كتب/ صالح شائف
بحلول العيد ال ( 57 ) للاستقلال الوطني المجيد لشعبنا الجنوبي العظيم؛ الذي يصادف بعد غد السبت؛ نتقدم بداية بتهانينا القلبية الحارة للجميع بهذه المناسبة الوطنية العظيمة والخالدة؛ ونخص بالتهنئة هنا أولئك الذين مازالوا على قيد الحياة من فرسان ثورة 14 أكتوبر المجيدة؛ والتي ستبقى محطة ملهمة للأجيال المتعاقبة من أحرار وحرائر الجنوب؛ ومعهم وإلى جانبهم كل الوطنيين الغيورين على حريتهم وكرامتهم ومستقبل شعبهم.
فهم اليوم من يواصلون بشجاعة وشرف حمل راية النضال ويقدمون التضحيات الغالية رخيصة من أجل استعادة دولتهم الوطنية الجنوبية كاملة السيادة وعلى حدودها المعروفة والمعترف بها دوليا قبل 22 مايو 1990؛ وهي الدولة التي ولدت يوم الثلاثين من نوفمبر عام 1967 من رحم الثورة الجنوبية الشعبية التحررية المسلحة؛ وشكلت تتويجا لتضحيات شعبنا المناضل والصبور والعاشق للحرية؛ والتي قدمها خلال عقود طويلة من كفاحه الممتد والمتعدد الأشكال.
واليوم وإذ يحتفي شعبنا بهذه المناسبة الوطنية؛ إنما ليجدد الوفاء لتضحياته والتمسك بأهدافه الوطنية واستعداده التام لمواجهة التحديات والمخاطر؛ والوقوف بثبات في وجه المؤامرات التي تحاك ضد مشروعه الوطني ومن أطراف وجهات باتت معروفة لديه – داخلية وخارجية – ويدرك بوعيه الوطني ما ينبغي فعله لإسقاط كل تلك المشاريع التي تستهدف قضيته ووحدة كيانه الوطني؛ ولا سبيل أمام شعبنا غير المضي بثبات على موقفه الرافض لكل صيغ الحلول المقترحة ( الكريمة ) من بعض الأشقاء ممن كان يعتقد شعبنا بأنهم حلفاء مخلصون له؛ وبأنه شريكا موثوقا لديهم.
فمع الاسف بأن ما يطرح اليوم من ( حلول ) تبتعد كثيرا عن الحق والمنطق ومعطيات وحقائق الواقع؛ وتنتقص من حقوق الجنوب الوطنية والتاريخية العادلة والمشروعة؛ ومهما أبدع أصحابها بالمبررات الخادعة التي يسوقونها حتى يقبل بها شعبنا؛ فلن تمر عليه لأنه ببساطة قد أختار طريقه وحدد أهدافه وأعلنها بوضوح منذ وقت مبكر؛ ولن يقع مرة أخرى في شراك تلك الدسائس والمؤامرات؛ ولن يخضع لكل أنواع الضغوط وأشكال الإبتزاز الرخيص الذي لا يليق بمن يمارسون ذلك وبغباء وحماقة مع الأسف؛ وستكون لشعبنا الكلمة الأخيرة الفاصلة؛ والفعل التاريخي الذي يسترد به حقوقه ويعيد له مكانته وإعتباره.
زر الذهاب إلى الأعلى