المملكة العربية السعودية.. هل تريد ضرب مشروعية “قضية شعب الجنوب
المملكة العربية السعودية.. هل تريد ضرب مشروعية “قضية شعب الجنوب..؟
/ متابعات
يتمسك الجنوبيون بإعلان أخر رئيس للجنوب والشريك في توقيع اتفاقية الوحدة مع العربية اليمنية، علي سالم البيض، فك الارتباط المعلن من مدينة المكلا في الـ21 مايو/ أيار العام 1994م، وهو الإعلان الذي اكد على قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وهو اجراء قانوني اعيد احياءه الشهر الماضي في ذات المدينة التي اعلن فيها قبل 29 عاما
أنشئت المملكة العربية السعودية في العاصمة الرياض، مكونا سياسيا مواليا لإخوان اليمن، التنظيم المحلي الذي بات الحليف المستقبل للرياض، على الرغم من انها تضعه على قوائم الجماعات الإرهابية، مبررة ان الهدف من الكيان السياسي اليمني باسم محافظة حضرموت، وذلك في اعقاب خروج تظاهرات تطالب بنشر قوات النخبة في وادي وصحراء، حضرموت، وإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى التي تسيطر على هذه المناطق منذ حرب صيف العام 1994م، وهو الأمر الذي اعتبرته السعودية تهديدا حقيقيا لأمنها القومي، وفضلت بقاء القوات اليمنية الموالية للإخوان، على قوات النخبة الحضرمية المحلية.
وقالت صحيفة عكاظ الرسمية السعودية إن مكونات حضرمية أعلنت (الثلاثاء) في العاصمة السعودية الرياض، عن إشهار مجلس حضرموت الوطني كحامل سياسي بحضور سفير السعودية لدى اليمن محمد بن سعيد ال جابر؛ في اشارة الى دعم السعودية انفصال حضرموت عن باقي محافظات الجنوب.
وتعليقا على هذه الخطوة السعودية، قال اللواء ركن فرج سالمين البحسني، عضو مجلس القيادة الرئاسي، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إن “ما يجب أن يكون في هذه المرحلة بحضرموت هو أن يحمل كل ابناءها رؤية واحدة واضحة، فهما للواقع السياسي والواقع على الأرض”.
ولفت إلى أن “تعدد المشاريع والرؤى والإقصاء لن يزيدنا إلا تفككاً ونحن لسنا بحاجة لذلك، من يدرك الواقع سيدرك أمورا كثيرة ومن لا يدرك شيئاً سيظل كما هو ولن يقدم شي سوى مزيدا من التشرذم”.
وقال العميد ركن سعيد أحمد المحمدي – رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي في حضرموت إن “الترويج لتأسيس كيان جديد باسم حضرموت يندرج ضمن سلسلة المحاولات المستمرة لجماعة الإخوان والقوى اليمنية المستغلة لثروات حضرموت، لوضع العصي في دواليب القطار الجنوبي، لكن إرادة شعبنا وعزيمته كفيلة بإفشال مساعيهم”.
وقال سياسيون جنوبيون إن محاولة خلق كيانات سياسية في داخل الجنوب، هدفه ضرب مشروعية قضية شعب الجنوب التي تم الاعتراف بها في مشاورات الرياض اليمنية – اليمنية، وموافقة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي على وضع اطار خاص فيها، بما يضمن معالجة جذيرية لكل مشاكل اليمن.
ويتمسك الجنوبيون بإعلان أخر رئيس للجنوب والشريك في توقيع اتفاقية الوحدة مع العربية اليمنية، علي سالم البيض، فك الارتباط المعلن من مدينة المكلا في الـ21 مايو/ أيار العام 1994م، وهو الإعلان الذي اكد على قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وهو اجراء قانوني اعيد احياءه الشهر الماضي في ذات المدينة التي اعلن فيها قبل 29 عاما.
وبشأن خلق مثل هذه الكيانات، ان تعيد الصراع الى داخل الجنوب مرة أخرى، خاصة بعد نجاح المجلس الانتقالي الجنوبي، في توحيد القوى السياسية الجنوبية من خلال مؤتمر الحوار الوطني الجنوبي الذي توج بالتوقيع على ميثاقه الوطني وحصول حضرموت على نسبة أكبر من المشاركة.
واعتبر الزعيم القبلي الشيخ لحمر بن لسود خلق كيانات سياسية في داخل الجنوب “فكرة تهز ثقة الجنوبيين في التحالف العربي الذي لا تزال تقوده المملكة العربية السعودية، وذلك في تعليق على اشهار كيان سياسي في محافظة حضرموت الجنوبية في الرياض.
وقال الشيخ لحمر بن لسود في تصريح لوكالة أنباء حضرموت “إن القضية الوطنية الجنوبية واضحة المعالج والأسباب والمعالجات، فهي قضية جاءت من رحمة مشروع الوحدة الفاشل الذي انقلب عليه نظام علي عبدالله صالح وجماعة الاخوان المسلمين بالحرب وفتاوى التكفير الشهيرة، وهذه القضية لها مرجعيتها القانونية والشرعية والمتمثلة في عدالة القضية التي تستند الى اعلان تأريخي من الرئيس علي سالم البيض الذي وقع على مشروع الوحدة، بإعلان فك الارتباط في الـ21 من مايو 1994م، من مدينة المكلا، وهذا القضية بحثت لها الكثير من المعالجات التي اقرها الأمم المتحدة وبعض الدول الإقليمية بما فيها المملكة العربية السعودية بانها قضية عادلة وان حرب صيف العام 1994م، ظالمة وتؤكد ان ما حصل هو احتلال عسكري مكتمل الأركان”.
ومضى الشيخ لحمر قائلا :”نحن نؤمن بقضينا ولولا إيمان الجنوبيين بقضيتهم لما انتصر التحالف العربي بقيادة السعودية في الجنوب، وخسر المعركة في اليمن امام الحوثيين، فالجميع قاتل انتصارا لعدالة تلك القضية، واليوم ما تقوم به الرياض من تشكيل كيانات سياسية، هي فكرة تهز ثقة الناس بالتحالف العربي الذي جاء لهدف وحيد هو محاربة إيران ومنع سيطرتها على الممرات المائية”.
ولفت الى ان اهداف التحالف العربي تحررت في الجنوب، ولم يتبق امام التحالف الا دعم الخيارات الوطنية، كما كنا نتوقع، لكن ما نراه يؤكد ان التحالف العربي قد اصبح من الماضي وان ايران التي جاء التحالف العربي لمحاربتها قد أصبحت اذرعها تزور السعودية بكل اريحية ويتم استقبالها، وكل ذلك يؤكد ان الأفكار التي تلد من هنا او هناك، تعزز الشعور لدى الناس في الجنوب التدخل السعودي لم يعد له أي دعوى او شرعية، وانه لم يكن جادا في هزيمة الحوثيين”.
وحذر الشيخ لحمر بن لسود، من مغبة تفريخ كيانات سياسية قد تفجر صراعا محليا في كل محافظة وحينها لن تستقر المنطقة وستظل في حالة فوضى شديدة ومستمرة، وهذا ليس في مصلحة المنطقة على الاطلاق”.
ودعا الشيخ القبلي، الى إعادة النظر في خارطة التحالفات السياسية والعسكرية، مشيدا بدور الامارات العربية المتحدة الشريك الفاعل في التحالف العربي، على دعمها المتواصل لجهود مكافحة الإرهاب وملاحقة تنظيم القاعدة وداعش.
وذهب السياسي الجنوبي البارز أحمد عمر بن فريد إلى التأكيد أن “تتكرر محاولات اسقاط مشروع استقلال الجنوب – وليس صنعاء – بشتى الطرق والوسائل ستفشل وتسقط مرة تلو الأخرى، والتاريخ يسجل جميع المحاولات الفاشلة، التي يقف الجنوب برجاله البواسل وشعبه الجبار متماسكا أمامها، ومبرهنا على وقوته وقدرته على تحطيمها جميعها مهما كان مصدرها ومنبعها ومبررها… فلا قلق لدينا أبدا”.
وقال بن فريد -في تصريح صحفي حصلت صحيفة اليوم الثامن على نسخة منه – “نذكر فقط بانه سبق ان حاربونا وجيشوا جيوشهم في شبوة ٢٠١٩ وتمكنوا منها وحكموها، ثم مالبثوا إلا وحاولوا دخول عدن فاتحين “مدعومين” بكل شي في غزوة اسموها بغزوة خيبر فخابوا و خابت امالهم، وجروا أذيال الخزي والعار معهم، وابوا إلا أن يعيدوا الكرة مرة أخرى من رأس الكلاسي وشقرة وفشلوا، حيث اثبت الرجال بسالتهم وصمودهم”.
وأضاف “أتى النصر بعد ذلك عندما حررنا شبوة بعدما سلمت ثلاث مديريات فيها للحوثي في يوم واحد، واليوم تتكرر محاولات اسقاط مشروع استقلال الجنوب بكل اسف هنا وهناك، لكنه مشروع مؤزر لا خوف عليه وسيكتب له النجاح والنصر بعون الله”.
وقال بن فريد “يبقى ان نذكر الجميع بالحقيقة المرة التي تقول ان الحوثي هو الذي يحكم صنعاء اليوم كعاصمة عربية تخضع للنفوذ الإيراني .. فوجهوا قواكم هناك ان نسيتم، ودعوا الجنوب العربي الحر وشأنه