مع دخول العام الجديد تتجدد أحلامنا وطموحاتنا نحو مستقبل أفضل حيث نأمل في تحقيق إنجازات تنقلنا من الواقع المرير إلى حياة تليق بإنسانيتنا. نحن بشر مثلنا مثل أي شعوب أخرى سواء في الدول المتطورة ذات الأبراج الشاهقة والخدمات المتكاملة أو في أي مكان يولي الإنسان قيمته الحقيقية من حقنا أن نحلم وأن نطمح إلى تطور شامل يعزز الإنتاجية ينمي العقول ويرسم طريق النجاح لمجتمعنا
لكن مع هذا الأمل، لا يمكننا تجاهل واقع مرير يرافقنا منذ سنوات: واقع المعلم الذي أصبح رمزاً للخذلان المعلم الذي يعد أساس كل نهضة وأول من يضع حجر البناء لأي مجتمع يعاني من الإهمال والتهميش أصبح المعلم في بلادنا يواجه الإحباط واليأس بعدما تحطمت أحلامه تحت وطأة سياسات لا تقدّر مكانته ولا تدرك حجم دوره.
كيف يمكن لمجتمع أن ينهض بينما يعاني عموده الفقري من التهميش؟ كيف نطمح إلى تعليم أبنائنا وتطوير عقولهم في حين أن من يحمل رسالة التعليم يعيش في ظروف قاسية؟ المعلم اليوم لم يعد فقط يطالب بحقوقه بل يطالب بكرامته بعودته إلى مكانته التي يستحقها كقائد للأجيال وباني المستقبل.
إنه من المخجل أن نشاهد دول العالم تحتفي بإنجازاتها السنوية بينما نرى في شوارعنا مئات المعلمين والمعلمات يخرجون محبطين منكسرين يطالبون بحقوق أساسية كانت يجب أن تُصان منذ البداية هؤلاء الذين يزرعون العلم في عقول الأجيال أصبحوا اليوم بلا سند كأن المجتمع قد نسي فضلهم ودورهم العظيم في بناء الوطن.
إذا أردنا لهذا العام أن يكون بداية جديدة فعلينا أن نبدأ من حيث يبدأ كل شيء: من المعلم حل قضية المعلم ليس رفاهية ولا خياراً يمكن تأجيله بل ضرورة ملحّة يجب أن تُعاد حقوقه ويُعاد الاعتبار لمكانته إن عودة كرامة المعلم هي الخطوة الأولى نحو تحرير العقول بناء مجتمع متعلم وتحقيق نهضة شاملة تجعلنا نفاخر بها بين الأمم.
المعلم هو صانع التاريخ وهو المفتاح لكل نجاح
لن يتحقق أي تطور دون إصلاح جذري في وضعه فليكن هذا العام عاماً لاستعادة الكرامة عاماً لإصلاح السياسات التي أهملت التعليم ورموزه إن أردنا وطناً قوياً، فإن البداية تكون من هنا: من المعلم.