كتب : عارف عادل
المعلم هو الركيزة الأساسية لأي مجتمع يتطلع للنهضة والتنمية، فهو الذي يشيد صروح العلم والمعرفة، ويغلق سجون الجهل والتخلف. دوره يتجاوز التعليم، ليكون مُربيًا وصانعًا للجيل القادم، حارسًا على مستقبل الأمة، ومنارة تنير دروب أبنائها. لكن، كيف يبدو الحال في مجتمع غارق بالجهل مقارنة بمجتمع متعلم يولي المعلمين الاهتمام الذي يستحقونه؟
المجتمع الغارق بالجهل الذي يهمل دور المعلم، يصبح الجهل هو الحاكم المسيطر. تتلاشى القيم العلمية وتضعف الأخلاق، وتُفتح أبواب الفقر والجريمة والتخلف. في هذا المجتمع، يُنظر إلى التعليم على أنه رفاهية لا ضرورة، فيُهمل دور المعلمين، ويُتركون وحدهم لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية دون دعم.
المعلم في بيئتنا يعاني في صمت، فمع ضغوط الحياة وغلاء المعيشة، يشعر بالإحباط والعجز عن أداء رسالته السامية. ونتيجة لذلك، تفقد المجتمعات نبضها الحيوي وتتراجع إلى الوراء، حيث تصبح عاجزة عن مواجهة تحديات المستقبل.
المجتمع المتعلم الذي يهتم بالمعلمين على النقيض، فإن المجتمع المتعلم هو الذي يدرك أن المعلم هو اللبنة الأولى في بناء أمة قوية ومزدهرة. هذا المجتمع يقدم الدعم الكامل للمعلمين، سواء من خلال تحسين أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، أو بتوفير بيئة تعليمية محفزة تمكنهم من أداء رسالتهم.
في مثل هذا المجتمع، ينشأ جيل واعٍ ومثقف، قادر على الابتكار والتطوير. تُزرع القيم والأخلاق في نفوس الأجيال، ويصبح العلم أساس التقدم والازدهار. احترام المعلم وتقديره يُعد انعكاسًا لمدى تحضر المجتمع ووعيه.
إن دعم المعلم وحل مشاكله ليس رفاهية بل ضرورة، لأنه يعكس اهتمام المجتمع بمستقبله.
المعلم يبني الإنسان.. والإنسان يبني الوطن
المعلم هو القلب النابض في جسد المجتمع، وعندما يتوقف هذا النبض، تعاني المجتمعات من الشلل والتخلف. على كل فرد ومؤسسة أن يكون سندًا للمعلم، بالكلمة والفعل. فالعلم هو أساس الحضارة، والمعلم هو مفتاحه.
لنحترم المعلمين، لنقدرهم، ولندرك أنهم أساس النهضة. لأن ما يغرسه المعلم في عقول الأجيال اليوم، هو ما ستجنيه المجتمعات من تقدم وازدهار غدًا.
زر الذهاب إلى الأعلى