كتب : عبدالجبار بن أحمد السقطري
تظهر السيادة التي يروج لها قادة الشرعية في سقطرى كفكرة فضفاضة، لا تعكس الواقع المأساوي الذي يعاني منه سكان الجزيرة. بدلاً من أن تكون السيادة مقياسا للحقوق والكرامة، تبدو وكأنها شعارات تهدف إلى خدمة المصالح السياسية للأطراف المتنازعة.
يعيش المواطن السقطري تحت وطأة تكاليف سفر باهظة تتجاوز 300 دولار، مع ظروف مهينة في مطارات عدن والمكلا، حيث يتم استغلاله في الأوزان والأسعار. كل هذه المعاناة تظهر أن السيادة ليست سوى وهم، خاصة عندما نرى عائلات غارقة في البحر بحثًا عن وسائل نقل آمنة.
إن مفهوم السيادة يتحول إلى مجرد لعبة سياسية تتجدد مع كل أزمة، بينما يترك المواطن ضحية للإهمال والتجاهل. يجب أن تُترجم السيادة إلى أفعال ملموسة تعكس احترام حقوق الناس وتضمن لهم حياة كريمة.
لا يزال غرق السفينة القادمة من المكلا، المحملة بالعائلات والأطفال، عالقًا في ذاكرة سكان سقطرى. كانت السفينة غير آمنة، تفتقر لوسائل النجاة، وعندما اصطدمت بالأمواج، غرقت مأساويًا. هذه الحادثة تُجسد بشكل واضح فشل السيادة التي تدعيها الحكومات المتعاقبة.
الواقع يفرض على السكان المخاطرة بخوض البحار، لأن طيران اليمنية يفرض تكاليف مرتفعة بالدولار، مما يجعل التنقل عبئًا ثقيلاً على العائلات. وفي ظل هذه الظروف، تبقى شعارات السيادة مجرد كلمات فارغة، لا تعبر عن حقيقة معاناة الناس أو تضمن لهم حقهم في حياة كريمة وآمنة.
باختصار ستبقى “سيادة الشرعية” مجرد مسرحية تُديرها المصالح، في حين تدفع الجزيرة وسكانها الثمن.
زر الذهاب إلى الأعلى