صوت الضالع/ خاص
أبنائي خريجي الثانوية العامة أنتم اليوم على أعتاب مرحلة مفصلية تحدد مسار مستقبلكم المهني والعملي ولذا أنصحكم بأن تكونوا على وعي كامل بحجم التغيرات التي يشهدها العالم من تطورات متسارعة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة والتحول الرقمي فقد أصبح العالم اليوم لا يعترف إلا بالكفاءات القادرة على مواكبة هذا العصر بفكره وعلومه وتطبيقاته ومن هذا المنطلق أوصيكم بأن تتوجهوا نحو التخصصات التي يحتاجها سوق العمل في الحاضر والمستقبل تلك التخصصات التي تواكب الثورة الصناعية الرابعة وتعزز فرصكم في الحصول على وظائف مرموقة ومجزية وأهم هذه التخصصات هي هندسة الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات وتحليل البيانات الضخمة وأمن المعلومات وهندسة البرمجيات وتطوير التطبيقات والروبوتات والتعلم الآلي وكذلك تخصصات الهندسة الإلكترونية وهندسة النظم الذكية وأيضًا مجالات مثل التكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة وإدارة الأعمال الرقمية والتسويق الإلكتروني فهذه التخصصات ليست فقط مطلوبة بل هي المحرك الرئيسي للتطور العالمي في مختلف القطاعات ولا تنسوا أن تختاروا ما يتوافق مع ميولكم وقدراتكم فالشغف أساس النجاح لكن لا بد أن يتكامل الشغف مع التخطيط الواعي والمعرفة الدقيقة بمتطلبات سوق العمل واعلموا أن الدراسة الجامعية ليست مجرد شهادة بل هي مرحلة بناء حقيقي للمهارات والعقلية والإبداع فاحرصوا على تطوير أنفسكم واكتساب المهارات التقنية واللغوية والتواصلية وكونوا دائمًا طلاب معرفة في كل زمان ومكان فالعالم لا ينتظر المتأخرين بل يسير بسرعة نحو المستقبل ومن يتقاعس اليوم سيكون على هامش الغد ولا يفوتني هنا أن أؤكد على أهمية التعليم المهني والتقني كخيار ذكي وواقعي للغاية خصوصًا في الجنوب حيث تزداد الحاجة إلى الكوادر الفنية المؤهلة في مجالات الكهرباء والطاقة والميكانيك وصيانة الأجهزة والمعدات وتقنيات الاتصالات والبناء والتشييد وهذه التخصصات تعتبر عصب التنمية الحقيقية وهي أساس نهوض المجتمعات وبنيتها التحتية وتمنح خريجيها فرصًا واسعة للعمل الذاتي أو في المؤسسات الحكومية والخاصة لذا لا تنظروا إلى التعليم المهني نظرة دونية بل هو من أهم مسارات المستقبل ومن يملكون حرفة يتفوقون كثيرًا في الاستقرار المهني والحياتي وختامًا أوصيكم بالجد والاجتهاد والتخطيط السليم لمستقبلكم فأنتم أمل الوطن وعدته في البناء والنهوض
محبكم /
غسان صالح محمد
مدير عام مكتب الشباب والرياضة الضالع
