تقرير: فاطمة اليزيدي
عاد الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى العاصمة عدن بعد جولة خارجية شملت لقاءات سياسية ودبلوماسية رفيعة. وقد قوبلت عودته بتفاعل واسع في الأوساط الشعبية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وسط تصاعد التحديات الأمنية والمعيشية في الجنوب، ما أعطى للعودة بعداً سياسياً وشعبياً لافتاً.
تحركات دبلوماسية لتعزيز الدعم الإقليمي والدولي
خلال جولته الخارجية، أجرى الرئيس الزُبيدي سلسلة لقاءات مع سفراء وممثلي الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، إلى جانب مسؤولين في دول شقيقة وصديقة. وناقشت اللقاءات مستجدات المشهد السياسي والاقتصادي والإنساني، مع تأكيد الزُبيدي على ثوابت القضية الجنوبية وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره.
وقد رأى مراقبون أن هذه اللقاءات شكلت دفعة قوية لجهود السلام، وأسهمت في ترسيخ علاقات الجنوب مع عواصم القرار الإقليمي، لا سيما أبو ظبي والرياض، في ملفات متعددة أبرزها الاقتصاد والتنمية والأمن.
خطوات عملية لمواجهة التحديات
أظهرت مؤشرات أولية من الاجتماعات عزم القيادة الجنوبية على اتخاذ خطوات عاجلة لتحسين مستوى الخدمات وتخفيف الأعباء عن المواطنين. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن النقاشات تطرقت إلى آليات تعزيز الموارد المحلية ومجابهة السياسات التي تسعى لزعزعة استقرار الجنوب، في ظل اتهامات غير مباشرة لقوى خارجية بتصدير الأزمات.
وأكدت القيادة أن “تطلعات الشعب الجنوبي” ستظل البوصلة الرئيسية لأي قرارات تُتخذ خلال المرحلة القادمة.
عودة تُنعش المشهد السياسي وتؤكد ثوابت المرحلة
سياسياً، أعاد الزُبيدي التأكيد على أن أي تسوية لا يمكن أن تتم مع مليشيات مصنفة كمنظمات إرهابية تهدد الأمن الإقليمي والدولي، خاصة في ضوء المستجدات الإقليمية والضربات التي تلقاها النظام الإيراني – الداعم الرئيس لتلك الجماعات.
ورحب سياسيون ومراقبون بعودة الزُبيدي إلى عدن، معتبرين أنها تمثل رسالة واضحة على التزام القيادة بالتواجد في الداخل، إلى جانب المواطنين، في خضم التحديات الراهنة.
ترحيب شعبي واسع وارتفاع سقف الآمال
قوبلت عودة الرئيس الزُبيدي بترحيب كبير من قبل أبناء الجنوب وقياداته المحلية ونشطائه، حيث اعتُبرت عودته بداية لمرحلة جديدة عنوانها الأمل والعمل، وتعكس إرادة قوية لمواصلة مسار النضال السياسي والإصلاح الداخلي.
وأكد مواطنون أن الزُبيدي يُجسد بالنسبة لهم رمزية قيادية يعلقون عليها آمالاً كبيرة في تحسين الأوضاع، من خلال إصلاح مؤسسات الدولة وإعادة هيكلة القطاعات الخدمية والاقتصادية، بما يُعزز من التنمية المستدامة ويلبّي تطلعات الناس.
رسائل سياسية واضحة وثقة شعبية متنامية
تحمل عودة الزُبيدي إلى عدن رسائل سياسية قوية مفادها أن الجنوب لن يظل صامتاً أمام محاولات الاستهداف، وأن القيادة منفتحة على جميع الخيارات التي تضمن حماية حقوق أبناء الجنوب.
في الوقت ذاته، يُعبر الجنوبيون عن ثقتهم العالية في قدرة قيادتهم على إدارة المرحلة الحالية، استناداً إلى تجارب سابقة من الصرامة والحسم في التعامل مع التحديات.
إرادة سياسية ورؤية واضحة لمستقبل الجنوب
رغم ضخامة التحديات، فإن التفاؤل الشعبي بقدرة الزُبيدي على قيادة المرحلة يبقى مرتفعاً. ويرى مواطنو الجنوب أن المرحلة تتطلب رؤية واضحة وإرادة قوية لإعادة الجنوب إلى مسار الاستقرار والازدهار، مع تأكيدهم أن القيادة الحالية تملك الأدوات والدعم الشعبي اللازمين لتحقيق ذلك.
وفي الختام، تبقى عودة الرئيس الزُبيدي إلى العاصمة عدن حدثاً مفصلياً قد يُشكل نقطة تحول تاريخية في مسار القضية الجنوبية، ويدشن لمرحلة جديدة من العمل السياسي والشعبي في سبيل استعادة الحقوق وتحقيق الاستقرار المنشود.
زر الذهاب إلى الأعلى