كتب : وضاح هرهره
تحتفل اليوم الضالع بذكرى العاشرة لتحرير أرضها الطاهرة من دنس ورجس الاحتلال اليمني، وتُحيي ذكرى سحق المليشيات الفارسية التي كانت تتمركز في جبالها وسهولها. أثبت أبناء الضالع في ملحمة خالدة أنهم رجال المواقف، وأنهم على قلب رجل واحد لا يعرف الهزيمة، فاستعادوا للضالع والجنوب أمجاد التاريخ وقوة الإرادة.
فضالع عصية على الانكسار ضالع الشموخ لا تُهزم، وخاصة حين يتكاتف أبنائها – وشبابها يتسابقون للجبهات كما يتسابق الأحرار نحو المجد. في الضالع، لم يكن القتال مجرد معركة، بل كان صرخة حق في وجه الظلم، وكان الأبطال هم الآباء والأبناء،و الإخوة والأمهات، جميعهم حملوا السلاح والكلمة، وكانوا صفاً واحداً لمواجهة المليشيات الفارسية.
تم تطهير الضالع من تلك المليشيات عن بكرة أبيها، وما زال أبناؤها يرابطون على الجبهات الحدودية كالصقور، يحرسون الأرض والعرض رغم الغلاء والمعيشة القاسية. حدود الضالع اليوم محصنة برجالها الأشداء الذين لا تلين لهم قناة.
لقد كانت الضالع أول محافظة عربية تكسر زحف التمدد الفارسي في المنطقة، ومنها انطلق الأبطال ليطهروا باقي المحافظات من تلك المليشيات الجبانة. وأثبت أبناء الجنوب أن هذه العصابات لا تملك ذرة من الرجولة أو الشجاعة، فهم أجبن من أن يواجهوا رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
ولا يمكن أن نذكر الانتصارات دون أن نخلد اسم القائد عيدروس الزبيدي “أبو القاسم”، الذي كانت له مواقف بطولية سيسطرها التاريخ بحروف من نور. لقد كان رمزاً للثبات والإرادة، وبفضل تلك التضحيات العظيمة ودماء الشهداء الزكية، وُلِدَ المجلس الانتقالي الجنوبي كأحد أهم ثمرات هذه الثورة المباركة، ليقود الجنوب نحو النصر والسيادة.
الضالع ستبقى شوكة في حلق الطامعين، وقلعة شامخة لا تُهزم. رجالها، كما عهدناهم، حراس الوطن وسياجه المنيع. المجد للضالع، والمجد للجنوب، والنصر حليف الأحرار.
زر الذهاب إلى الأعلى