مقالات وتحليلات

المنظومة الشمسية بين المطرقة والسندان: معيشة بلا ظلّ وحياة بلا كهرباء

المنظومة الشمسية بين المطرقة والسندان: معيشة بلا ظلّ وحياة بلا كهرباء

بقلم/ نور علي صمد

(عدن ) في ركن منسي من المدينة حيث تتقاطع الشمس الحارقة مع الانقطاعات المتكررة للكهرباء يقبع حلم “المنظومة الشمسية” الذي تحوّل إلى عبء ثقيل فوق كاهل مواطنين أنهكهم الغلاء وأتعبتهم الحياة. لا كهرباء الدولة عادت ولا الشمس رحمتهم ولا البطاريات صمدت.

في أحد الأحياء الشعبية بعدن حيث لا تعرف المعاناة النوم يصف أحد السكان الوضع قائلاً:

“نعيش بين المطرقة والسندان… لا كهرباء ولا وقود والمنظومة الشمسية لم تعد تجدي نفعًا. البطاريات تهالكت والانفرترات تتلف وكل شيء أصبح خارج القدرة على الشراء.

مع كل شروق شمس يبدأ يوم جديد من الصراع مع واقع مرير. درجات حرارة خانقة تصل إلى 45 مئوية أطفال يلهثون تحت مراوح يدوية ومرضى ينتظرون شعاع كهرباء ينعش أجهزة طبية بالكاد تعمل. وفي الليل لا نور سوى شموع تتراقص على جدران التعب مخلفة خلفها دخان الحيرة.

المنظومات الشمسية التي كانت يوماً بارقة أمل وسط ظلام الانقطاع أصبحت اليوم “سندان الغلاء”. فقد تضاعفت أسعار الألواح والبطاريات والمحولات بشكل جنوني وسط غياب أي رقابة حكومية أو دعم إنساني فعّال.

يقول أحد أصحاب محلات بيع الأجهزة الكهربائية:

“كل أسبوع ترتفع الأسعار. البطارية التي كانت بـ 70 ألف ريال صارت بـ 200 ألف. الناس تجي تبكي… بس ما تشتري

وراء كل منظومة شمسية تنهار، تنهار أعصاب أم وأحلام طفل وأعمار شباب تُهدر في محاولة النجاة من واقع بلا ماء ولا كهرباء.

وفي حين تكتفي الحكومة بالتصريحات لا يجد المواطن ملجأ سوى الصبر… أو ما تبقى منه.

ولا تلوح في الأفق نهاية لهذا النفق المظلم. فكلما ظنّ الناس أن الليل انقضى اكتشفوا أن الفجر مؤجل… إلى إشعارٍ آخر.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى