تشكل محافظة المهرة، أحد مفاصل العمق الاستراتيجي للجنوب العربي، والتي تملك أهمية استراتيجية شديدة الأهمية جعلها محور اهتمام القوى المعادية.
الموقع الاستراتيجي الذي تملكه محافظة المهرة، وما تزخر به من ثروات كبيرة دفع القوى الاستعمارية لمحاولة النيل من المحافظة، عبر ترسيخ احتلالها.
الاستعمار البريطاني الذي طال المهرة لم يكن الاحتلال الوحيد الذي يفرض على المحافظة كجزء من التراب الوطني الغالي، فقد تكرر مشهد الاحتلال في أعقاب الوحدة المشؤومة التي فرضت احتلالا خبيثًا على الجنوب.
المهرة كانت من أكثر محافظات الجنوب استهدافا من قِبل قوة الاحتلال، في محاولة لسلخ هويتها الجنوبية والعمل على استنزاف ثرواتها الكبيرة في مسعى خبيث لإفقار وإذلال الجنوبيين.
النضال في المهرة نسجه الأجداد والآباء وصولًا إلى الجيل الحالي الذي يصطف ويناضل لحماية هويته في مواجهة المخططات المشبوهة والمعادية، وهي حالة ترسخت منذ أن شكلت المحافظة إحدى العلامات الرئيسية للنضال في ثورة 14 أكتوبر وإشعال هذا الحراك القوي في مواجهة قوى الاحتلال.
دور النضال الذي تعيشه المهرة في مواجهة قوى الاحتلال على مر السنوات المتعاقبة، هو أمر ينطلق من واقع الهوية الجنوبية، وهذا الأمر مفاده أن المهرة هي جزء أساسي وأصيل من التراب الوطني الجنوبي، وتنتمي إلى الوطن جغرافيا وتاريخيا .
هذا التأكيد الشعبي الذي لا يقبل أي مساومة أو تفاوض يعني أن المهرة ستظل تمثل جزءًا من المشروع الوطني الجنوبي، بكونها إقليمًا ضمن إطار دولة الجنوب الفيدرالية المنشودة.
المشهد العربي
زر الذهاب إلى الأعلى