تقـــارير

  تفشي الحميات يدق ناقوس الخطر… والانتقالي يتدخل لمواجهة الأزمة

  تفشي الحميات يدق ناقوس الخطر… والانتقالي يتدخل لمواجهة الأزمة

 تقرير: فاطمة اليزيدي :

تشهد محافظات الجنوب، وعلى رأسها العاصمة عدن، موجة مقلقة من تفشي الحميات الفيروسية والأوبئة، وسط تصاعد يومي في أعداد المصابين، ما ينذر بكارثة صحية وشيكة ما لم يُتخذ تحرك عاجل وفاعل.

ارتفاع الإصابات… واستغاثة من الميدان

كشفت مصادر طبية في عدن عن عودة انتشار الحميات في عدد من مديريات العاصمة، مع تسجيل حالات وفاة وإصابات في تصاعد مستمر. وأفاد أطباء في مستشفيات حكومية وخاصة بأن المراكز الصحية في مديريات الشيخ عثمان والمنصورة والبريقة تستقبل يوميًا العشرات من الحالات المصابة بأعراض تشمل ارتفاع الحمى، وآلام المفاصل، والطفح الجلدي.

وفي ظل هذا التدهور، ناشد العاملون في القطاع الصحي الجهات المختصة بسرعة التحرك، وإطلاق حملات رش ضبابي، إلى جانب تكثيف برامج التوعية الصحية، لتفادي تحول هذا التفشي إلى كارثة تهدد حياة مئات المواطنين.

بيئة خصبة للوباء… وانهيار مستمر في البنية التحتية

بحسب مصادر طبية لـ”عدن 24″، فإن الأسباب الرئيسة لتدهور الوضع الصحي في عدن تعود إلى الكثافة السكانية العالية، وانتشار العشوائيات، ووجود مخيمات النزوح، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية للخدمات الصحية، وهي نتائج حتمية لاستمرار النزاع المسلح منذ سنوات.

وأشارت المصادر إلى أن الفرق الصحية التابعة لمكتب الصحة تنفذ جولات ميدانية على مدار العام لرصد البؤر الوبائية ومكافحة أماكن تكاثر البعوض، كما تم تنفيذ حملات رش وتوعية في مختلف المديريات بالتعاون مع برنامج مكافحة الملاريا والتثقيف الصحي، وهي مستمرة بوتيرة شبه يومية.

لا أمراض جديدة… لكن التأهب مستمر

أكد أحد المسؤولين في القطاع الصحي لـ”عدن 24″ أن معظم الحالات المسجلة حتى الآن تعود لحمى الضنك والملاريا، استنادًا إلى نتائج الفحوص المخبرية، نافيًا وجود أمراض جديدة أو غير معروفة. وأوضح أن تأخر بعض الحالات في تلقي الرعاية الطبية أسهم في ارتفاع عدد الوفيات، مشددًا على ضرورة تلقي العلاج داخل المستشفيات.

ورغم هذه التطمينات، إلا أن مكتب الصحة بعدن يواصل حالة التأهب، خصوصًا مع ظهور حالات إصابة بمرض الحصبة، المرتبط بانخفاض معدلات التطعيم، مما يعكس هشاشة النظام الصحي ويفرض الحاجة الملحة لتعزيز الإمكانيات وتوسيع حملات التوعية المجتمعية.

مواطنون بين المرض والمعاناة

في المقابل، يشتكي المواطنون من نقص حاد في الأدوية وصعوبة الحصول على الرعاية الصحية، نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتدهور البنية الصحية. ويؤكد أحد المواطنين من حي سكني في عدن، أن الحميات تواصل الانتشار بسرعة، وسط تردي خدمات المستشفيات ونقص المستلزمات الطبية الأساسية، وغياب شبكات صرف صحي فعالة، ما فاقم من الوضع العام.

ضغط إضافي من موجات النزوح

وفي هذا السياق، أوضح وكيل وزارة الصحة العامة والسكان، الدكتور سالم الشبحي، في تصريح لـ”عدن 24″، أن الأوضاع الصحية في المحافظات المحررة، وعلى رأسها عدن، تواجه ضغوطًا هائلة بسبب توافد أعداد كبيرة من المواطنين من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وأشار إلى أن السلطات في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين لا تقوم بواجبها في تقديم الرعاية الصحية، ما يزيد من الضغط على النظام الصحي الهش في عدن، مطالبًا بضرورة تنظيم عملية التنقل من تلك المناطق للحد من انتشار الأوبئة وضمان قدرة القطاع الصحي على التعامل مع الحالات القائمة.

المجلس الانتقالي يتدخل لمواجهة الأزمة

في ظل هذا الوضع، بادرت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بإطلاق حملة توزيع المحاليل الوريدية في مختلف المحافظات المتأثرة، بدعم مباشر من الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وإشراف الدائرة الطبية بالقوات المسلحة الجنوبية، وهيئة الإغاثة والأعمال الإنسانية.

ولاقت هذه المبادرة إشادة واسعة من مراقبين صحيين، الذين اعتبروا توقيتها مناسبًا للغاية، خاصة في ظل النقص الحاد في المستلزمات الطبية الأساسية داخل المستشفيات. وذكّر المراقبون بمواقف المجلس السابقة في دعم القطاع الصحي، لا سيما خلال جائحة كورونا.

خلاصة وتوصيات عاجلة

إن استمرار تدهور القطاع الصحي في عدن، وتزايد الإصابات بالحميات والأوبئة، خصوصًا في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يحتم تحركًا عاجلًا من السلطات المحلية، ومنظمات الإغاثة، لتفادي تفاقم الكارثة.

ويؤكد مواطنون وناشطون في المجال الصحي أن احتواء الأزمة يتطلب جهودًا تكاملية تشمل: توفير الأدوية والمحاليل، رفع جاهزية المستشفيات، توسيع حملات الرش والتوعية، وتفعيل آليات الرقابة الصحية، ومحاسبة الجهات المتقاعسة، قبل أن تتجاوز الأوضاع حدود السيطرة

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى