اخبــار الضـالعالرئيسيــةمقالات وتحليلات

الثامن من مايو .. من عناء السفر إلى فرحة الوصول

 

⁦⁩ عبدالسلام السييلي/ صوت الضالع

منذو إجتياح الجنوب في حرب صيف ٩٤ بدأ الجنوبيون مبكرا بمحاولات الخلاص من هذا الإحتلال الغاشم خصوصا بعد التهميش والتسريح القسري لقيادات الجنوب وكوادره وإستيلاء قيادات الشمال على كل مرافق ومفاصل الدولة وخصخصة مؤسساتها في الجنوب .
كل يوم كان يزيد السخط ويتصاعد الغضب الشعبي بسبب تلك الممارسات والعنجهية والمحاولات المستمرة لطمس هوية الجنوب الثقافية وإستبدالها باليمننة.

ظهرت العديد من الحركات المنادية بأستعادة دولة الجنوب مثل ( حتم وموج ) وأخرى تطالب بتصحيح مسار الوحدة ، لكنها جميعا كانت محاولات ضعيفة أمام تسلط وإستقواء نظام صنعاء.
بعدها ظهر الحراك السلمي الجنوبي والذي أسس نواته المتقاعدون الجنوبيون في العام ٢٠٠٧م ، حيث كان له الدور الأبرز في تشكيل الوعي الجنوبي والمطالبة بأستعادة دولة الجنوب وفك الإرتباط ، وعبر عن ذلك بعدة مليونيات على الأرض ، ودفع الجنوبيون ثمنا باهضا من خيرة رجاله وشبابه دفاعا عن مواقفه.
رافق المرحلة نشأة العديد من المكونات الجنوبية كما قام نظام صنعاء بتشكيل مكونات جنوبية موالية له رغم عدم وجود ثقل سياسي لها لكنها تشكلت من أجل تشتيت الصوت الجنوبي والتشكيك بأحقية القضية الجنوبية وكان رهان عفاش في عدم توحيد الجنوبيين . كل مكون كان يقدم نفسه انه الممثل الشرعي لشعب الجنوب .

إستفاد الجنوبيون من ثورة الشباب في ٢٠١١م عندما تم التخلص من عفاش والذي يعتبر أقوى خصومهم .

تم إجتياح الجنوب للمرة الثانية في العام ٢٠١٥ من قبل مليشيات الحوثي التي سيطرت على الحكم في صنعاء.

خاض الجنوبيون الحرب مرغمين واستطاعوا بدعم من التحالف تحرير أغلب محافظات الجنوب من مليشيات الحوثي.

في ٤ مايو ٢٠١٧م تشكل كيان جنوبي سياسي جديد له ثقله العسكري والسياسي كنتيجة لمتطلبات المرحلة و لاقى تفويض شعبي كبير لتمثيل شعب الجنوب.

عمل المجلس الانتقالي الجنوبي طوال ست سنوات على إيصال قضية شعب الجنوب والتعريف بها خارجيا ودوليا ، وأطلق عدة دعوات للحوار الجنوبي الجنوبي لمحاولات لملمة الصفوف وتوحيد الجهود وكانت آخرها الدعوة التي أطلقها الرئيس عيدروس الزبيدي للحوار الوطني الذي إحتضنته عدن في ٤ مايو ٢٠٢٣م حيث لاقت هذه الدعوة إستجابة معظم القوى الجنوبية وأرتياحا كبيرا لدى المواطن العادي.
نتج عن هذا الحوار التوقيع على ميثاق وطني جنوبي وقع عليه ٣٨ كيان في يوم ٨ مايو ٢٠٢٣م ، هذا الميثاق يرسم ملامح دولة الجنوب ويقدم آلية عمل لجميع الكيانات التي تهدف إلى التحرير وإستعادة دولة الجنوب.
حدث مثل هذا مثّل عرسا جنوبيا لكل مواطن جنوبي بل أعتبره البعض يوما وطنيا ومفصليا في تاريخ الجنوب.
هذا الإسطفاف الجنوبي أزعج قوى صنعاء وأغاظ حفيضتهم فقد فشلت محاولاتهم لشق الصف الجنوبي وبث الفرقة والأحقاد بين أبناء الجنوب.
أصبح جنوب مابعد ٨ مايو ليس كما قبله فوحدة الجنوبيين ستمكنهم من الوصول إلى هدفهم بأسرع وقت كما سيسهل عليهم تأسيس مداميك الدولة الجديدة وسيضمن إنتصارات سياسية توازي الإنتصارات والمكاسب العسكرية على الأرض.

هنيئا لكل أبناء الجنواب قيادة وشعبا بهذا المنجز التاريخ العظيم الذي أعاد لحمة الجنوبيين بعد عقود من الشتات .

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى