واكتضت شوارع العاصمة لندن بحشود مليونية غير مسبوقة في المظاهرة التي دعا لها “ائتلاف أوقفوا الحرب” تحت شعار “المسيرة الوطنية من أجل فلسطين
وانطلقت المظاهرة بحماية الشرطة البريطانية، من وسط العاصمة لندن وتوقفت دقيقتين صمت أمام نصب القبر الفارغ التذكاري تكريما لقتلى الحروب البريطانيين في يوم “ذكرى الهدنة”
ورفع المشاركون في المظاهرة أعلام فلسطين ولافتات كتبوا عليها “الحرية لفلسطين” و”أوقفوا قصف غزة” مؤكدين دعمهم الكامل للفلسطينيين والدعوة إلى وقف إطلاق النار في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
ووصف مراسل قناة الجزيرة إن “هذه المظاهرات هي الأكبر من نوعها في لندن منذ المظاهرات المعارضة للحرب الأميركية على العراق”.
استنفار أمني
وعلى مقربة من المظاهرات المؤيدة لفلسطين اشتبكت الشرطة البريطانية مع محتجين من اليمين المتطرف، وذلك خلال عملية كبرى للشرطة لتجنب الاشتباكات بين المتظاهرين اليمينيين والمتظاهرين الداعمين لغزة.
وقالت شرطة العاصمة لندن في منشور على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقا) إنها تصدت لاعتداء من محتجين مناهضين كانوا في المدينة “بأعداد كبيرة”، وأضافت أنها لن تسمح لهم بمواجهة المسيرة المؤيدة للفلسطينيين.
وأضافت الشرطة أن أعضاء من جماعات يمينية ألقوا زجاجات في وقت لاحق على أفراد الشرطة، وذلك في حادثة منفصلة في الحي الصيني على بعد نحو ميل شمال النصب التذكاري للحرب.
وقال منظمو حملة التضامن مع فلسطين إن “مسيرة اليوم السبت ستبتعد عن النصب التذكاري للحرب بالقرب من مكتب سوناك في شارع داونينغ، وستختتم عند السفارة الأميركية على بعد نحو 3 كيلومترات”.
وكان وزراء في الحكومة قد دعوا إلى إلغاء مسيرة اليوم السبت، بسبب تزامنها مع احتفال يوم الهدنة، وهو اليوم الذي انتهت فيه الحرب العالمية الأولى، ويحتفى به تكريما لذكرى الأشخاص الذين قتلوا في العمليات العسكرية.
كما انتقد رئيس الوزراء ريشي سوناك المظاهرات، ووصفها بأنها لا تنم عن الاحترام، وسط مخاوف من أنها قد تثير أعمال عنف في يوم الهدنة البريطاني.
وأوضح سوناك أنه على الرغم من ذلك، فإنه يجب السماح للاحتجاج بالمضي قدما، مشيرا إلى أنه سيحمّل قائد شرطة لندن المسؤولية عن حماية أحداث الذكرى.
ورغم أن المسيرات السابقة لحملة التضامن مع فلسطين كانت سلمية بشكل عام، فإنه تم اعتقال أكثر من 100 شخص بسبب جرائم، ومن بينها إظهار الدعم لحماس، التي تصنفها بريطانيا منظمة إرهابية، أو حمل لافتات تحمل شعارات مسيئة.
وأثارت وزيرة الداخلية سويلا برافرمان، الوزيرة المسؤولة عن الشرطة، جدلا بوصفها الاحتجاجات بأنها “مسيرات كراهية”،
في حين تعرض سوناك لضغوط من أعضاء مجلس العموم من حزبه لإقالتها بعد أن اتهمت الشرطة بازدواجية المعايير بشأن كيفية تعاملها مع “الغوغاء