كتب : جمال علي أبو علي
حضرموت، تلك الأرض التاريخية التي تحمل في طياتها عبق التاريخ وتراث الأجداد، تظل تمثل جزءًا لا يتجزأ من الجنوب العربي. هذه الأرض التي كانت وما زالت تفتخر بهويتها الجنوبية، ظل شعبها ثابتًا في موقفه الرافض لأي محاولة لطمس هذه الهوية أو فرض أجندات سياسية تتعارض مع تطلعاته. وعلى الرغم من الجهود التي بذلها حزب الإصلاح (الإخوان المسلمون) في محاولة لاختراق حضرموت والسيطرة عليها، إلا أن هذه المخططات باءت بالفشل الذريع.
في السنوات الأخيرة، سعى حزب الإصلاح إلى استغلال الأوضاع في الجنوب من أجل فرض هيمنته على العديد من المناطق الجنوبية، وعلى رأسها حضرموت. وقد لجأ الحزب إلى العديد من الأساليب السياسية والاقتصادية والعسكرية، بما في ذلك محاولة استقطاب بعض الشخصيات المحلية وتوجيه الرسائل التي تهدف إلى تغيير الواقع السياسي في المحافظة. لكن حضرموت كانت دائمًا في صدارة الرفض لهذا التدخل.
على الرغم من محاولات حزب الإصلاح لاختراق حضرموت، فإن أبناء حضرموت ظلوا متمسكين بهويتهم الجنوبية بشكل لا يقبل النقاش. فحضرموت، بتاريخها الطويل الذي شهد العديد من المعارك والنضالات ضد الاستعمار، كانت دائمًا أكثر تمسكًا بهويتها الجنوبية ورفضًا لأي تدخلات خارجية. لقد أدرك أبناء حضرموت أن مستقبلهم مرتبط بأرضهم وهويتهم، وأن أي محاولة لتغيير هذا الواقع لن تجد لها مكانًا في قلوبهم.
لقد فشلت مخططات حزب الإصلاح في حضرموت لأسباب عديدة، أبرزها الوعي الشعبي الكبير والرفض القاطع من قبل أبناء حضرموت لأي محاولة لفرض أجندات سياسية لا تتماشى مع تطلعاتهم. فعلى الرغم من محاولات الحزب في استخدام وسائل الضغط المختلفة، إلا أن أبناء حضرموت ظلوا متحدين في موقفهم، ورفض القبول بأي شكل من أشكال التدخل أو الهيمنة السياسية. وبهذا الشكل، تأكد أن حضرموت ستظل دائمًا جنوبية.
في النهاية، فشلت مخططات حزب الإصلاح في حضرموت نتيجة لتمسك الشعب الحضرمى بهويته الجنوبية، ورفضه أي تدخلات أو محاولات لفرض أجندات سياسية تتناقض مع تطلعاته. حضرموت، بتاريخها الطويل ونضالها المستمر من أجل الحرية والاستقلال، ستظل دائمًا جزءًا من الجنوب العربي، وستبقى هويتها الجنوبية ثابتة لا تهتز أمام أي محاولات للتغيير القسري. لقد أثبت أبناء حضرموت أنه لا يمكن لأي قوة مهما كانت أن تمحو هويته أو تفرض عليه تغييرًا قسريًا يختلف عن إرادته.
في النهاية، ستظل حضرموت، هذه الأرض الطيبة، أرضًا جنوبية، تجسد نضال شعبها وتاريخها العريق.
زر الذهاب إلى الأعلى