مقالات وتحليلات

منظمات المجتمع المدني.. دور غائب أم ديكور ديمقراطي؟

منظمات المجتمع المدني.. دور غائب أم ديكور ديمقراطي؟

 كتب / عبدالسلام محمد قاسم

في كلّ بلدٍ يُراد له أن يكون ديمقراطيّا، تُرفع لافتات منظمات المجتمع المدني كرمزٍ للتقدّم والوعي والمشاركة الشعبية. لكن في واقعنا اي بلدنا — وربما في كثير من الدول العربية — يحقّ لنا أن نتساءل:  

هل هذه المنظمات تؤدي دورًا حقيقيًّا في خدمة المجتمع؟  

أم أنها مجرّد ديكور فضفاض يُزيّن الواجهة ليقال إننا “بلد ديمقراطي”؟

الواقع يقول: أن النسبة الكبرى من هذه المنظمات وُلدت من رحم المشاريع الممولة، لا من همّ المجتمع ولا من ضمير الوطن! تظهر حين يصلها التمويل، وتغيب حين يجفّ المورد، وكأنّ رسالتها مرتبطة بحساباتٍ مصرفية لا باحتياجات الناس.

المدنيّة الحقيقية ليست في عدد الشعارات، بل في صدق الممارسة. والمجتمع المدني ليس من يُصدر بيانًا في مناسبة، بل من يُحدث أثرًا في الوعي والسلوك، ويكون صوته للضعفاء، ويده في ميادين الإصلاح والعدالة.

نعم، هناك نماذج مشرفة لمنظمات وطنية صادقة، تعمل بصمت وتخدم بضمير، لكنّها قليلة وسط ضجيج المنصّات والمشاريع الورقية. أما البقية، فتكتفي بالظهور الإعلامي وتزيين التقارير لتبرير وجودها أمام الجهات الداعمة.

ما نحتاجه اليوم ليس المزيد من اللافتات، بل المزيد من الضمير والفاعلية. 

نحتاج لمنظمات تحيا من أجل الناس لا من أجل الصور والتمويل 

وتتحرك من أجل الإصلاح لا من أجل الظهور،  

وتثبت أن الديمقراطية ليست ورقًا في ملفات المنظمات،  

بل وعيًا في قلوب المواطن.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى