في ظل مشهد سياسي إقليمي يتّسم بالتعقيد، تبرز تحركات الجالية الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية كواحدة من أبرز أدوات الدعم الفاعلة لقضية شعب الجنوب. إذ أصبحت هذه التحركات نموذجًا ناجحًا لما يُعرف بـ”الدبلوماسية الشعبية”، ناقلة صوت الداخل إلى أروقة صنع القرار الدولي، ومسلطة الضوء على عدالة القضية الجنوبية ومشروعية تطلعات شعبها نحو استعادة دولته كاملة السيادة.
نضج في الخطاب وتوقيت ذكي للتحرك
يرى ناشطون جنوبيون أن تحركات الجالية تأتي في توقيت بالغ الأهمية، تزامنًا مع إعادة ترتيب التوازنات الإقليمية والدولية، مما يتيح فرصة لعرض الرؤية الجنوبية بذكاء واحترافية أمام صناع القرار. كما أشار سياسيون إلى أن هذه الجهود تمثل فرصة ذهبية لتقديم تصور واضح لمستقبل الجنوب، يحترم تعدديته السياسية والاجتماعية، ويؤسس لمرحلة تفاوض جادة ترتكز على احترام الإرادة الجنوبية.
برنامج مدروس لمخاطبة العالم
تحركات الجالية الجنوبية في واشنطن جاءت ضمن خطة مدروسة تهدف لإيصال صوت الجنوب إلى الكونغرس والإدارة الأمريكية. وفي لقاءات رفيعة المستوى، عرض ممثلو الجالية والمجلس الانتقالي حجم المعاناة الإنسانية التي يرزح تحتها شعب الجنوب، وسلطوا الضوء على التداعيات الكارثية للصراعات المفروضة على الجنوب، مؤكدين الدور المحوري للقوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب وترسيخ الأمن الإقليمي.
تحركات تؤسس لحضور جنوبي قوي في الساحة الدولية
أشاد ناشطون جنوبيون بالنجاحات التي تحققها الجالية الجنوبية وبعثة المجلس الانتقالي في واشنطن، مؤكدين أنها استطاعت تحويل الحضور الجنوبي من مجرد تمثيل رمزي إلى صوت فاعل ومؤثر في مراكز القرار. وقد كرّست هذه الجهود حقيقة أن قضية الجنوب لم تعد شأنًا داخليًا فقط، بل قضية تحرر إقليمية ودولية تتطلب دعمًا واسعًا وتضامنًا مستمرًا.
الزعيم الزُبيدي يبحث مع مسؤولين دوليين حلول الأزمات
في سياق متصل، التقى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بسفيرة المملكة المتحدة لدى اليمن، السيدة عبدة شريف، لمناقشة آخر المستجدات السياسية والاقتصادية والإنسانية، وتأثير التحولات الإقليمية والدولية على الداخل اليمني.
كما تطرق اللقاء إلى ملف الكهرباء، حيث تم طرح خطة استراتيجية شاملة لمعالجة الأزمة بشكل جذري، من خلال مشاريع بنية تحتية مستدامة تهدف إلى توفير حلول دائمة لقطاع الطاقة في العاصمة عدن وبقية المحافظات.
رؤية استراتيجية لحل أزمة الكهرباء
من جانبه، أكد الأستاذ علي الهدياني، السكرتير الصحفي والإعلامي للرئيس الزُبيدي، أن الرئيس يتعامل بعقلية استراتيجية تسعى لإيجاد حلول مستدامة لأزمة الكهرباء، لا سيما في ظل حرارة الصيف القاسية. وأشار إلى تقدم ملموس في تنفيذ المرحلة الثانية من محطة الطاقة الشمسية بدعم من دولة الإمارات.
كما تناول اللقاء المرئي مع مسؤولي البنك الدولي، وعلى رأسهم السيدة دينا أبو غيدا، سبل دعم مشاريع الطاقة، وتوفير تدخلات عاجلة لمعالجة الانهيار في الخدمة. وأكد الهدياني أن البنك الدولي أبدى استعدادًا كاملاً للتعاون مع الحكومة والجهات المحلية في عدن، سواء عبر القروض أو الشراكات التنموية، بما يمهّد لإطلاق مشاريع استراتيجية تخدم استقرار القطاع الحيوي للكهرباء.
الجنوب.. نموذج قادم للاستقرار والتنمية
وفي ختام التقرير، تؤكد هذه التحركات المتسارعة – محليًا ودوليًا – على حيوية الحراك الجنوبي وتماسك قواه السياسية والاجتماعية. إذ باتت الجاليات الجنوبية وقياداتها، ومعها التضحيات البطولية لقوات الجنوب، الركيزة الأساسية لنقل صوت الشعب إلى العالم، وتحقيق تطلعاته في استعادة دولته وبناء مستقبل آمن ومستقر.
إن تضافر الجهود الجنوبية على كافة المستويات يرسم ملامح واقع جديد، عنوانه: الجنوب قادم كدولة مستقلة ومزدهرة، قادرة على إرساء نموذج للاستقرار في المنطقة