صوت الضالع / عبدالسلام السييلي
تحل علينا غداً الذكرى الثامنة لتحرير حضرموت من عناصر القاعدة بمعركة مصيرية بدد فيها أبناء حضرموت والجنوب أحلام قوى الإرهاب بالسيطرة على حضرموت وإحتكار مواردها النفطية لتمويل عملياتها الإرهابية ضد شعب الجنوب.
كانت معركة تحرير ساحل حضرموت بقيادة اللواء فرج سالمين البحسني، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي وعضو الرئاسة في المجلس الانتقالي الجنوبي. وكان حينها قائد المنطقة العسكرية الثانية، والذي تم اختياره لقيادة تلك المعركة المصيرية لما يتمتع به من شجاعة وحنكة عسكرية وقيادية فريدة، إلى جانب ما يمتلكه من غيرة على سيادة حضرموت وعزتها وكرامتها.
وفي الذكرى الثامنة لتحرير حضرموت، نستذكر المعارك الحاسمة التي دارت ضد تنظيم القاعدة، والتي شكلت نقطة تحول في تاريخ حضرموت الحديث. ففي هذا يوم 24 إبريل من عام 2016، انطلقت “معركة التحرير” التي أنهت سيطرة القاعدة على ساحل حضرموت، والتي كانت تمثل كابوساً للمنطقة بأكملها حيث سيطر عناصر التنظيم على القصر الجمهوري والبنوك والميناء وكل المرافق الحكومية وطبقوا نظام “الحسبة“ الذي عاث فسادا في مصالح أبناء حضرموت. كما نهبوا موارد حضرموت وايراداتها واستغلوها في تمويل فتح معسكرات جديدة لتدريب عناصر الجماعة.
بدأت العمليات بتجنيد وتدريب القوات المحلية من أبناء حضرموت، والتي شكلت النواة الأولى لـ”النخبة الحضرمية”. وبدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، حيث لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة دورا محوريا في عملية التحرير من خلال تدريب المقاتلين الجدد ووضع خطط الهجوم من قبل ضباط ذوي خبرة وكفاءة عالية .
لقد تضمنت خطة التحرير استهداف مراكز القيادة والمعسكرات والتجمعات لعناصر تنظيم القاعدة قبل بدء العملية بعدة أيام بضربات الطيران لقوات التحالف، الأمر الذي أدَّى إلى شل هذه المراكز وتفكيك معسكرات العناصر الإرهابية، كما أنه كان هناك دور كبير لطيران التحالف وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة يوم معركة التحرير في دعم القوة المهاجمة.
انطلقت العملية العسكرية في 24 أبريل 2016، عبر هجوم من ثلاثة محاور قتالية، مستهدفة إنهاء سيطرة القاعدة.
المحور الاوسط وهو أن تنطلق القوة من منطقة الحشد في الهضبة في اتجاه ريدة المعارة للأدواس عبدالله غريب وصولًا إلى مطار الريان، والمحور الشرقي وهو أن تنطلق القوة تجاه المعدي مفرق وادي عرف وصولًا إلى ميناء النفط بالضبة، والمحور الغربي وهو أن تنطلق القوة مرورًا بالطريق القبلية وجول مسحة وصولًا إلى مدينة المكلا والاستيلاء على القصر الجمهوري .
استغرقت المعركة عدة أيام، حيث تم تحرير المديريات واحدة تلو الأخرى، ودك أوكار القاعدة. واجهت القوات مقاومة من قبل عناصر القاعدة حيث كانت هناك معركة عنيفة قبل أن يتدخل الطيران الحربي للتحالف ويدك المعاقل التي يحتمي بها عناصر القاعدة.
بعد 387 يوماً من سيطرة عناصر القاعدة ، تم تحرير ساحل حضرموت، وهو شريط ساحلي يمتد لأكثر من 600 كيلومتر على بحر العرب.
واليوم، يحتفل أبناء الجنوب، وخاصة أبناء حضرموت، بذكرى هزيمة القاعدة ، تقديراً لتضحيات النخبة الحضرمية وكل الذين روت دماؤهم أرض المحافظة من أجل تخليصهم من شر جماعة القاعدة وارهابها.
أعلن التحالف عن مقتل 800 مسلح من عناصر القاعدة وانسحاب البقية وخروجهم من المكلا إلى الصحاري والقفار.
بعد طرد تنظيم القاعدة الإرهابي من المكلا وساحل حضرموت استمرت قيادة النخبة وجنودها في مطاردة العناصر الإرهابية الفارة ومازالت إلى اليوم تطارد فلولهم المختبئة .
جرى تعاون وثيق بين قوى صنعاء لإبقاء حضرموت تحت سيطرتهم فهي المحافظة الأكبر و الغنية بالنفط والثروات.
وفي مقال كتبه اللواء فرج سالمين البحسني قائد معركة التخرير قال فيه :
“بعد إستيلاء الحوثيين على صنعاء وتحركهم نحو الجنوب، جرى تعاون وثيق بين أجهزة النظام السابق والانقلابيين الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة، بموجبه قرروا أن تُسلَّم حضرموت لعناصر تنظيم القاعدة، فالبرغم من وجود قوة عسكرية لا يُستهان بها في جميع مدن حضرموت تُقدَّر بعشرة ألوية، منها ألوية مدرعة وألوية مدفعية ودفاع جوي ووحدات طيران، تمكنت مجموعة من العناصر الإرهابية يُقدَّر قوامها بحوالي ستين إلى مائة عنصر من الاستيلاء على عاصمة حضرموت مدينة المكلا في ظرف لحظات، وتمهيدًا لذلك انسحبت القيادة العسكرية والأفراد من حضرموت، تاركين أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة لكي تستولي عليها العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة في مدينة المكلا “ إنتهى الإقتباس.
وهذا يدل على مدى تخادم القوى اليمنية وتوحيد جهودها فيما يخص الجنوب وثرواته مهما ظهر انهم مختلفون إلا أنهم ممثلون يتقاسمون أدوارهم بما يضمن مصالحهم.
هذا المقال يعكس الروح البطولية لأبناء الجنوب عامة وأبناء حضرموت خاصة والدعم العربي الذي ساهم في تحقيق هذا النصر الكبير ضد قوى الظلام و الإرهاب.
زر الذهاب إلى الأعلى