صوت الضالع / عين الجنوب:
في الجنوب، لم يعد الحديث عن الاستقلال مجرد شعار يُرفع في الميادين أو مطلب يتردد في الخطابات السياسية، بل أصبح واقعًا يتشكل على الأرض تدريجيًا، وتظهر ملامحه في كل محافظة جنوبية تسير بخطى ثابتة نحو استعادة قرارها وسيادتها. فالمشهد لم يعد رماديًا كما كان لسنوات، بل بات أكثر وضوحًا مع تصاعد المطالب الشعبية التي ترى في “الاستقلال الثاني” حلًّا نهائيًا لمسار طويل من المعاناة والتهميش والحروب.
الأحداث المتسارعة خلال السنوات الأخيرة أعادت تشكيل الوعي الجنوبي بصورة غير مسبوقة. لم يعد الشارع الجنوبي يقبل العودة إلى الصيغ القديمة التي ثبت فشلها، ولا يثق في الوعود التي أثبتت التجارب أنها لا تتجاوز حدود البيانات. اليوم، أصبح للجنوب قواه الصلبة على الأرض، ومؤسساته الأمنية والعسكرية، ومشروعه السياسي الذي يزداد رسوخًا كلما ازداد المشهد اليمني تفككًا واضطرابًا.
ومع اتساع الهوة بين الواقع السياسي في صنعاء وعدن، تبرز دعوات واسعة تطالب بإعلان الاستقلال الثاني، بوصفه لحظة الخلاص التي ينتظرها الكثيرون. هذه المطالب لم تعد تنطلق من العاطفة وحدها، بل من قراءة موضوعية للتوازنات وتغير موازين القوى وانهيار المشاريع التي حاولت الالتفاف على تطلعات الجنوب. فالمشهد اليوم يثبت أن الجنوب استعاد زمام المبادرة، وأن حاضره ومستقبله يُرسمان بإرادة أبنائه.
ويرى مراقبون أن التحولات الأخيرة، من استعادة السيطرة على مناطق واسعة إلى توحيد الجهود الجنوبية خلف مشروع واحد، قد وضعت القضية الجنوبية في أقوى موقع لها منذ عقود. فالحلم لم يعد حلمًا، بل مشروعًا واضح المعالم، ينتظر لحظة الإعلان الرسمي ليكتمل.
إن المطالب المتصاعدة بإعلان الاستقلال الثاني ليست موجة عابرة ولا اندفاعًا مؤقتًا، بل نتيجة تراكم نضالي طويل، ورغبة شعب صبر كثيرًا وآن له أن يرى ثمرة صبره. ومع استمرار الأحداث في الاتجاه نفسه، يبدو أن الجنوب يقترب من اللحظة التي كان ينتظرها… اللحظة التي يتحول فيها حلم الاستقلال إلى واقع لا لبس فيه.
#شعب_الجنوب_يحسم_قراره
#دوله_الجنوب_العربي
زر الذهاب إلى الأعلى