تقرير/ فاطمة اليزيدي:
تحلً الذكرى الـ”62″ لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ‘ والجُنوب يعيش مرحلة دقيقة تتكالب فيها الأزمات وتتقاطع عندها المؤامرات ‘ بينما تسعى قوى يمنية بمختلف أطيافها الى إغراق الجُنوب في دوامة من التحديات الاقتصادية والسياسية والمعيشية.
لكن ‘ ورغم كل الضغوط ‘ يثبت شعب الجُنوب أن روح أكتوبر لا تزال حيًة ‘ وأن جذوة الثورة التي انطلقت من قمم ردفان الشمًاء عام 1963م لم ولن تنطفئ .
إنها لحظة تاريخية تتجددً فيها ذاكرة النضال الجُنوبي ‘ لتؤكد أن هذا الشعب الذي واجه أقوى الامبراطوريات في القرن الماضي ‘ ما زال قادرًا اليوم على مقاومة محاولات كسر إرادته وطمس هويته.
*الجُنوب بين ثقل التحديات ووعي المرحلة:
ما يعيشه الجنوب اليوم من معاناة سياسية واقتصادية ليس مجرد أزمة عابرة ‘ بل هو جزء من معركة أوسع لإرغامه على التخلي عن حقه في تقرير مصيرة.
غير أن ارداه الجنوب ‘ المتجذرة في تاريخه الثوري ‘ تبرهن مره بعد أخرى أن الكرامة لا تُشترى ‘ وأن الهوية الجنوبية لا يمكن طمسها مهما اشتدت المؤامرات.
فالجنوب ‘ الذي أنتصر أمس على الاستعمار البريطاني ‘ يخوض اليوم معارك جديدة ضد الاستبداد الاقتصادي والسياسي ‘ بأساليب مختلفة ‘ لكنًها تنبع من نفس الروح الوطنية الثابتة.
*برع يا استعمار برع من أرض الأحرار:
أكد رئيس قطاع الإذاعة والتلفزيون “الأستاذ عبد العزيز الشيخ ” قائلًا : “لم تكن تلك هذه الأغنية ولا غيرها من أناشيد ثورة أكتوبر المجيدة مجرد كلمات تُنشد أو ألحان تُردًد ‘ بل كانت رصاصًا من نوع آخر ‘ وسلاحًا لا يقل أثرًا عن البندقية في ميادين النضال.
وأشار الشيخ : “اليوم ‘ ونحنُ نحتفي بالذكرى الثانية والستين لثورة أكتوبر المجيدة ‘ نستحضر ذلك المجد ‘ وتلك الأصوات التي غنًتً للوطن الجنوب وثوريته التحررية الأولى والثانية التي نخوض دروبها اليوم ضد احتلال اشد حقدًا وخبثًا من الاستعمار البريطاني”.
ودعا ‘ ثوار الكلمة وأبطالها ‘ شعراًء وكتابًا وفنانين ‘ أن يجلعو من ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة مهرجانًا للإبداع ‘ ومنبرًا للوفاء ‘ تعظيمًا لذات الثورة ‘ وتمجيد لأبطالها وتجديدًا للعهد بأننا على دربها ماضون ‘ حتى يتحقق الاستقلال الثاني لوطننا الجُنوب”.
* إرادة صلبة.. وقيادة شجاعة:
بدورة عبًر المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجُنوبية “المقدم محمد النقيب” : إن ثورة أكتوبر المجيدة ‘ منذُ انطلاقه شراراتها الأولى من جبال ردفان الشمًاء في 14 أكتوبر 1963م وحتى لحظة خروج آخر جندي بريطاني من أرض الجُنوب الطاهرة في 30 نوفمبر 1967م وبعد أربع سنوات من الكفاح المُسلًح الشاقً والمرير ‘ مشيرًا بأنه كانت و ما زالت تعني الحرية والاستقلال والبذل والعطاء والتضحية والتلاحم ووحدة الصف والهدف ‘ مؤكدًا بأنها تعني أن الشعوب حين تمتلك الإرادة الصلبة والعزم الصادق وتمتلك قياده وفيه صادقة ‘ فإنها قادرة على كسر قيود الاستعمار وهزيمته وطرده وصناعة مصيرها بيدها ‘ مهما عظًمًت التحديات”.
*الرئيس الزُبيدي.. يضع إكليلًا من الزهور على نصب الشهيد لبوزة:
في إطار الذكرى العظيمة ‘ زار الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ‘ صباح اليوم ‘ ساحة الحرية والنصب التذكاري في ردفان ‘ وذلك في إطار زيارته الميدانية الى محافظة لحج تزامنًا مع احتفالات شعب الجُنوب بالذكرى ال62 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.
وخلال الزيارة ‘ وضع الرئيس الزُبيدي إكليلًا من الزهور على نصب الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة ‘ مؤسس شرارة الثورة الجنوبية ضد الاستعمار البريطاني ‘ وقرأ الفاتحة على روحه الطاهرة وأرواح الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية تراب الوطن في سبيل الحرية والاستقلال”.
وعقب ذلك ‘ توجًه الرئيس القائد الى منصة الشهداء في ردفان ‘ حيث استقبل بحفاوة جماهيرية واسعة من أبناء المنطقة ‘ الذين عبًروا عن فخرهم واعتزازهم بحضوره ومشاركته لهم في هذه المناسبة الوطنية الخالدة ‘ مؤكدين تمسكهم الكامل بخيار استقلال الجنوب تحت قيادته الحكيمة.
*صوت العزة والحرية.. ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة:
شًددً مستشار الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ‘ رئيس قطاع الصحافة والاعلام الحديث ‘ الدكتور صدام عبد الله بالقول: ” إن الرابع عشر من أكتوبر ليس مجرد تاريخ في الذاكرة ‘ بل هو ميلاد لروح الجنوب ورمزًا شامخًا للكرامة والعزة ‘ إنه اليوم الذي تفجرًت فيه إرادة شعب أبي رفض الخنوع والاحتلال ‘ ليشعل ثورة عظيمة كانت منارة للتحررً في المنطقة”.
وأكد عبد الله: ” إن ثورة 14 أكتوبر هي اللبنة الأولى التي بُنى عليها حلم الدولة ‘ وبالرغم من التحديات فإن العزيمة التي سطًرت في تلك الملحمة البطولية ما زالت حيًة في قلوب أبناء الجُنوب ‘ وشددً بالقول : ” فلنقف جميعًا كتفًا بكتف مستلهمين من روح هذه الثورة الخالدة ‘ مؤكدًا أن تضحيات الأجداد والابناء لم ولن تذهب سدى”.
*# أكتوبر– الجنوب- عهد- جديد:
يجدد الجنوبيون العهد بأن الثورة مستمرة وأن الدولة الفيدرالية كاملة السيادة هي الهدف الثابت ‘ ويستذكروا أهم اللحظات والمواقف التي ستشهدها الضالع ‘ وشبام حضرموت ‘ وكافة مُحافظات الجُنوب بذكرى ثورة أكتوبر ‘ مشيرين بأنها تعد تعبيرًا صريحًا وواضحًا ‘ على الموقف الجنوبي الثابت في استعادة الدولة الجُنوبية كاملة السيادة.
وفي ذات السياق أكد الناشط الجُنوبي وهيب سعادي بالقول: “كل حشد جنوبي اليوم هو رسالة واضحة للعالم مفادها ان الجنوب ليس هامشًا في المعادلة ‘ بل هو مركز التوازن والاستقرار في المنطقة ‘ وشريك استراتيجي موثوق في الامن الإقليمي ومحاربة الإرهاب وتحقيق السلم والامن الدوليين.
أما الناشط عسكر الجحافي فشددً : “لشهدائنا الابرار الذين قدًموا أرواحهم ثمنًا لحرية الجنوب مضيفًا بأننا نقف اليوم إجلالًا وإكبارًا لدمائهم الزكية التي أضاءت درب التحرير”.
من جانبه قال الناشط زيد بن نافع : ” في مشهد يختصر وفاء الأرض للتاريخ ‘ سيئون تنتفض بروح أكتوبر وترفع رايات الجُنوب في فعالية “الريحة” مؤكدين أن أكتوبر ليس ذكرى فحسب ‘ بل عهد متجددً في الوجدان”.
وقال الناشط وضاح بن عطية: “بالآلاف وبقلوب تهتف للنصر ‘ احتشد أبناء الضالع والجنوب في نقيل الربض استقبالًا مهيبًا للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ‘ وسط زغاريد النصر واعلام الجنوب التي تلًوح في السماء ‘ وشددً عطية: “الزُبيدي يتقدًم نحو الضالع للمشاركة في احتفالات ثورة 14 أكتوبر المجيدة”.
من جهته قال الناشط ناصر السالمي: “ثورة 14 أكتوبر هي نقطة البداية ‘ والمجلس الانتقالي الجنوبي هو الامتداد الطبيعي لمسيرتها ‘ ونوه السالمي: ” ما بين الماضي والحاضر خيطً واحد هو النضال من أجل الكرامة والسيادة”.
*الجُنوب يبرهن صموده .. الإرادة أقوى من التحديات:
رغم ما يواجهه الجنوب من أزمات سياسية واقتصادية ‘ يبرهن الجنوبيون في كل مناسبة أن إراداتهم لا تنكسر ‘ وأنهم قادرون على تحويل المعاناة الى قوة دافعة نحو تحقيق الهدف الأسمى.
لقد أثبتت السنوات الماضية أن المجلس الانتقالي الجنوبي ‘ أصبح الحامل السياسي للمشروع الوطني الجنوبي ‘ وأن الالتفاف الشعبي حول قيادته ‘ وعلى رأسها الرئيس عيدروس الزُبيدي ‘ يعكس ثقة الشارع الجنوبي بخيار الاستقلال وبناء دولة المؤسسات.
الجنوب يواصل المسيرة نحو استعادة الدولة:
في الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر ‘ يُجددً الجنوب العهد على مواصلة مسيرة التحرر والاستقلال.
فالضالع ‘ التي كانت وما زالت بوابة الجُنوب وبوابة النصر ‘ ترمز اليوم إلى وحدة الإرادة الجنوبية وإصرارها على استكمال مشروعها الوطني مهما كانت التحديات.
إن هذا الحراك الشعبي الكبير ‘ يؤكد أن الجنوب ماضً بثقة نحو استعادة دولته كاملة السيادة ‘ بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وعيدروس الزُبيدي ‘ وبروح مستمدة من تضحيات الاحرار الذين صنعوا فجر الحرية الأول.
زر الذهاب إلى الأعلى