كتب / عارف عادل ابو الخضر
في مدرسة الشهيد الجريذي، تتجسد أرقى معاني الإنسانية ورسالة التعليم السامية على أيدي معلمات المرحلة الابتدائية، اللاتي يقدمن دروسًا حية في الإخلاص والعطاء. إنهن معلمات عظيمات يعلمن أن التعليم ليس مجرد مهنة، بل رسالة تُنير العقول وتُلامس القلوب.
رغم التحديات الاقتصادية التي تُثقل كاهل الكثيرين، تميزت هذه المعلمات بمبادرات إنسانية تفوق الوصف، حيث أصررن على تشجيع طلابهن بطرق تتجاوز حدود الواجب التقليدي. وبخطوات مليئة بالحب والأمل، يقمن بتقديم هدايا رمزية للطلاب المتفوقين، مُستلهمات قيم العطاء الحقيقي.
ما يجعل هذه المبادرة أكثر نبلاً هو أن المعلمات يتحدين الظروف المادية الصعبة، حيث يقتطعن جزءًا من رواتبهن البسيطة، التي بالكاد تكفي لتلبية احتياجاتهن الأساسية، لشراء هذه الهدايا. ورغم كل المعاناة، يحملن إيمانًا عميقًا بأن هذه الهدايا قادرة على إشعال حماس الطلاب وزرع الأمل في قلوبهم.
بعيدًا عن أي أضواء إعلامية أو شهرة، تعيش هذه المعلمات حياة من العطاء الصامت. إنهن يؤمن بأن كلمة طيبة أو لمسة تقدير قد تُحدث فرقًا كبيرًا في حياة طالب، وربما تكون بداية لطريق مليء بالتفوق والنجاح.
ما قدمته هؤلاء المعلمات ليس مجرد عمل بسيط، بل هو درس في الإنسانية والإيثار. لقد أظهرن أن أعظم التحفيز لا يتطلب إمكانيات مادية ضخمة، بل يتطلب قلبًا يؤمن بأن الخير يبدأ من أبسط الأشياء.
إننا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى مثل هذه النماذج المشرقة التي تُعلّمنا أن التعليم هو بناء الإنسان قبل أن يكون بناءً للمعرفة. فالتحية والتقدير لكل معلمة تبذل من قلبها وروحها لتزرع التفاؤل والطموح في نفوس طلابها، وتترك بصمة إنسانية عميقة لا تُنسى.
زر الذهاب إلى الأعلى