تقـــارير

تقرير حول جهاز “البيجر”: أنواعه واستخداماته وتطوره، والفرضيات والاحتمالات التقنية والبرمجية لتحويله إلى آلة متفجرة:

تقرير حول جهاز "البيجر": أنواعه واستخداماته وتطوره، والفرضيات والاحتمالات التقنية والبرمجية لتحويله إلى آلة متفجرة:

صوت الضالع / بحث وإعداد: فؤاد جباري

    البيجر هو جهاز إلكتروني صغير كان يستخدم بشكل واسع قبل انتشار الهواتف المحمولة، خاصة في الثمانينيات والتسعينيات. كان البيجر يُستخدم كوسيلة للتواصل السريع والفعال بين الأفراد، حيث يمكن من خلاله استقبال إشعارات أو رسائل نصية قصيرة.

آلية عمل البيجر:

– إرسال الإشعارات: عند رغبة شخص في التواصل مع مستخدم البيجر، يتصل برقم خاص بالجهاز (عادةً عبر شبكة هاتفية أو من خلال خدمة مخصصة). يمكن أن تتضمن الرسالة رقم هاتف المرسل أو نص قصير.

– الاستقبال: عند استقبال البيجر الرسالة، يُصدر إشارة صوتية أو اهتزازًا لتنبيه المستخدم. 

– الرد: في النسخ المبكرة من البيجر، لم يكن هناك وسيلة للرد المباشر. كان المستلم بحاجة إلى الاتصال بالرقم الوارد في الرسالة. أما في النسخ المتقدمة، فقد تطورت بعض أجهزة البيجر لتتيح إرسال رسائل قصيرة.

أنواع البيجر:

1- البيجر البسيط: كان يُستخدم بشكل أساسي لتنبيه المستخدم بوجود مكالمة أو إشعار برقم هاتف.

2- البيجر النصي: تطور البيجر ليشمل استقبال الرسائل النصية القصيرة، مما زاد من شعبيته في الأوساط المهنية.

3- البيجر ذو الاتجاهين: يُمكّن المستخدم من إرسال واستقبال الرسائل، ما جعله مفيدًا في البيئات الطبية والصناعية.

الاستخدامات الشائعة:

– في البيئات الطبية والتجارية: الأطباء والممرضون كانوا يستخدمون البيجر لتلقي التنبيهات العاجلة، مثل حالات الطوارئ أو احتياجات المرضى، كما يستخدم في الهيئات التجارية للتواصل السريع بين المدراء والموظفين.

– في البيئات الأمنية: يُستخدم للتواصل السريع بين أعضاء المنظمة باعتباره من أفضل الوسائل الاتصالية الآمنة من الاختراق السيبراني.

  

تراجع البيجر:

    مع التطور السريع في تقنية الهواتف المحمولة والرسائل النصية، تراجع استخدام البيجر تدريجيًا حتى تم استبداله بشكل كامل بالهواتف الذكية.

البيجر اليوم:

    لا يزال البيجر مستخدمًا في بعض الصناعات، مثل الرعاية الصحية والطوارئ، حيث يُفضل في بعض الحالات نظرًا لاعتماديته وعدم تأثره بانقطاع الشبكة الهاتفية.

*الفرضيات والاحتمالات التقنية والبرمجية لتحويل الجهاز إلى آلة متفجرة:*

    من الناحية التقنية والبرمجية، تحويل جهاز البيجر إلى جهاز متفجر يتطلب عملية معقدة تتجاوز القدرات الأساسية لهذه الأجهزة. أجهزة البيجر، كما ذكرت سابقًا، هي أجهزة بسيطة مصممة أساسًا لتلقي إشعارات أو رسائل قصيرة عبر شبكات الاتصالات. لذلك، لتحويلها إلى أدوات تفجير، تحتاج العملية إلى خطوات فنية دقيقة، تتضمن تعديل كبير للهاردوير وربطها بأنظمة تفجير خارجية.

الإمكانات التقنية لتحويل البيجر إلى جهاز تفجير:

1- التركيب الهاردويري الإضافي:

   – التعديل المادي: أجهزة البيجر لا تحتوي على مكونات تتيح التفجير بشكل مباشر. لذا، لتصبح أداة تفجير، يجب تعديل الجهاز بإضافة آلية تفجير مثل دارة إلكترونية تحتوي على مفجر أو صاعق مرتبط بشحنة متفجرة صغيرة. هذه الدارات يمكن أن تكون مدمجة مع البيجر في مكان خفي بحيث لا يلاحظ المستخدم وجودها.

   

   – مستقبل إشارة مرتبط بنظام التفجير: البيجر نفسه يعمل على تلقي الإشارات، لذلك يمكن أن يتم ربط آلية التفجير باستقبال إشارات معينة من البيجر. عند استقبال رسالة محددة أو إشارة إلكترونية معينة، يتم تفعيل الدائرة المفجرة.

2- البرمجيات والتحكم عن بعد:

   – التحكم عبر الإشارات: على الرغم من أن البيجر نفسه لا يحتوي على برمجيات معقدة، فإنه يمكن استخدام الإشارات المرسلة إلى البيجر كآلية لتفعيل التفجير. على سبيل المثال، يمكن أن يتم برمجة نظام التفجير ليتم تنشيطه عند تلقي البيجر رسالة تحتوي على رمز أو تسلسل معين من الأرقام أو الأحرف.

   

   – تشفير الإشارات: في هذه الحالة، قد يكون من الممكن أن يتم إرسال رسائل مشفرة إلى البيجر. عند فك تشفيرها بواسطة دائرة إلكترونية متصلة بالجهاز، يتم تنشيط آلية التفجير. هذا السيناريو يتطلب تصميم دارة متقدمة مبرمجة للتفاعل مع الرسائل المرسلة.

3- التقنيات السيبرانية واختراق الاتصالات:

   – التلاعب بالإشارات: إذا كان هناك اختراق لنظام الاتصالات المستخدم لإرسال الرسائل إلى البيجر، يمكن استخدامه لتمرير الإشارات التفجيرية. هذا يستلزم السيطرة على ترددات الاتصالات أو الشبكة التي يعتمد عليها البيجر، وإرسال أوامر محددة تتسبب في تنشيط الدارة المضافة.

   

   – الهندسة العكسية: إذا تم التلاعب بالهاردوير أو البرمجيات الأساسية للبيجر من خلال الهندسة العكسية، فيمكن أن يتم إعادة برمجة وظائفه الأساسية لتؤدي إلى تنفيذ عملية التفجير عند استقبال إشارات محددة.

كيف يمكن أن تتم العملية؟

1- التخفي والتجهيز:

   – الأفراد المستهدفون، مثل قيادات حزب الله في السيناريو المذكور، قد لا يكونون على دراية بأن أجهزة البيجر التي يستخدمونها تم تعديلها من الناحية المادية. هذا النوع من التعديلات يمكن أن يتم بطرق سرية، مثل تهريب الأجهزة المعدلة إليهم أو استبدالها بأخرى تم تجهيزها سابقًا.

2- استقبال الإشارة التفجيرية:

   – بمجرد استلام الإشارة (مثل رسالة تحتوي على كود تفجير أو تسلسل محدد من البيانات)، تنشط الدارة التفجيرية المدمجة في البيجر، مما يؤدي إلى تفجير الشحنة المرفقة. هذا يمكن أن يحدث بشكل فوري أو بعد تأخير زمني، حسب برمجة الدارة.

3- التحديات التقنية:

   – الدقة في التنفيذ: هذا النوع من العمليات يتطلب دقة كبيرة لضمان أن الإشارة المستقبلة تؤدي إلى التفجير فقط عند الشروط المطلوبة، دون أن يتم تفعيل التفجير عن طريق الخطأ.

   – الأمان: تجنب اكتشاف التعديلات على البيجر هو تحدٍ كبير. تحتاج العملية إلى تعديل الجهاز بشكل خفي دون التأثير على وظائفه الأساسية أو جعله يبدو مشبوهًا.

إمكانية نجاح العملية

    تحويل البيجر إلى جهاز تفجيري ممكن نظريًا، ولكن هناك بعض التحديات التي يجب التغلب عليها، منها:

1- التحكم الكامل بالأجهزة: إذا كانت إسرائيل أو أي جهة أخرى قد سيطرت بشكل كامل على الأجهزة أو شبكات الاتصال المستخدمة من قبل المستهدفين، فإنها يمكن أن تستخدم هذه السيطرة لإرسال إشارات تفجيرية دقيقة.

   

2- الهندسة الإلكترونية: تعديل البيجر ليتضمن شحنة متفجرة صغيرة مع دارة للتفجير يمكن أن يتم بتقنيات متقدمة، خاصة إذا تم تصميم هذه الأجهزة خصيصًا لتبدو طبيعية دون إثارة الشكوك.

3- التخطيط والتنفيذ المحكم: العملية تتطلب قدرًا عاليًا من التنسيق بين الفرق السيبرانية والهندسية، لضمان أن التفجير يتم في الوقت المناسب دون اكتشاف التعديلات أو التعرض لخلل تقني.

*الخلاصة:*

أولًا: تقنيًا: يمكن تحويل جهاز البيجر إلى جهاز تفجير إذا تمت [إضافة] دارات إلكترونية متقدمة وآليات تحكم عن بعد. العملية تتطلب تعديلات [مادية] معقدة وسيطرة برمجية وسيبرانية محكمة لضمان نجاحها. إذا صح هذا السيناريو، فإنه يمثل تقدمًا تقنيًا ملحوظًا في الحرب السيبرانية واستهداف الأفراد عبر الأجهزة اليومية المستخدمة، عدا أن أجهزة البيجر تمثل تحديًا كبيرًا ومعقدًا لتحويلها إلى أجهزة متفجرة (رقميًا) مقارنة بالأجهزة الذكية التي نستخدمها اليوم كالهواتف المحمولة التي تعد أمكانية تحوليها أكثر سهولة نظرًا لاحتوائها على بيئة برمجية وفيزيائية حاضنة.

ثانيًا: استخباراتيًا: هناك احتمالية كبيرة أن تكون هذه الأجهزة التي استوردها حزب الله محشوة بمادة متفجرة في طبيعتها الفيزيائية من المصدر، أو أضيفت إليها عبر الوسيط أو أن إسرائيل استبدلتها بأجهزة معدة مسبقًا -عبر الوسيط- أيضًا وهذا يتطلب عمل استخباراتي متطور. 

*القراءة السريعة لهذه العملية*

   لاشك أن هذا الحادث يعد نقطة تحول كبير في الصراع وسيكون له عدة أبعاد وتفسيرات سياسية وأمنية عميقة، منها:

 1- رسالة قوية لحزب الله من قبل الكيان الإسرائيلي تتضمن الآتي:

   – استهداف مباشر للقيادات: تفجير أجهزة البيجر المستخدمة من قبل قيادات حزب الله يشير إلى قدرة إسرائيل على اختراق أدوات الاتصال الخاصة بحزب الله، وهذا يعكس درجة عالية من التفوق الاستخباراتي والقدرة على الوصول إلى تلك القيادات الحساسة.

   – إضعاف المعنويات: تفجير الأجهزة التي كان يعتمد عليها القادة قد يهدف إلى إضعاف الثقة داخل صفوف حزب الله، عبر التشكيك في سلامة الاتصالات الداخلية.

2- التفوق التكنولوجي والاستخباراتي للكيان الإسرائيلي:

   – قدرة إسرائيل على الاختراق: تبني إسرائيل مسؤوليتها عن هذا التفجير يعزز الصورة القائمة بأنها تمتلك تفوقًا استخباراتيًا في مواجهة حزب الله، وهو ما قد يدفع قيادات الحزب إلى إعادة النظر في أساليب الاتصالات التي يستخدمونها.

   – تطور وسائل الاغتيال: إذا كانت إسرائيل قد نجحت في استغلال أجهزة الإتصالات كجهاز البيجر كأدوات للتفجير، فهذا يعني أنها تطور وسائل جديدة وغير تقليدية لتنفيذ عمليات اغتيال أو استهداف خصومها، وقد يشير هذا إلى قدرة جديدة في مجال الحرب السيبرانية والهجمات الإلكترونية التي تمزج بين التكنولوجيا والعمليات الميدانية.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى