مقالات وتحليلات

إرادة الصخر: كيف يُحطّم الجنوب أوهام المحتل وأكاذيبه الإعلامية

إرادة الصخر: كيف يُحطّم الجنوب أوهام المحتل وأكاذيبه الإعلامية

كتب : هاني العيفري

لم يعد خافيًا على أحد تلك الحملات الإعلامية الممنهجة التي تشنها قوى إخوانية حوثية، مستهدفةً بذلك قضية الجنوب العادلة ووحدته، ومحاولة النيل من شرعية مجلسه الانتقالي وقياداته. فقد اتضحت أهدافها، وتبينت أساليبها الملتوية التي لا تتورع عن استخدام أي وسيلة لبث الفرقة وتفكيك النسيج الاجتماعي الجنوبي.

وليس غريبًا على شعب الجنوب أن يرى مرة أخرى وجوه التكفير والتخوين التي تمارسها الأحزاب اليمنية المتأسلمة، والتي ما انفكت تعبئ الرأي العام اليمني ضد القيادة الجنوبية وقواتها الباسلة وشعبها الصامد منذ عام 1994 حتى اليوم. فكلما ازدادت قوة الجنوب صلابة ووضوحًا، اشتدت هذه الهجمة المسعورة، حتى أصبحت هذه السياسة مألوفة لكل جنوبي، صغيرًا كان أم كبيرًا.

وبعد أن فشل المحتل في مواجهة الجنوب عسكريًا، حيث تحطمت آماله على صخرة البطولة التي أظهرها الجيش الجنوبي في كل الجبهات، ها هو يراهن اليوم على سلاح الإعلام لتحقيق ما عجزت عنه قواته. لكنه يغفل أن إرادة الشعب أقوى من كل دسائس الإعلام، وأن وحدة الجنوب ليست بالهشة التي يتصورها.

لقد وصل الأمر حدًا يتعمد فيه خصوم الجنوب اختلاق الأكاذيب، ووصم كل زيارة أو لقاء دولي بأنه “تطبيع مع إسرائيل”، محاولين بذلك تشويه صورة الانتقالي وقيادته وشعبه. والحقيقة أن موقف الجنوب من قضية فلسطين ثابت لا يتزحزح، فهو يشاركها الألم والوجع، ويدعمها بكل ما أوتي من قوة.

وفي خضم هذه المعركة المصيرية، يجب أن ندرك أن نقل الخلافات الداخلية والانتقادات إلى منصات التواصل الاجتماعي يعد من أخطر الأسلحة التي يستغلها إعلام المحتل، حيث يعمل على اختراق الصفوف عبر حسابات وهمية، ويغذي النزاعات المناطقية والفتن الداخلية. بينما تمر بلادنا بمرحلة حرب استثنائية، يتوجب فيها توحيد الصفوف وترك الخلافات للقنوات الداخلية، بعيدًا عن الضجيج الإعلامي الذي لا يخدم إلا أعداء الجنوب.

فليكن شعارنا في هذه المرحلة: الوحدة الوطنية فوق كل اعتبار، والصمود أمام كل التحديات. فالجنوب باقٍ، وشعبه أقوى من أي محاولة للنيل من وحدته وقضيته.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى