مقالات وتحليلات

نصرُنا بدأ من الجبهات و الجبهة الداخلية خط الدفاع الاول لحماية و تثبيت النصر

نصرُنا بدأ من الجبهات و الجبهة الداخلية خط الدفاع الاول لحماية و تثبيت النصر

كتب. : وضاح هرهرة 

أبناء الجنوب الأحرار اليوم يصنعون مشهدًا تاريخيًا غير مسبوق ،اليوم يقف الجنوب كله، من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا، في الساحات والميادين ومواقع الاعتصام، صفًا واحدًا، وصوتًا واحدًا، وإرادةً واحدة، لا تقبل التراجع ولا المساومة، مطالبين الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية عيدروس قاسم عبد العزيز الزُبيدي بإعلان البيان رقم (1) لإعلان دولة الجنوب العربي.

نحن اليوم لسنا في لحظة عابرة، بل في منعطف تاريخي حاسم، في ساعة لا تتكرر، ومرحلة لم يشهدها الجنوب في تاريخه، ليست مرحلة ضغط ولا تفاوض، بل مرحلة خلاص وحسم، خلاصة دماء سالت، ودموع ذُرفت، وأعمار أُفنيت في سبيل الحرية والكرامة ولارجعة إلى الوراء. 

لقد مرت ثورتنا الجنوبية بمراحل طويلة وشاقة؛ بدأت منذا حرب صيف 94م وخاض ابو قاسم اهم المراحل، وجاء

الحراك السلمي وكان ابو قاسم القائد العضيم للمقاومة الجنوبية وكان يقول ما أُخذ بالقوة لايعود الا بالقوة. ثم جائت الحرب و وقف أبناء الجنوب خلف الزُبيدي سدًا منيعًا في وجه المشروع الفارسي، وقدموا أبناءهم وفلذات أكبادهم قربانًا للأرض والهوية.

اليوم نحن نقف عند المرحلة الأخيرة، مرحلة القطع مع الماضي، مرحلة إعلان الحقيقة التي حاولوا دفنها طويلًا: أن الجنوب شعبٌ حي، لا يموت، ولا يُهزم، ولا يتنازل عن حقه فنحن في مرحلة القرار والحسم. 

هذا اليوم، الذي نبحث عنه وهو حين يُعلَن البيان رقم (1)، لن يكون يومًا عاديًا، بل يومًا مفصليًا، سيُكتب بحروف من نار ونور، وسيُدرَّس للأجيال القادمة، وسيظل عيدًا وطنيًا خالدًا في ذاكرة الجنوب. يوم استعاد فيه الشعبٌ هويته، وقرر مصيره بيده، وقال للعالم: هنا الجنوب… وهنا الدولة.

أبناء الجنوب اليوم جاهزون بإيمانهم، وبسلاحهم، وبأرواحهم ،لكل الاحتمالات، ثابتون لا يتزعزعون، منتظرون ساعة الإعلان، ساعة الحسم، ساعة الانتصار.

وفي هذه الساحات، تتجسد أعظم معادلة في التاريخ ،قيادة نثق بها، وشعب يثق بقيادته. قيادة حكيمة، شجاعة، أمينة، (عربية أصيلة قبل أن تكون جنوبية،) وشعب جبار يستحق الحرية والاستقلال. قيادة يفخر بها كل عربي حر، وشعب يشهد العالم بعدالة قضيته، حتى من خارج الجنوب.

لقد تحررت حضرموت والمهرة وكنا على ثقة بأنها سوف تتحرر ، لأنناء راينا قيادتنا كانت كالجبل ،متوحدة، لا تتصدع ولا تتراجع، وبفضل الله أولًا، ثم بتوحد الصف، تحقق النصر. ولن ننسى دعم الأشقاء في التحالف العربي، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذين وقفوا معنا في أصعب اللحظات، وسيبقى الوفاء لهم عهدًا لا يسقط بالتقادم.

واليوم، نقولها بوضوح لا لبس فيه:

الجبهة الداخلية هي كمان من ساحات المعركة الأولى. من ينتصر في الداخل، ينتصر في الجبهات الأمامية. فيجب ضبط الجبهة الداخلية في كل قرية، وكل مديرية، وكل محافظة، وكل مؤسسة. لا مكان اليوم للفساد، ولا للرشوة، ولا للعبث بمصالح الناس. لا عذر لموظف يخون الأمانة، ولا لمسؤول يتستر على فاسد، ولا لقاضٍ يظلم، ولا لأمني يتهاون.

نقولها صريحة:-

من يحاول العبث اليوم بإرادة الجنوب، أو التلاعب بآلام الناس، أو اختراق الصف، سيتم اقتلاعه بلا تردد فهذه خيانة وطعن في ضهر القيادة وخيانه لدم الشهداء وخذلان للمرابطين في الجبهات، الشعب اليوم واعٍ، مستيقظ، يعرف عدوه، ويميز بين من يخدم الجنوب ومن يتاجر به.

إخواننا في الجبهات الأمامية يسطرون كل يوم ملاحم من التضحية والفداء، ودماؤهم أمانة في أعناقنا. وأقل واجب تجاههم أن نكون جبهة داخلية صلبة، نزيهة، نظيفة، لا تخذلهم ولا تطعنهم من الخلف فيجب على كل مسؤل في اي مرفق حكومي ان يتحمل مسؤوليته الكاملة اما وأن يكون في صف الجنوب او يصنف خارج الصف، فيجب علينا جميعا أن نقسم بالله وبدم الشهداء وبتراب الجنوب بأن لانسكت لفاسد او نسمح لعابث ولن نخون هذه اللحظة التاريخية. 

اليوم نقف بثقة، وبشجاعة، وبإيمان لا يتزعزع، ونعلنها للعالم: نحن شعب الجنوب… شعبٌ أصيل، لا يُكسر، ولا يُخدع، ولا يُفرط في حقه. والقادم جنوبٌ حر، ودولةٌ مستقلة، ونصرٌ لا رجعة فيه.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى