كتب : علي خالد
شهدت الساحة الدولية حدثاً مفصلياً مع سقوط نظام الديكتاتور بشار الأسد في سوريا، إذ أعادت الثورة السورية تشكيل ملامح المنطقة وأطلقت رسائل قوية للحكام المستبدين بأن إرادة الشعوب لا تُقهر مهما طال الزمن.
هذا السقوط التاريخي لم يكن مجرد نهاية لحكم ديكتاتوري استمر لعقود، بل كان بداية عهد جديد من الأمل والتغيير، امتدت تداعياته لتصل إلى اليمن، حيث تواجه مليشيا الحوثي الإرهابية سيناريو مشابهاً قد يعصف بمشروعها.
عاشت سوريا أكثر من عقد في دوامة الحرب والمعاناة، حيث واجه الشعب السوري آلة قمع نظام بشار الأسد مدعومة بقوى خارجية مثل روسيا وإيران. ومع ذلك، لم يستسلم السوريون.
استمرار التضحيات، ووحدة الصف الثوري، والإصرار على المطالبة بالحرية والكرامة كانت عوامل حاسمة في إسقاط النظام. سقوط الأسد لم يكن مجرد هزيمة لشخص أو حزب، بل زلزال سياسي أعاد ترتيب أوراق المنطقة، مؤكداً أن الشعوب، مهما طالت معاناتها، قادرة على الانتصار.
صنعاء: سيناريو الخوف من تكرار المشهد السوري
في اليمن، حيث تسيطر مليشيا الحوثي الإرهابية على العاصمة صنعاء منذ سنوات، أصبح سقوط الأسد رسالة تحذيرية لا يمكن تجاهلها. الحوثيون، الذين استمدوا قوتهم من الدعم الإيراني ومن فرض سياسة القمع والترهيب على الشعب اليمني، يجدون أنفسهم اليوم أمام تحدٍ مشابه لما واجهه نظام الأسد.
المخاوف الحوثية من مصير مشابه للأسد ليست مجرد تخمينات، بل واقع ملموس يتضح في محاولاتهم المستمرة لتكميم الأفواه وقمع أي تحركات شعبية تنادي بالحرية. كما أن الصعوبات الاقتصادية، والانهيار الاجتماعي، والضغوط الدولية على داعمي الحوثيين قد تشكل عوامل إضافية تسرّع من زوال حكمهم.
التجربتان السورية واليمنية تشتركان في درسٍ محوري: الشعوب قادرة على صنع التغيير إذا ما توحدت إرادتها. في سوريا، كان صدق الإدارة الثورية والالتفاف حول هدف مشترك أساسياً لتحقيق النصر. وهو درس اساسي ينبغي على اليمنيين الأخذ به.
التغيير في صنعاء بات أقرب من أي وقت مضى، خاصة مع إدراك الشعب اليمني أن استعادة حريته تتطلب النضال والصبر. التجربة السورية أثبتت أن الأنظمة القمعية مهما بلغت قوتها، لا يمكنها الصمود أمام إرادة الشعوب إذا توفرت قيادة صادقة وإدارة حكيمة.
زر الذهاب إلى الأعلى