مقالات وتحليلات

الحو.ثي يستهدف الحياة.. وجع جديد في الضالع

الحو.ثي يستهدف الحياة.. وجع جديد في الضالع

كتب : عبدالسلام السييلي

من جديد، يمدّ الإرهاب الحوثي يده الآثمة ليحصد أرواح الأبرياء في الضالع، حيث أقدمت مليشياته على استهداف سيارتي إسعاف كانتا تقلان جرحى مدنيين بطائرتين مسيرتين يوم الاربعاء ١٥ أكتوبر ٢٠٢٥م ، في جريمة بشعة راح ضحيتها الشهيد أحمد مسعد الجبيلي ( ٢٥ عاما) وسبعة جرحى، بينهم من كان يسعف المصابين لا يحمل سلاحاً سوى ضمادة وقطعة أمل لإنقاذ حياة إنسان ضاربا عرض الحائط بكل المواثيق والاعراف والمعاهدات الدولية بشأن المدنيين وطواقم الاسعاف أثناء النزاعات .

أي وحشية تلك التي تدفع مليشيا لتقصف سيارات الإسعاف؟ وأي إنسانية بقيت لديهم بعد أن فقدوا كل وازع أخلاقي و ديني؟

ما حدث ليس مجرد حادث عرضي، بل رسالة حوثية واضحة بأن الموت عندهم لا يميز بين مقاتل أو مدني، بين طفل أو مسعف. إنها سياسة ممنهجة لإرهاب الناس وكسر إرادتهم، لكنهم لا يدركون أن الضالع لا تُكسر، وأن أبناءها جبلوا على الصبر والتحدي منذ أول رصاصة في وجه العدوان.

أكتب هذه السطور وقلبي يعتصر ألماً على من استُشهد وهو يؤدي واجباً إنسانياً، لكنني أيضاً أكتبها بفخر، لأن الضالع – رغم الجراح – ما زالت واقفة بشموخ، حارسة لبوابة الجنوب، وسداً منيعاً أمام مشروع الموت الحوثي الإيراني.

لقد آن الأوان أن يسمع العالم صوت الضالع، صوت الجنوب الذي ينزف منذ سنوات دون أن يرفّ للعالم جفن. فاستهداف سيارات الإسعاف ليس حادثاً معزولاً، بل جريمة حرب متكررة تستدعي موقفاً دولياً جاداً، قبل أن يتحول الصمت إلى شراكة في الجريمة.

إننا، ونحن نوثق هذه الجريمة النكراء، نوجّه نداءً صادقاً إلى المنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والدولية، بأن تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه ما يتعرض له المدنيون في محافظة الضالع وبقية مناطق الجنوب من انتهاكات ممنهجة ترتكبها مليشيات الحوثي دون رادع أو محاسبة.

لقد آن الأوان أن يُسمّى القاتل باسمه، وأن تتوقف سياسة التغاضي والصمت عن جرائم مليشيات الحوثي، فكل قذيفة تسقط على قرية جنوبية، وكل دم يُسفك بلا ذنب، وصمة عار في جبين العالم المتحضر.

الضالع تنزف… لكنها لا تنحني.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى