مقالات وتحليلات

عشر سنوات من الحرب: الجنوبيون يدفعون الثمن في معركة لا تخصهم

عشر سنوات من الحرب: الجنوبيون يدفعون الثمن في معركة لا تخصهم

كتب : جميل الشعبي

منذ اندلاع الحرب في اليمن، كان أبناء الجنوب الطرف الأكثر تضحية، لكن أيضًا الأكثر خسارة في معركة لم تكن في الأساس معركتهم. بينما أدركت قوى شمالية منذ وقت مبكر أن “تحرير صنعاء” هدف بعيد المنال، وتعاملت مع الحرب كأداة لتعزيز نفوذها وتوسيع مصالحها، ظل الجنوبيون يقدمون أبناءهم قرابين على مذبح أوهام لا يشاركون في صناعتها.

تشير المعطيات إلى أن غالبية القوى السياسية في الشمال كانت على وعي بأن جماعة الحوثي قوة أمر واقع، جاءت لتبقى. وبناء على هذا الإدراك، اتجهت تلك القوى نحو مراكمة الثروات، والتعامل مع الحرب كفرصة، لا كأزمة. تم بيع السلاح، وتدوير النفوذ، وتحييد الشطحات الخطابية، في مشهد يعكس براغماتية سياسية مفرطة.

في المقابل، استمر أبناء الجنوب في ترديد خطاب “تحرير صنعاء”، وتحملوا العبء الأكبر ميدانيًا وعسكريًا، دون أن يجنوا شيئًا من نتائج تلك التضحيات. بل إن كثيرًا من الفاعلين الجنوبيين لا يزالون، حتى اليوم، يتمسكون بنفس الشعارات، رغم تغير الواقع وتكشف الحقائق.

بعد أكثر من عشر سنوات، بات واضحًا أن ما جرى لم يكن سوى مسرح عبثي دفع فيه الجنوب الثمن الأعلى، دون مقابل سياسي أو اقتصادي حقيقي. والمفارقة المؤلمة أن الأصوات الجنوبية لم تتوحد بعد على مراجعة هذه التجربة، أو استخلاص دروسها.

خاتمة:

لقد آن الأوان لوقفة صادقة داخل البيت الجنوبي، تقرأ الواقع كما هو، بعيدًا عن العواطف والخطابات الجوفاء. فالحفاظ على ما تبقى من مقدرات الجنوب، وأرواح شبابه، يستدعي إعادة النظر في كل ما جرى، والتخلي عن وهم معارك الغير.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى