صوت الضالع / كتب/ فهمي أحمد
بينما كنت أتابع مجريات ما دار في قمة القاهرة للسلام التي دعا لها الرئيس السيسي، وشاركَت فيها دول عربية وغربية ،فقد كنتُ على يقين تام بفشل القمة وهو ما تحقق بالفعل، حيث لم تخرج قمة القاهرة للسلام بأي بيان! إلا أنها فضحت مجدداً الانحياز الغربي لإسرائيل.
هذا الفشل يأتي في أعقاب فشل مجلس الأمن الدولي ذاته في إصدار بيان واعتماد مشروع قرار يقضي بوقف فوري لإطلاق النار، ووقف عملية إجلاء سكان شمال غزة إلى جنوبها، وكذا تطبيق هدنة إنسانية.
ما لفت انتباهي في القمة، هو السلوك الوقح للأوروبيين الذين مارسوا ازدواجية فجة في المعايير، عندما اشترطوا أن يشمل البيان “حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها وإدانة صريحة للمقاومة” من منطلق أن إسرائيل ليست دولة احتلال غاصب إذاً، ماذا عن جرائم قوات الاحتلال في استهداف المدنيين العُزَّل بما فيهم الأطفال والنساء..
وماذا عن انتهاكات القانون الدولي في قصف المستشفيات ودور العبادة والتهجير القسري؟ هل هذا يُعد دفاعاً عن النفس؟..
الإحتلال الإسرائيلي يرتكب جريمة إبادة في غزة ..وأهلها يرزحون تحت وطأة غارات جوية وحصار مطبق، ووضعٌ كارثيٌ يعجز اللسان عن وصفه.. وكل هذا يتم بدعم أمريكي أوروبي أمام أنظار العالم!
إسرائيل تمارس جرائم التطهير العرقى والإبادة الجماعية غير آبهة بالاتفاقيات والمواثيق الدولية التى تجرم عمليات التهجير القسري! فهل هذا دفاع عن النفس أيضا؟!
التهجير مخطط يسعى الصهاينة بمساندة من أمريكا والغرب إلى تنفيذه منذ زمن! وهذا يؤكد إصرار إسرائيل على ارتكاب جريمة التوسع الاستيطاني. فهل هذا يندرج تحت الدفاع عن النفس؟
إن هذا الانحياز الغربي الفاضح والمدان، لن يخدم عملية السلام في شيئ، بل يشجع إسرائيل على المضي في إجرامها بحق شعب فلسطين العربية المحتلة.
زر الذهاب إلى الأعلى