صوت الضالع/ تقرير: فاطمة اليزيدي:
يعيش الشعب الجنوبي اليوم مرحلة استثنائية في الوعي السياسي والصمود الوطني، إذ يعيد التاريخ نفسه مسارًا نحو استكمال الاستقلال، بعد أن كان الجنوب دولة مستقلة ذات سيادة قبل دخول الوحدة اليمنية عام 1990م. لكن مسار الوحدة الطوعية انحرف لاحقًا، وتحول إلى احتلال عسكري وسياسي في صيف 1994، مستهدفًا تاريخ الجنوب وكرامته وثرواته، وهو ما أطلق مرحلة جديدة من النضال لاستعادة الدولة الجنوبية بإرادة فولاذية وإيمان كامل بعدالة القضية.
من الاستقلال الأول إلى حق تقرير المصير
يمتلك الجنوب تاريخًا حافلًا بالنضال والتحرر، بدءًا بثورة 14 أكتوبر 1963م التي هزمت بريطانيا، وصولًا إلى نيل الاستقلال الكامل في 30 نوفمبر 1967م. واليوم، يسير الجنوب على نفس الطريق، مثبتًا أن سنوات القمع والإقصاء والتضليل لم تكسر إرادته، بل زادته صلابة ووعيًا سياسيًا.
استمرار النضال والصمود الشعبي
رغم التحديات السياسية والاقتصادية، يظل الشعب الجنوبي متمسكًا بخياره الوطني في استعادة دولته كاملة السيادة. ويعكس الحراك السلمي والسياسي المستمر ارتباط الشعب بالقيم الوطنية التي تأسست عليها حركة التحرر الجنوبية، ويظهر ذلك جليًا في المشاركة الشعبية الواسعة في المناسبات الوطنية والالتفاف حول مشروع الاستقلال.
ويستند الجنوبيون في مسارهم السياسي إلى تراكم تاريخي من النضالات، بدءًا من ثورة التحرير ضد الاستعمار، مرورًا بالانتفاضات الشعبية، وصولًا إلى المرحلة الحالية بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يواصل الدفاع عن الأرض والقضية الجنوبية في مختلف الميادين.
30 نوفمبر.. ذكرى وطنية تتجدد بعزيمة الآباء
يشكل الثلاثون من نوفمبر أحد أعظم أيام التاريخ الجنوبي، وهو اليوم الذي ارتفعت فيه راية الحرية بعد نهاية الاستعمار البريطاني الذي دام 129 عامًا. ويستذكر الجنوبيون هذا اليوم باعتباره محطة لتجديد العهد في كل مرحلة من مراحل النضال الوطني، مستلهمين عزيمة الآباء الذين قدموا التضحيات الكبرى من أجل الحرية والاستقلال.
الانتصار على الاستعمار البريطاني.. إرادة فولاذية
يحتفل الشعب الجنوبي بالذكرى المجيدة للانتصار على الإمبراطورية البريطانية في 1967م، حيث قدم الأجداد والآباء أرواحهم ودماءهم لنيل الحرية والاستقلال. ويستحضر الجنوبيون اليوم روح ذلك النصر لمواصلة بناء دولة جنوبية مستقلة وراسخة السيادة، متطلعين إلى استكمال مسيرة الاستقلال الثاني.
نوفمبر.. ذكرى وطنية لتجديد العهد
يؤكد ناشطون وجنوبيون أن الذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل محطة لتعزيز الروح الوطنية وتجديد العهد لمواصلة النضال نحو استعادة الدولة كاملة السيادة. وتعد المناسبة رسالة وفاء للأبطال الذين صنعوا فجر الاستقلال الأول، وعهدًا جديدًا بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لاستكمال مسيرة الاستقلال الثاني.
رص الصفوف.. الطريق الآمن نحو الجنوب العربي القادم
يؤكد الشعب الجنوبي على أهمية توحيد الصفوف خلف المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، وتعزيز التماسك السياسي والمجتمعي بين كافة أبناء الجنوب، بهدف حماية المكتسبات الوطنية ومواصلة إدارة المعركة السياسية والعسكرية الراهنة لتحقيق الاستقلال والسيادة، في ظل وحدة الإرادة والقرار.
الذكرى والذاكرة.. استحضار دروس الماضي
لم يكن نصر 30 نوفمبر 1967م نتيجة صدفة، بل ثمرة معاناة وتضحيات الجماهير. وتأتي الذكرى اليوم لتذكير الأجيال الجديدة بأهمية الحفاظ على تاريخ الجنوب ونقل الدروس والعبر، مع مراعاة حقوق أسر الشهداء والجرحى، واستلهام روح النضال في مواجهة التحديات الراهنة.
استعادة الدولة الجنوبية مسار لا رجعة فيه
يثبت الجنوب اليوم أنه يسير نحو استقلاله الثاني بخطى واثقة ومدروسة، وأن مشروع استعادة الدولة الجنوبية ليس مشروعًا انعزاليًا كما يحاول خصوم الجنوب تصويره، بل هو مشروع استقرار وسلام يعيد التوازن للمنطقة ويحمي المصالح الوطنية والإقليمية والدولية.
إرادة الشعب الجنوبي في الحرية والاستقلال أصبحت حقيقة لا يمكن كسرها، ويواصل الجنوب التقدم مستندًا إلى شرعية نضاله وعدالة قضيته، مع اعتراف متزايد بمركزيته في معادلة الأمن والاستقرار.
زر الذهاب إلى الأعلى