صوت الضالع / الحصين / مصطفى أبو اليزيد
في زمن قل فيه المعلقون المبدعون وندر فيه الصوت الذي يُشعل الجمهور قبل أن يلهب الميدان، يطلّ علينا الشاب أسامة باعباد كهدية ثمينة لعشاق كرة القدم، بحنجرته الذهبية ولهجته المميزة التي تذيب المسافات بين اللاعب والجمهور، بين الحدث والانفعال، بين المستطيل الأخضر وقلب كل متابع.
أسامة لا يعلق فقط، بل يشعل الحماس، يبعث الروح في المباراة يجعلنا نعيش الدقائق كأنها لحظات نهائي أوروبي محتدم، وكل ذلك بصوته الذي يحمل بحة نادرة، وتفاصيل صوتية تنتمي لمدرسة الكبار بأسلوب خاص لا يشبه إلا نفسه. لا تقليد، لا تكرار، فقط إبداع متجدد يضخ الحياة في كل لعبة في كل تمريرة، في كل هدف.
هو ماكينة حماس لا تهدأ، يتنقل بين الجمل كأنه شاعر ميدان يرتجل العبارات كأنه وُلد من رحم الكرة، ويزرع فينا عشق اللعبة من جديد. لا نبالغ إن قلنا إن من يسمع صوته مرة لا ينساه أبداً، فأسامة بصوته الملهم يحفز اللاعبين ويوقظ الجمهور ويمنح كل مباراة مذاقا خاصا.
انطلق صوته أولاً من دوري الفقيد الواقدي في خلة، وها هو اليوم يضيء سماء دوري مثنى الحداد في الحصين، وكل يوم تتسع بصمته، ويكبر تأثيره، وتزداد جماهيريته، لأنه ببساطة لا يعلق من أجل الكلام… بل من أجل صناعة الفارق.
نراه اليوم يقود نهضة رياضية من خلف المايكروفون، يدفع الشباب للعب، للقتال للإبداع… يرفع من قيمة كل مباراة، ويحولها إلى حكاية رياضية لا تُنسى.
نحن على يقين أن صوته سيتردد قريباً في قناة عدن المستقلة الرياضية في دوري عدن الممتاز، وسنراه بإذن الله بين كبار المعلقين في سبورة الرياضية، إلى جانب العملاق حسن العيدروس.
تحية للمعلق الذي يكتب بصوته ملحمة كروية في كل مباراة… تحية لأسامة، الصوت الذي لا يُمل، والنجم الذي يصعد بثبات نحو القمة.
زر الذهاب إلى الأعلى