مقالات وتحليلات

علي عبداللاه الخويل .. الفارس الذي هزم الهاشمية و أنهى أحلام المجوس ( وثائقي )

صوت الضالع / محمد مقبل ابو شادي

شكلت المعارك الأسطورية التي دارت رحاها في محيط قلعة العرشي وسط الضالع بالعام 2015 للميلاد، بين المقاومة الجنوبية بقيادة الملهم علي عبداللاه الخويل، و جحافل المليشيات الحوثية ممثلة بوحدات من الدعم الحربي و ما يسمى كتائب الحسين، نقطة التحول التاريخية في تاريخ الصراع المستمر بين المليشيات المدعومة من إيران، الحاملة لشعار الهاشمية ، و بين القبائل العربية في جنوب شبه الجزيرة و دول الخليج العربي.

و في قلعة العرشي تمكن الخويل و رفاقه من التصدي لأكثر من أربعة اجتياحات حوثية تضمنت عشرات العمليات الهجومية المباشرة، و التي شارك فيها المئات من عناصر المليشيات النخبوية أهمها ما يسمى كتائب الحسين التي شنت عملية الإجتياح الحوثي الأخيرة للعرشي بالثالث عشر من نيسان من العام نفسه.

و بالعودة إلى مكامن قوة الإستراتيجية العسكرية للملهم “الخويل”، التي وضعها آنذاك فقد كانت واحدة من أقوى عمليات الدفاع في تاريخ الحروب العالمية، حيث استطاع الخويل باستراتيجيته منع التقدم الحوثي والسيطرة على العرشي التي كان برابط فيها بضع عشر مقاتل بسلاح الكلاشنكوف، بالوقت الذي كانت تملك فيه المليشيات ما يقارب 40 دبابة منتشرة في مواقعها على نسق جبهة القتال الأول فقط، ناهيك عن ترسانة كبيرة من الأسلحة النوعية التي كانت بحوزة المليشيات الإيرانية في ذلك الوقت.

و في ظل المحاولات الحوثية المستمرة بالتقدم صوب قلعة العرشي آنذاك، تمكن الخويل من عمل أكبر كمين لعناصر المليشيات داخل أسوار القلعة الأسطورية بالفاتح من نيسان من عام الحرب، تمكن فيه الخويل و رفاقه من قتل عشرات العناصر الحوثية بينهم قيادات رفيعة من الصف القيادي الحوثي الأول.

و بعد انتصار نيسان الأولي الساحق، توالت الإنتصارات التي قادها الخويل و رفاقه، و أجبر صمود المقاومة جحافل المليشيات على جر أذيال الهزيمة تاركين خلفهم مئات الجثث لعناصرهم، و تاركين لأنفسهم و أجيال هاشميتهم المزعومة تاريخًا مريرًا كان فيه سقوطهم و انكسارهم المهين الذي سيظلون يتذكرونه مدى الحياة.

و بالمقابل نستطيع أن نقول بأن الملهم علي عبداللاه محسن الخويل، هو أول قائد عسكري و مقاوم يقود أول معركة انكسرت فيها جحافل المليشيات بعد سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء في أيلول من العام 2014 للميلاد، و هو أول قائد ينتصر ضد أتباع الهاشمية الحوثية بعد توسع عملياتهم العسكرية خارج الأطار الجغرافي لما يعرف بالهضبة الزيدية التي تضم عددًا من المدن في شمالي و أقصى شمالي اليمن.

و بالعودة للحديث عن الشهيد القائد المولود في منطقة قرض بمديرية الأزارق بالضالع، بالعام 1979 للميلاد، فقد كان من أبرز القيادات الثورية الجنوبية حيث انخرط في حركة تقرير المصير حتم بالسابعة عشره من عمره إلى جانب أخيه المناظل عبدالله عبدالاه، و رغم حداثة سنه إلا أنه كان عنصرًا فعالًا و شابًا نشيطًا برزت فيه ملامح القيادة و العظمة منذ نعومة أظافره.

وزكان الخويل بالفترة التي تزامنت مع انطلاق ثورة الحراك السلمي الحامي و الحارس للمسيرات السلمية التي كانت تقمعها قوات الأمن المركزي، مشكلًا أول قوات حزام أمني بمفهومها الحديث في تاريخ الثورات بالعالم.

و مع انطلاقة ثورة الحراك السلمي تطورت العمليات الفدائية التي كان يقوم بها الخويل و رفاقه، و وصلت إلى مراتب متقدمه من النجاح و التخطيط و التنظيم، حيث أصبح “الخويل” رجل الضالع الأول في تلك المرحلة الذي لعب أدوار بطولية و نظالية و اجتماعية كبيرة، و كان محل إجماع جميع الأطياف في المجتمع و يحظى بشعبية ساحقة نظرًا لحنكته و أخلاقه العالية و تواضعه.

أشرف الملهم “الخويل” على تأمين معسكرات تدريب أبطال المقاومة  آنذاك بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي، و قام بتنفيذ عمليات استشهادية ضد قوات الإحتلال في مختلف المحافظات الجنوبية تكللت غالبيتها بالنجاح.

ارتقى الملهم علي عبداللاه محسن الخويل شهيدًا، بعد أن تمكن من التصدي لعملية الإجتياح الحوثية الرابعة على موقع العرشي بالثالث عشر من نيسان من العام 2015 للميلاد، ليفارق الحياة بعد تاريخ بطولي ناصع و عمر قضاه في خدمة الوطن و ثورته.

و تخليدًا لذكراه رُفع في الثالث عشر من نيسان 2017 للميلاد، ذكرى استشهاد “الخويل” الثانية، مجسمًا لبندقية يبلغ طولها أكثر من عشرة أمتار و عرضها ما يقارب المتر الواحد، في محيط قلعة العرشي على مقربه من موقع استشهاده، و ذلك تخليدًا لذكراه و وفائًا لتاريخه البطولي العظيم.

رحم الله الشهيد القائد الملهم علي عبدالاه محسن الخويل، و أسكنه فسيح جناته.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى