ما اسرع الايام تمر والم ومر فراقك يا ابي لايمر ..
أبي الحبيب .. لطالما خشيت كثيرا أن يأتي يوما على صفحة أيامي أرثيك فيه ، أو أندب أفولك ،، ولكنها الأقدار يا أبي ، أبت إلا أن امتحن في فراقك ، … وها أنذا اكتب اليوم الذكرى الأولى لرحيلك ، وودتُ لو أنني في حلم استفق فيه على رؤيتك بجانبي ، وأن أحرفي هذه ماهي إلا تراتيل من القرآن أتلوها على مسمعك ، كما كنت _ كالعادة_افعلها حينما نخلو ممن حولنا فضجيج صباح ذلك اليوم الذي رحلت فيه لايفارق مسامعي اتذكر تلك الرجفة التي هزت قاع قلبي عند استيقاضي من النوم فامسكت بهاتفي فإذا برسالة طرقت شاشة هاتفي مفادها بان سندك بالحياة قد توفي ..
مر عام على رحيلك ،، ولم أجدني سوى طلل جاث على عروشة … ، فأنت الخسارة التي لم ولن تعوض ، والأنكسار الذي سيلاحقني أبد الدهر .. ،
فلا شيء يشبه رحيلك سوى تلك الهزيمة التي لحقت بمن فقد بصره ….، لقد فقدت بصري وبصيرتي ، ولم تعني الأيام على نسيانك فالحياة بدونك يا ابي فارغة وفاقدة للدفء!!.
بعد رحيلك أيقنت أن المواجع تبقى كما هي ولو مر عليها الدهر وان الحزن على الراحلين لا يموت .. ؟ ، نعم لا يموت .. وأنت تلك الأنوار المشعة التي كانت تضيء عتمة قلبي وعمري كله فقد اختل توازن الحياة بعد وفاتك ياابي !
يا أعز من فقدت ،،، لربما خانتني ذاكرتي ولم أجدك على جبين يومي ، لكن عهدي بك _دوما_ في صلاتي ودعواتي التي ارفعها للسماء .. !.
لقد كنت خير حبيب وخير قريب وخير دليل لفؤادي ، والآن تضاعف حبي لك ألآف المرات .. ، ف مرارة شوقي إليك تمزقني أشلاء عند كل لحظة أتذكرك بها ، ولا شيء ينقذني من سطوة طيفك ، ومن فيض تنهداتي سوى إيماني بأنني سألتقيك في جنات ونهر ، وبأن مقامك _ أن شاءالله_ في الفردوس … ، فأنا لا أعرفك الا تقياً ورعاً صبوراً سمحاً بشوشاً طلق الوجه مستبشراً بالخير مهما كانت المحنة ..
عانيت ما عانيت من مرض ، لعشر سنوات واكثر إلا أنك كنت محتسباً ، راضياً ، حامداً لله لعلك ترضى ،،، وقد رضيت والحمدلله ….،
فلم يؤنسك شيء من الدنيا مثل سجادتك ، ولم يزح عنك ثقل أيامك مثل ذكرك لله و تلاوتك للقرآن آناء الليل وأطراف النهار وملازمتك لمكتبتك لتنهل منها من علوم الشريعة الإسلامية لتغرسها في اذهاننا خلال مجالسنا معك تعلمنا منك تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف ولازالت مواعضك ودروسك حاضرة في وجداننا وسنظل متمسكين بها ماحيينا …
“يارب أوصيك بـ أبي و أمي ،فرحاً و رزقاً في الجنة اللهم ان ارواحهم قد فاضت اليك فتغشاهم برحمتك وعفوك ومغفرتك ورضوانك ونعيم جنانك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.
اللهم إجعل والدي الحبيب أسعد السعداء في قبره وبشره بالفرحة الكبرى بفوزه بجنات النعيم ، ولكل من توفاهم الأجل ارجو الله أن يتغمدهم جميعًا برحمته ومغفرته وان يسكنهم فسيح جناته.
مرثية بقلم / علي عميران
8 اكتوبر2024م
زر الذهاب إلى الأعلى