إخوانية ضيقة .. ولو كان يحمل مشروع وطن حقًا لكان قد انتصر له مثلما انتصر الانتقالي لمشروعة الجنوب .. انتهى الكلام .. يتبعه بعد ..

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى