مقالات وتحليلات

الذكرى الثالثة والخمسون لتأسيس القوات المسلحة الجنوبية: تاريخ عريض من النضال والاستبسال

الذكرى الثالثة والخمسون لتأسيس القوات المسلحة الجنوبية: تاريخ عريض من النضال والاستبسال

كتب / فؤاد قائد جباري

    يصادف اليوم الأول من سبتمبر الذكرى الـ(53) لتأسيس القوات المسلحة الجنوبية (الجيش الجنوبي). وهذه المناسبة تحمل في طياتها العديد من المعاني الوطنية والتاريخية… فمنذ تأسيسه، كان الجيش الجنوبي -ولا يزال- سورًا منيعًا وجسرًا متينًا لحماية الوطن، محافظًا على أمنه واستقراره وسلامة أراضيه، ورمزًا للقوة والتحدي في وجه كل من حاول المساس بسيادة وأمن الجنوب. وقد تأسس جيشنا الجنوبي في خضم فترة حرجة من تاريخ الجنوب، حيث كانت البلاد تتلمس طريقها نحو التنمية والبناء. ومنذ تلك اللحظة، شكل الجيش الجنوبي ركيزة أساسية في بناء الدولة وحمايتها من كل التهديدات الداخلية والخارجية.

    الذكرى الثالثة والخمسون لتأسيس القوات المسلحة الجنوبية ليست مجرد مناسبة عابرة، بل هي محطة للتأمل في تاريخ من النضال والتضحيات والاستبسال لقواتنا المسلحة قديمًا وحديثًا، إذ نتوجه خلال هذه المناسبة بالتحية والإجلال إلى أبطالنا الأشاوس الذين يقفون الآن بكل شجاعة على جبهات القتال في كل حدود جنوبنا الحبيب عامةً وفي جبهة الضالع خاصةً… تحية إكبار لهؤلاء الرجال البواسل الذين يقبضون على الزناد بكل حزم وإصرار في مواجهة صلف المليشيات الحوثية الإرهابية والجماعات الإرهابية الأخرى، يذيقونها ويلات الهزائم كل يوم، وأثبتوا يومًا بعد يوم أنهم الحصن الحصين للجنوب في وجه كل من يتجرأ على تهديد أمنه واستقراره.

    لا يقتصر دور القوات المسلحة الجنوبية على جبهة واحدة فقط، بل يمتد إلى كل ربوع الوطن الجنوبي، من سهول وجبال وبحار وصحاري ومدن وأرياف… في كل مكان من هذا الوطن الغالي، تجد رجال القوات المسلحة الجنوبية مرابطين، يسهرون على حمايته ويحافظون على استقراره، ويجسدون أسمى معاني الوفاء والتضحية في سبيل الوطن، ولا يتوانون عن تقديم الغالي والنفيس من أجل سلامته.

    وفي هذه المناسبة العظيمة، نوجه تحية اعتزاز لقيادتنا السياسية والعسكرية، ممثلة بسيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مجدد سريان دماء قواتنا الجنوبية وقائد مسيرتنا الثورية، نقول له بكل فخر: إننا على العهد ماضون، وإننا أوفياء لهذا الوطن ولقيادته الحكيمة… ومهما تكالبت علينا الظروف والمحن، سيظل الوطن الجنوبي قبلتنا الثورية والوطنية الأولى، ولن نتوانى عن الدفاع عنه مهما كانت التحديات ومهما بلغت الصعاب.

    ندرك جيدًا حجم الضغوط التي تواجهها القيادة الجنوبية وحجم المؤامرات التي تحاك ضد الوطن من القريب قبل البعيد، إلا أننا على ثقة تامة بأن هذه القيادة قادرة على تجاوز كل هذه التحديات، إذ نؤمن بأن مركبنا سيصل إلى بر الأمان طالما أن “أبو قاسم” هو ربانه وسيد مقوده… هذا الإيمان الراسخ يعزز من عزمنا على المضي قدمًا في الدفاع عن هذا الوطن وتحقيق تطلعاته مهما كلفنا من ثمن.

    التحديات التي تواجه الجنوب اليوم هي امتداد لتلك التي واجهها عبر تاريخه الطويل، ورغم ذلك، فإن إرادة أبنائه -بقيادة حكيمة ومحنكة- ستظل دائماً أقوى من أي مؤامرة أو تهديد… سنظل نعمل معًا؛ شعبًا وجيشًا وقيادةً، لتحقيق رؤيتنا المشتركة في بناء وطن جنوبي حر ومستقل، يتمتع بالسيادة والكرامة، ويرفع راية المجد في كل المحافل. كما نوجه رسالة إلى كل أعداء الجنوب، بأننا هنا باقون، وأننا مستعدون للدفاع عن أرضنا بكل ما أوتينا من قوة وعزيمة. سنظل نرفع راية الجنوب عاليًا، مدركين أن الطريق نحو النصر والحرية محفوف بالصعاب، لكننا واثقون بأننا سنصل إلى غايتنا إيمانًا منا بعدالة وأحقية قضيتنا وصدق قيادتنا.

   ونحن نحتفي بهذه الذكرى، نتذكر بكل فخر واعتزاز أرواح شهدائنا الميامين الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن يبقى الجنوب حرًا أبيًا مستقلًا، كما نتوجه بتحية الفداء والشرف والبطولة لأسرانا ومعتقلينا الذين تحملوا القسوة والصعاب في سبيل قضيتهم الوطنية… إن تضحياتهم ستظل نبراسًا يضيء طريقنا نحو الحرية والكرامة.

    ختامًا، نؤكد أن الجنوب كان ولا يزال وسيبقى رمزاً للعزة والكرامة، وأن القوات المسلحة الجنوبية ستظل على الدوام رمزاً للصمود والتحدي، وحصناً منيعاً في وجه كل من يسعى إلى زعزعة استقرار وطننا الغالي، وأننا في هذه المناسبة العظيمة، نعاهد الله ثم الوطن والشهداء بأننا سنظل أوفياء لدمائهم الطاهرة، وسنواصل النضال حتى تحقيق أهدافنا الوطنية في الحرية والاستقلال واستعادة وبناء الدولة الجنوبية بكامل سيادتها.

المجد كل المجد لوطننا الجنوب، والخلود لشهدائنا الأبرار.  

الحرية لأسرانا ومعتقلينا، وتحية الفداء والشرف لأبطال قواتنا المسلحة الجنوبية في كل ربوع الوطن.  

فؤاد قائد جباري: متحدث جبهة ومحور الضالع  

الأحد: 1 سبتمبر 2024م

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى