مقالات وتحليلات

معركة ستالينغراد وصمود بندقية الخويل 

كتب/ يحيى أحمد 

إذا نظرنا بتمعن إلى معركة ستالينغراد هذا المعركة صنفة من أشهر المعارك في التاريخ التي دامت 200يوم كان لها الأثر الهام في فشل عملية بربروسا أكبر غزو في التاريخ والتي كان لها الأثر الهام في الهزيمة الساحقة للنازيه ومن خلفهم دول المحور في الحرب العالمية الثانية التي غيرة موازين القوى العظمى في منتصف القرن العشرين.

وفي القرن الواحد والعشرين شهدت المنطقة العربية أول الحروب بالوكاله أمام التوسع النفوذ الإيراني “الوكالة الإيرانيه “وسيطرتها على عدد من عواصم الدول العربية عبر وكلائها الحالمين بإستعادة امبراطورية فارس “الصليبيه ” بنسختها الحديثة .

 حيث تبددت أحلامها وتلاشة طموحاتها للتشهد أول انكسار للتمدد الفارسي في وجه المقاومة الجنوبية 2015م عندما أقدم الإحتلال اليمني وبدعم اللامحدود من إيران بحشد كل تحالفاته بكل مسمياتهم الحوثي والعفاشي والإخواني واطيافه المجتمعية والقبلية معلناً الغزو الثاني للجنوب بطموح فارسي لتحقيق البعد الجيوستراتيجية .

في تاريخ 2015/3/8م قام الإحتلال بجمع قواته العسكرية الجاثمة على محافظة الضالع منذ عقدين من الزمن لتواجهة مقاومة شرسه ، منذ الوهله الأولى للحرب كانت استراتيجية الغزاة تتمثل بالسيطرة على موقع العرشي الذي لايتجاوز مساحته واحد كيلو متر مربع والذي يقع في قلب مدينة الضالع الُمحاط بسور عظيم،عند النظر إليه من بعيد وكأنه يشبه قلعة محصنة تُحيطُ به عدد من المواقع العسكرية المطله على مدينة الضالع .

منذ اجتياح الجنوب في صيف حرب 1994م

كان المحتل ينظر إلى موقع العرشي بأنه موقع إستراتيجي هام وإن السيطره عليه سيمكنهم من كسر إرادة المقاومة في المحافظة ،هناك على تخوم قلعة العرشي دارة معارك ضارية كانت شبيهه لمعركة “ستالينغراد، الروسيه ” .

 تبدو معركة صمودالعرشي وكأنهامن قصص الأساطير الحربية، لقد كانت معركة من أشرس المعارك وأكثرها دمويًة لا سيما أن عدد قتلى الغزاة فيها تجاوز عدد قتلاهم في معركة سيطرتهم على كافة المحافظات الجنوبية والتي انتهت بهزيمًة ساحقًة لجحافل الغزاة ومنها كانت بداية النهاية الإحتلال اليمني في الضالع بشكل خاص والجنوب بشكل عام .

هذه المعركة الخالدة والفاصلة والقاطعة لنفس كانت بقيادة الشهيد القائد/ علي عبداللاه محسن “الخويل” استمرت هذه المعركه 25 يوم وصفت حينها بمعركة الصمود، خلالها تعرض موقع العرشي للمعارك ضارية حيث كان يقف القائد الخويل بجسده النحيل وبسلاحً خفيف و ذخائر قليلة كان يقود تلك المعارك بصمود وثبات وإرادة لا تعرف الإنكسار وبعبقريته الميدانيه الفذه وعقليته العسكرية والأمنية والإستراتيجية استطاع كسر شوكة الغزاة وعنجهيتهم على التراب و منحدر موقع العرشي حيث تبددت أحلام الغزاة وانضحلة وتلاشة اوهامهم وإلى الأبد .

الرهان الأخير للغزاة لإسقاط قلعة العرشي

في معركة المليارطلقة،بعد محاولات عديده للغزاة باسيطره على موقع العرشي أرسل الغزاة كتيبة عسكرية من القوات الخاصة مدججن بجميع انواع الإسلحه المتوسطة والثقيلة والأفراد الذين يتمتعون بتدريب قتالي عالي بهدف إسقاط موقع العرشي وفي معركة أسطورية تصدى لهم مقاتلينا الاشاوس وجسدوا ملحمةً عظيمة بقيادة القائد الملهم علي عبداللاه محسن “الخويل “.

في مساء يوم الأحد الموافق 2015/4/13م الساعة السادسه مساءً كان لموقع العرشي شرف التصدي وتمريغ أنوف الغزاه، هدوءً ما قبل العاصفه شهدها موقع العرشي بدأ العدو بحشد قواتة نحو قلعة العنفوان بينما كان اسود الضالع لهم بالمرصاد بعد أن اقسموا بأنهم لن يتزحزحوا وإن كلفهم ذلك حياتهم، بدأ الغزاه بالضرب التمهيدي بشكل متقطع بإستخدام مدافع الهون مدفع 23 وسلاح الدوشكا ، حينها أخبر الخويل المقاتلين و يقول لهم هذه الليله ليس كباقي الليالي بسبب كثافة الضرب الغير المعتاد فأعطى الخويل تعليماته بإن يكون الجميع في حالة إستعداد تام وبعزيمه لا تلين ولا تنكسر ، استمر الضرب بشكل متقطع بين الحين والاخرى ، في الساعة الثامنه مساءً اشتد الضرب وبمختلف أنواع الاسلحة الثقيله والمتوسطة ومن مختلف المواقع العسكرية بمافيها قذائف المدفعيه التي كانت تتساقط على موقع العرشي وكأن السماء تمطر قذائف بمختلف الأسلحة التي صوبت فوهات مدافعها لتدك موقع العرشي وكذلك استخدمت الذخيرة الحارقة حتى كان يبدو موقع العرشي بفوهت بركان تحترق ،في تمام الساعة التاسعة مساءً وربع سكنة نوعاً ما شراسة الضرب ماعاد مدفع 23 وسلاح الدوشكا مستمر بالضرب ولكن بدأ ازيزز الرصاص يعلو حينها أدرك الخويل بإن الغزاه باتوا على وشك الوصل إلى الموقع ، فأعطى الخويل توجيهاته للمقاتلين دعوهم يقتربوا أكثر علينا أن نحسن استقبالهم على الجميع الإلتزام بالتوجيهات ، الصمت ساد على المقاتلين أصابعهم على الزناد منتظرين ساعة الصفر من أجل ضيافة العدو وحسن استقبالهم كما أمرهم قائدهم ، آنذاك أمر الخويل من المقاتلين استقبال العدو بدأ الإشتباك المباشر وتبادل إطلاق قذائف الاربيجي ثم تليه سماع طقطقة صواعق القنابل اليدوية وانفجاراتها وشظاياها المُتطايرة و رائحة دخاخينها تزكم الأنوف وأصوات عزف الرشاشات تعزف سيمفونية الحرية على اجساد الغزاة للتحصدهم بين قتيل وجريح في مشهد اشبه بفلهم هوليودي ، إستمرت المعركة لمدة 6 ساعات تصدوا من خلالها 5هجمات متتالية في ليلةً واحدةً من 9:5مساءً حتى الساعه 3:5 صباحاً  

وفي آخر المعركة تقدم الأسد وهو يزئر الحرية ” الخويل” إلى جانب سور موقع العرشي وقام برمي عدد من القنابل اليدويه ويمشط بالسلاحه الكلاكنشوف حيث كانت جثث الغزاة متناثرة كالفراش المبثوث على إمتداد منحدر الموقع ، حينها أصيب في طلقتين بصدرة ليرمي اخر قنبلة يدوية كانت بحوزته وتراجع إلى الخلف وبصوت منخفض يقول لمقاتلية الاشاوس لقد اصبتُ ،حينها تم إسعافه إلى مستشفى النصر الواقع في محافظة الضالع وعند وصوله للمستشفى فارق الحياة شهيداً كانت السماء ملبدًة بالغيوم في منظر يوحي بإن السماء تبكية ، ذاع خبر إستشهاد الخويل بين صفوف المقاومين توافد المقاتلين من كل حدبً وصوب من الحبال والسهول والوديان والقرى إلى المحافظة ويكسوا ووجووهم الغضب ونار الإنتقام تشتعل في قلوبهم والحزن خيم على جميع أرجاء المعموره، حينها شنت المقاومة اول هجوم لها كأن في صباح يوم الإثنين تاريخ 2015/4/14م وتمكنت من إحراز تقدم بإتجاه مبنى السنترال والجوله الواقعه أمام الصيفي. 

صرح ضابط من ضباط نخبة القوات الخاصة التابعه للعدو في معركة جبهة العرشي كان لدينا 300متر لإسقاط الموقع وفي كل هجمه كنا نحاول من خلالها إسقاط الموقع نتكبد فيها خسائر فادحة في الارواح والعتاد،لقد أصبح موقع العرشي بمثابة كابوس يؤرقنا لقد أخذت منا هذه المعركة فترة أطول من الفترات الذي اسقطنا فيها المحافظات الجنوبية لكننا لن نستطيع تحقيق أي نصر بل تعرضنا لخسائر بشريه تفوق كل التقديرات العسكرية لقد كنا نواجه مقاتلين اقوياء عزيمتهم وصبرهم وثباتهم اذهلنا واوقف زحفنا كان ثباتهم في المعركه كثبات الجبال الرواسي.وكذلك يقول أحد الضباط الذي تم أسرهم مؤخرًا في معركة تحرير الضالع إن المعركة الأخيرة للموقع العرشي بلغ عدد القتلى أكثر من 200 قتيل وجرح ضعف عدد القتلى.

مقتطافات من تاريخ الخويل 

من البعيد تبدو للناظرين قرية الجبله المُسترخية على وادي قرض المتكئه على جبل نوعه كوكر نسر أسطوريً جارح ، بهذا القرية بمنطقة قرض مديرية الإزارق محافظة الضالع ولد الشيهد في عام 1979م من أسرة فلاحة ميسورة الحال محافظين على كل القيم فاعلين الخير أنبل الناس اخلاقًا الشهيد القائد علي عبداللاه محسن.يكنى بالخويل ثوريًا واجتماعيًا متزوج ولديه سبعة من الأبناء 5أناث و2ذكور ،درس الإبتدائية وثانوية في مدرسة النهج الثوري مديرية الازارق .

درس في كلية التربية الضالع اللغة الإنجليزية لمدة عام ،لكن ضروفه المادية حالت دون مواصلته لدراسته الإكادمية،أحد مؤسسي حركة تقرير المصير الجنوبية “حتم “

في عام 1996م بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، شارك في الكثير من المعارك ضد قوات الإحتلال اليمني وفي عا1998م تعرض للإعتقال ومكث في سجن لمدة عامين ، خلالها تعرض لأشد أنواع التعذيب ، وتم الإفراج عنه في عام 2000م بعد إنهار حالتة الصحية بسبب التعذيب الذي تعرض له في سجون الإحتلال اليمني ، 

وفي 2001م تعرض للإعتقال مرة أخرى ومكث في السجن لمدة 6 اشهر افرج عنه في نفس العام ،وفي عام 2004م وضعته قوى الإحتلال اليمني وأجهزتها الأمنية والإستخباراتية ضمن أولويات اهدافها.. تكررت وتعددة محاولاتها لنيل منه وتصفيته بوسائل وأساليب وأسلحة مختلفة لاحقته في كل مكان كان يتوجه إليه لنيل منه لكن مشيئة الله نجتة من عشرات المحاولات التي لايتسع المجال لذكرها..

في2007م مرحلة المخاض والمد الثوري التحرري السلمي المنظم بقيادة الحراك التحرري السلمي الجنوبي الذي ساهم في تأطير قيم ومبادئ الثورة الجنوبية وتوسيع قاعدتها الإجتماعية التي شملت كل شرائح والكيانات الإجتماعية في الريف والحواضن الوطنية الجنوبية والإنتقال في الثورة الجنوبية نحو ابعاد اقليمية ودولية غير مسبوقة وفتح انظار العالم ووسائل إعلاميه على الجرائم التي يرتكبها نظام الإحتلال بحق الجنوبيين في الوقت الذي أصبح فيه عاجزاً على موارات وإخفاء هذه الجرائم عن أنظار العالم .

وأصبح النظام الإحتلال اليمني القمعي أكثر عجزاً عن إخماد الثورة الجنوبية التحررية السلمية أو إحتواها أو القضاء عليها أو تفكيكها من الداخل باستخدام سياسة العصا والجزرة ..

وفي2008م وصلة عملية استخدام وسائل التنكيل والقمع والبطش للمسيرات والمظاهرات السلمية الجنوبية إلى ذروتها،هذه الأساليب الإستعمارية الذي حكمت الضروره على الثورة الجنوبية تطوير أدائها وأساليب عملها في استمرار التصعيد الثوري السلمي والتصدي لقوى الإحتلال اليمني وشهد الواقع أشكال تنظيمية جديدة من العمل الثوري الجنوبي وكان أبرزها تشكيل الجناح المسلح للحماية المسيرات والمظاهرات السلمية بقيادة الشهيد القائد الخويل.

2009/4/29م شارك إلى جانب أبطال المقاومة في ردفان بمعركة جبال الأحمرين .

2010/6/22م القائد الخويل يقود سرية من المقاومة الجنوبية في فرض حصار لموقع البضيع وقرنه المواقع العسكرية للاحتلال اليمني الواقعة في مديرية جحاف.في

2011/4/25م شارك معركة تحرير جبل العر يافع .في 2011/7/1م شارك القائد الخويل بمجموعة من المقاومين في حصار القطاع الغربي الواقع في مديرية الحبيلين “ردفان”

تحت قيادة القائد العام للمقاومة الجنوبية عيدروس الزُبيدي .

في 2012م كلف بالإشراف على تدريب دورة تدريبية للمقاومة الجنوبية في مديرية الازارق 

بتوجيهات من القائد العام للمقاومة الجنوبية عيدروس الزُبيدي .

2013/1/18م شارك بقيادة فصيلة من المقاومين باقتحام موقع المظلوم ومعسكر الأمن المركزي بتوجيهات من القائد العام للمقاومة الجنوبية عيدروس الزُبيدي حيث تمكنت سرايا المقاومة بالإستيلاء على المعدات العسكرية التي كانت في تلك المواقع .

2014/1/20م شارك بقيادة فصيلة من المقاومة تحت قيادة القائد العام للمقاومة الجنوبية عيدروس الزُبيدي ، بإقتحام موقع الخزان وذي بيت والخربة المحيطة بمعسكر الإحتلال اليمني في الجرباء في محافظة الضالع حيث استطاعت سرايا المقاومة الجنوبية والإستيلاء على المعدات العسكرية من المواقع العسكرية والذي يعتبر موقع الخزان من أصعب المواقع العسكرية ومحصن بترسانة العسكرية والقوة البشرية .

 

إن التاريخ النضالي لهذا المقاتل العنيد والقائد الفذ وماسطره من بطولات وإنتصارات وماتركة من إرثً تاريخي ووطني قد شكلت حياته وسجاياها الوطنية وقيمه الإخلاقية ومبادئة الثورية واعماله وإنجازاته في مختلف الجبهات مدرستًا تربوية نضالية حقيقية يستلهم منها ويتلمذُ فيها رفاق دربه وابناءه وكل المقاتلين في سبيل إستعادة وطنهم الجنوبي وكذلك الإجيال القادمة ..إننا على يقين تام من إن مسيرة حياة هذا البطل ستظل حيًة ومتجدده في وجدان وضمير كل مواطن جنوبي ومصدر الهام لمعاني الولاء والوفاء الوطني المتجسد في نكران الذات والعمل المخلص والتضحية في روح سبيل اسماء الأهداف والمبادى والمثُل الوطنية والإنسانية العليا.. في سبيل الوطن والإنسان وفي سبيل احرية وكرامة الانسان وأمنه وإستقرارة والعدالة الإجتماعية .

اننا وفي هذا الذكرى التاسعة لإستشهاد أحد أعظم القادة المقاتلين في سبيل الوطن الجنوبي نناشد الجهات المعنية في توثيق وكتابة التاريخ النضالي لهذا القائد الإستثنائي وكل معاركه العسكرية والأمنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية التي خاضها فهي قبل كل شيء تشكل جزاءً من تاريخنا العسكري الوطني واحد صفحاته الناصعة المكللة بنجاحات والإنتصارات التي يصعب حصرها في هذا العجالة والأهم من ذلك فإن هذا التاريخ ملكاً للجيل الحاضر وجيل المستقبل والواجب يقتضي علينا عدم إهمالة وضياعه في دائرة النسيان بل يتوجب علينا النبش في ثنايا هذا التاريخ وتفاصيله وإظهاره إلى الوجود وإعاد كتابته مسؤولية وطنية بإعتبارها جزءًا من تاريخ أهم مرحلة في مسيرة الثورة الجنوبية التحررية .

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى