كتب / عارف عادل
تشهد مدارس مدينة الضالع إضرابًا مفتوحًا للمعلمين، احتجاجاً على تردي أوضاعهم المعيشية والمطالبة بحقوقهم المشروعة. ومع تأكيدنا الكامل على الوقوف في صف المعلم ودعمه بكل السبل الممكنة، إلا أن استمرار هذا الإضراب يحمل في طياته آثاراً سلبية خطيرة على الطلاب والمجتمع ككل.
إن إغلاق المدارس أمام الطلاب لا يعني فقط تعطيل العملية التعليمية، بل يجعل الطلاب ضحايا لأوقات فراغ قاتلة. هذه الأوقات قد تُستغل في سلوكيات خاطئة، أو تُؤدي إلى الانزلاق في عوالم الجهل والانقطاع عن الدراسة، مما يُهدد مستقبلهم ويُعرضهم لمخاطر اجتماعية ونفسية.
نحن مع المعلم قلباً وقالباً، ولن نسلك الا الطريق الذي سلكه، ونؤمن أن أي جهد لدعمه هو استثمار في مستقبل البلاد. لكن، يجب أن يُراعى أيضًا مصلحة الطلاب، لأن التعليم هو الأساس الذي تُبنى عليه المجتمعات، وأي إهمال في هذا الجانب سيُكلف الجميع ثمناً باهظاً.
تجاهل أهمية التعليم واستمرارية العملية التعليمية قد يُسهم في ضياع جيل كامل، يُحرم من حقه في التعلم، ليصبح المجتمع مُهددًا بنتائج كارثية.
المعلم هو عمود العملية التعليمية، وحقوقه المشروعة ليست محل نقاش أو تجاهل. ومع ذلك، فإن الاستجابة لمطالب المعلمين يجب أن تتم بطريقة تُحافظ على التوازن بين تلبية احتياجاتهم وضمان استمرار التعليم.
نحن نناشد الجهات المعنية، بما في ذلك مجلس الرئاسة ووزارة التربية والتعليم وكل المهتمين بسير العملية التعليمية، إلى اتخاذ خطوات جادة وسريعة لدعم المعلم والعمل على تحسين أوضاعه. بتسخير كافة الجهود لضمان توفير بيئة مناسبة للمعلمين تُلبي احتياجاتهم وتُعيد لهم كرامتهم.
زر الذهاب إلى الأعلى