كتب : وضاح هرهره
مثل شعبي قديم مكون من ثلاث كلمات سمعتها و قد سمعها الكثير منذ عهد الاباء والاجداد وخاصة في المحيط او المساحة الجغرافية الصغيرة التي تمثل القرية التي اعيش فيها وقد يكون في المناطق و القراء المجاورة.
جملة سمعتها كثيرا وانا طفلاً صغيراً ولم اعيرها اي اهتمام لانني مازلت صغيراً ..فمن كثر ما كان يردده من هم حولي حفظتة ولكنني لما افهم منه غير كلمة ضفع.. …والضفع بلغتنا العامية او الدارجة هو فضلات او روث الأبقار اعزكم الله…
والمهم في الموضوع هو وجود (الضفع) في هذا المثل الشعبي الذي لم افهم منه شيئا اولاً لصغر سني ثانيا لانني لما اهتم له كما اسلفت سابقا..
مضت الايام وانا اسمعه من اناس يكبروني بالسن كثيرا استطيع ان اطلق عليهم آباء واجداد ..
فالعمر يمضي يوماً بعد يوم اسبوعاً بعد اسبوع شهراً يتبعه شهر عاماً بعد عام حتي اصبحت اب ومازلت اجهل هذه المثل واهميته ولماذا يردده الكبار ..
ولماذا عندما يقوم شخص بلفظ الكلمات الثلاث التي يتكون منها المثل كان يبدوا الحزن و الياس والغضب عليه ..كنت اراءها من خلال تعابير وجهه ..ورغم الفضول الذي بداخلي لكنني لم اسئل عن معنا هذا المثل لاسباب كثيرة او بالاصح لم اكترث له..
ولكن شائت الاقدار وجعلتني اعرف اهمية هذا المثل ولماذا يقال؟ وفي من يقال؟ وعلى من يطلق..لم اتصور يوما او اتخيل بانني سأحتاج لهذا المثل او اجد اشخاص ينطبق عليهم المثل ..حتى انني عرفت انه مثل شعبي مهم جداً ولم ياتي من فراغ وان صاحبه عانا ماعانا في حياته من غدر وخيانه وتأمر.مثل قِلت حيا، ضحك على الدقون وغيرها من الحقارة التي توجد ببعض البشر الذين يتواجدون في كل زمام ومكان.
تأكدت ان صاحب هذا المثل رجل شريفاً عفيفاً ارهقته افعال واقوال من وصفهم بهذا المثل ..ويعتبر رجلاً حكيما استطاع بثلاث كلمات تصنيف هولاء الطائفة من البشر المتملقين، قليلين الحياء الذين لايهمهم الا أنفسهم تجد فيهم صفات رذيلة ، وجوه متملقة حاقدة مكارة.
فمن خلال تجربتي في الحياة بين الناس عرفت حقيقة هذا المثل ومعناه والقيت له اهتمام فهي ثلاث كلمات كانت كافيه بما تحمله من معاني لمن ينطبق عليهم المثل..
كانت مفاجئة بالنسبة لي عندما وجدت في حياتي اشخاص تعاملت معهم عبر معاملات كثيرة ومنها في مراحل الثورة الجنوبية السلمية والعسكرية إلى يومنا هذا.
لقد وجدت عينات مختلفة لمن قيل فيهم المثل..يأتيك شخص يحاول اقناعك بكلام ..وهو يعلم انه يكذب ويعلم انك تعلم بانه يكذب .. و بهذا يضن انه شاطرا
..يأتوك بطرق مختلفة وكلا حسب حاجته او حسب ماتتطلبه المرحلة..ورغم انهم يمارسون هذه الاعمال ويحققون مكاسب، وما اكثرهم في هذا الزمان..هم الفسدة هم سبب اخفاق اكثر الثورات وسببا في افشال المشاريع الوطنية وبناء دولة النظام والقانون.
لذا اطلق هذا المثل الشعبي من صاحبه على من يستحقه.. ولكل من كان لديه صفات سيئه وغير سويه واول هذه الصفات التي تعتبر السبب الاول لمن قيل فيهم هذا المثل الشعبي هم يحملون صفة قلة ،(الحياء) لاحياء فيهم ولا يبالون بما يقولون ، ولا يمجدون إلا انفسهم بأن لا مثيل لهم و يضنو بأنهم عباقرة.
(فهذه هي الوجوه التي غُسلت بضفع)العياذ بالله منها.
زر الذهاب إلى الأعلى