مقالات وتحليلات

قصاصة لا تُلغي حقاً..

قصاصة لا تُلغي حقاً..

كتب / خالد شوبه

‏يتداول الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الجنوب وخارجه قصاصة من أحد أعداد صحيفة ‎الرياض السعودية، والتي نشرت في مقدمة صفحاتها عنوان “مانشيت” تحدث عن موضوع “حل الدولتين”، وما بين سطور الخبر أمور أخرى تداخلت ببعضها في مواضيع أخرى، أو أراد لها محرر الخبر ذلك.

وللتوضيح، المقصود بـ”حل الدولتين” في تلك “القصاصة” هو ما ورد في مبادرة “التحالف الدولي” الجديد الذي أعلنت عنه قيادة المملكة العربية السعودية، مؤخراً، لإحلال السلام في المنطقة، وخص بالذكر مشروع حل الدولتين بين ما تبقى من أراضي الدولة العربية الفلسطينية من جهة، وما تم إحتلاله منها لإنشاء دولة ‎الكيان الصهيوني تحت مسمى “دولة إسرائيل”.

ما تم تعميمه فيما ورد في ذلك “المانشيت” والتعاطي معه من قبل بعض الجنوبيين بهذا الشأن مستغرب، فالموضوع واضح، لا يخص حل الدولتين في اليمن بين الشمال والجنوب أبداً، ولكن هناك من روج وعمم وأشاع في هذا الاتجاه لغرض في نفسه يعلمه هو ومن يدعمه في ذلك، ويعلم ردة فعل العامة من أبناء الجنوب تجاهه. 

حقيقة، ما يطرح حالياً من مقترحات ومبادرات بشأن مشروع السلام في اليمن عموماً، لا ينسجم أبداً مع أهداف وتطلعات ‎شعب الجنوب ومشروعه التحرري، ولا يتوافق “مجرد رؤية” مع الواقع الذي فرضه الجنوبيون على الأرض، وماقدموا لأجله من تضحيات جسيمة، أبداً.

لكن.. حتى نخرج من قوقعة الشعارات الرنانة ونلغي عبارة “لا يعنينا”، لابد من التعاطي بحكمة وعقلانية مع كل ما يُطرح من مبادرات ومشاريع لإحلال السلام في المنطقة ككل، والاستعداد لكل الاحتمالات، خاصة في ظل تسارع الأحداث وما يجري من تطورات في المنطقة، ينبغي عدم إغفالها والتعامل بجدية وحرص مع كل ما يطرح على الطاولة من قبل القوى الدولية والإقليمية في ذلك، وبما يحفظ للجنوبيين ما تحقق من مكاسب وإنجازات على طريق استعادة الدولة، وتجاوز ضغوطات ما فُرض علينا في السابق، وتعزيز ثقتنا في قدراتنا على فرض ما ينبغي أن يكون.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى