كتب : هاني العيفري
انطلقت ثورة 14 أكتوبر من جبال ردفان عام 1963 لتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني الذي دام 129 عاما قدم خلالها الآباء والأجداد تضحيات جسيمة وواجهوا سياسة الأرض المحروقة بقدرة أسطورية حتى تحقق النصر وتم إعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في 30 نوفمبر 1967
بعد الاستقلال شهد الجنوب نهضة تعليمية وصحية وصناعية غير مسبوقة حيث تم بناء دولة مؤسسات حديثة ضمنت للجنوبيين حياة كريمة ورفاهية اجتماعية
جاءت خطيئة الوحدة لتمثل فخا استعماريا جديدا حيث اكتشف الشعب الجنوبي أن الاستعمار لا يأتي فقط من أوروبا بل يمكن أن يأتي من جار عربي مسلم ويكون أسوأ بكثير حيث عانى الجنوب من تهميش شامل لموارده وهويتها
لم يستسلم الجنوب لهذا المصير فانطلقت ثورته الجديدة بقيادة ابن الجنوب البار الرئيس عيدروس الزبيدي متجاوزة التضحيات التي قدمت ضد الاستعمار البريطاني محققة انتصارات كبرى على مليشيات الحوثي والإخوان والإرهاب
هذه التجربة تركت درساً عربياً مُهمّاً بأن الاستعمار ليس بالضرورة أن يأتي من الغرب بل إن القريب قد يكون أسوأ بآلاف المرات والجنوب اليوم يمضي قدما نحو استعادة دولته كاملة على كامل ترابه الوطني
زر الذهاب إلى الأعلى