مقالات وتحليلات

عبدالعزيز الهدف.. قائد بحجم وطن وضمير بحجم إنسان

عبدالعزيز الهدف.. قائد بحجم وطن وضمير بحجم إنسان

كتب :  عبده صالح العباد

حين تعصف الحروب وتنهار مؤسسات الدولة، يظهر معدن الرجال الحقيقيين. وهناك في قلب الضالع، يتقدّم اسم القائد اللواء عبدالعزيز مسعد علي الهدف، أركان ألوية البرية الجنوبية وقائد اللواء الثاني مشاة، ليشكّل أيقونة للقيادة الأصيلة التي لا تنحصر في الميدان العسكري فحسب، بل تمتد إلى عمق المجتمع ووجدان الناس.

بيته لم يعد مجرد منزل، بل تحول إلى حصن للضعفاء، وإلى محكمة للعدل، وإلى مظلة إنسانية تستظل بها القلوب المثقلة بالوجع. يدخل إليه المظلومون فيخرجون بالإنصاف، يقصده المحتاجون فيجدون اليد الرحيمة، ويقصده المواطنون فيشعرون أنهم أمام قائدٍ من طراز مختلف؛ قائد لا تغلق أبوابه، ولا تنحني قامته أمام إغراءات السلطة أو بريق المناصب.

في زمنٍ امتلأت فيه مؤسسات الأمن والقضاء بالفساد، وغرقت في الرشاوي والظلم، بات الناس يهربون منها وكأنها أبواب للعذاب لا للعدل، ولم يجدوا سوى القائد عبدالعزيز الهدف، رجلًا يقف إلى جانبهم بضمير حيّ وعدل نادر. حتى صار اسمه يتردد في الأسواق والقرى والمدن كرمزٍ للنجدة والشهامة والعدل.

لقد فهم الهدف أن القائد الحقيقي لا يُقاس بما يملك من سلطة، بل بما يحمله من أمانة. لذلك رفض أن يكون مجرد “قائد عسكري”، بل اختار أن يكون ضميرًا مجتمعيًا، وأن يتحمّل مسؤولية الداخل كما يواجه عدو الخارج. فالتاريخ لا يكتب ألقابًا ومناصب، بل يخلّد مواقف الرجال الذين صنعوا الفرق في حياة الناس.

ولذلك نال القائد عبدالعزيز الهدف أعظم شهادة يمكن أن يحلم بها قائد: حب الناس وثقتهم وإجماعهم على نزاهته. عرفه جنوده كقائد لا يترك أفراده، وعرفه المواطنون كقائد لا يتخلى عن المظلومين. جمع بين صرامة الميدان ورحابة القلب، وبين عزة المقاتل وحنان الأب، فصار رمزًا استثنائيًا لكل ما تعنيه القيادة الحقيقية من وفاء وشرف وإنسانية.

في المقابل، يقف كثير من المسؤولين أسرى لمصالحهم الضيقة، تاركين الناس يغرقون في مأساتهم، بينما يزداد اسم “الهدف” حضورًا في وجدان الناس، كمنارةٍ تُضيء وسط العتمة، وصوتٍ للعدل في زمنٍ عزّ فيه العدل.

اليوم، يحق للضالع والجنوب أن يرفعوا رؤوسهم بهذا الرجل العزيز الذي أخذ من اسمه نصيبًا، فكان “الهدف” الذي أصاب الخير والعدل والوفاء. إنه قائد بحجم وطن، ورجل بحجم أمة، وضمير حيّ سيبقى خالدًا في ذاكرة الناس قبل أن تخلّده كتب التاريخ.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى