تقـــارير

أ. د. عبدالناصر الوالي : شهداء الإمارات إلى جنة الخلد

أ. د. عبدالناصر الوالي : شهداء الإمارات إلى جنة الخلد

كتب :  أ. د. عبدالناصر الوالي

في مساء هذا اليوم، زرت معرض “شهداء الإمارات” للفنان نصر الجبري، والذي أقيم في قاعة “تاج العرب” بالمعلا، في العاصمة عدن. وقد افتتح المعرض فخامة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.

تأتي هذه الفعالية ونحن نقترب من السابع والعشرين من رمضان، الذكرى المجيدة لتحرير عدن من غزو الجيش الشمالي العسكري والقبلي الحوثي والمتحوث.

لم تكن روعة الرسومات ولا وضوح تعابيرها، ولا شمول مواضيعها، ولا دقة تفاصيلها هي ما أسرني. لم تبهرني ألوانها الزاهية، ولا زواياها المختلفة، ولا أوضاعها المتناسقة. لم تشدني براعة الرسام ولا أناقة ريشته السحرية. لم يلفت انتباهي أسلوب عرض اللوحات ولا انسجامها البديع.

لكن ما أسرني وأبهرني، وشدّني ولفت انتباهي، وحرك مشاعري، وأدمع عيني، وهيّج ذكرياتي الحزينة، هو عدد الشهداء وأعمارهم الفتية، وهيئاتهم البهية.

هؤلاء الشهداء تركوا خلفهم وطنهم الأول، وأهاليهم، وأطفالهم، وأحبابهم، وأصدقاءهم. تركوا حياة العز والرفاهية، وأقبلوا مستبسلين، مضحين بأرواحهم الغالية والعزيزة، نصرةً لنا، ووقوفًا إلى جانبنا، وتصديًا لمشروع التوسع الفارسي، دفاعًا عن حدود الأمة وشرفها وقيمها. سالت دماؤهم الزكية على تراب أرضنا، واختلطت بدماء أبنائنا المباركة، فروت الأرض الطيبة وصنعت نصرًا سيخلده التاريخ ويمجده.

رحلوا، وارتقت أرواحهم إلى بارئها، مقبلين غير مدبرين، يتسابقون إلى الشهادة كما يتسابق الظمآن إلى الماء العذب الزلال.

تذكرناهم، وقرأنا الفاتحة على أرواحهم، ودعونا الله أن يسكنهم فسيح جناته، وأن يمنَّ على أهلهم وأحبائهم بالصبر والسلوان، وأن يخلفهم بخير. أما شهداؤنا وشهداؤهم، فهم عند ربهم أحياء يُرزقون، وأما نحن، فعهدٌ علينا أن لا ننساهم، وألا تذهب تضحياتهم هدرًا، وسنقابل الوفاء بالوفاء.

ولا نامت أعين الجبناء.

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169]

أ. د. عبدالناصر الوالي

عدن، 23 مارس 2024م

23 رمضان 1446هـ

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى